اخبار محليةالكل

تقرير : بداية مرحلة جديدة في السياسة الأمريكية بعد زيارة ترامب إلى السعودية

وصف غالبية المراقبين والمتابعين للسياسة الامريكية في منطقة الشرق الأوسط زيارة ترامب لمنطقة الشرق الأوسط في الفترة من 20 إلى 24 مايو 2017م بالزيارة بالغة الأهمية وتؤسس لسياسة أمريكية تختلف عن سياساتها السابقة، وذلك من خلال اجتماعه بالرياض بقادة دول الخليج والجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية، حيث نتج عن هذه الزيارة اجماع على مكافحة الإرهاب، الذي اصبح دوليا وخرج عن السيطرة، بينما كانت الإدارات الامريكية السابقة تستخدم الإرهاب لأغراض سياسية وتعمل على دعمه وتمويله وتدريب الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت الادارات السابقة تدير هذه العمليات بطرق غير مباشرة، عبر عملائها في المنطقة وبعض الدول وتوجه العمليات الإرهابية بغرض خلق ما تسميه بالفوضى الخلاقة إلا أن ذلك الإرهاب خرج عن السيطرة واصبح تأثيراته السلبية تضرب مناطق في أمريكا واوروبا ومناطق عديدة من دول العالم وارتد على الغرب الذي استخدمته لأغراض سياسية واضر بالمصالح الاقتصادية المالية والاجتماعية في العديد من الدول.

من هنا يظهر التغيير في السياسة الامريكية ودول الغرب حيث قررت مكافحة الإرهاب ومحاربته وهذا كما يراه العديد من المراقبين تحول إيجابي في السياسة الغربية وبداية التهدئة بالمنطقة رغم ان الكثير من المحللين والمتابعين لشئون الشرق الأوسط مازالوا غير مقتنعين بجدية حرب الغرب للإرهاب.

 

من الأهداف التي حققها ترامب والامريكان من زيارة الرياض

يرى المراقبون ان الرئيس الأمريكي ترامب حقق من زيارته إلى الرياض مكاسب اقتصادية لم يسبق اليها مثيل، حيث عقد صفقات مع المملكة العربية السعودية بقيمة 110 مليار دولار في الجانب العسكري وبقيمة 350 مليار دولار في المجال المدني, وما يقلق المراقبين والمتابعين والمحللين السياسيين ان هذه الأسلحة التي اشترتها المملكة السعودية سيتم استخدامها في قمع سوريا والعراق واليمن، وحتما ستؤدي إلى توتر مستمر بالمنطقة وقتل الأبرياء في تلك الدول وهذه الصفقة جاءت لمساعدة السعودية على لعب دور إقليمي بالمنطقة وستكون الممثل للغرب في تحالفها مع إسرائيل بالمنطقة والغرب مع دول الخليج، التي تأمل في عهد الرئيس ترامب الإسراع في حل القضية الفلسطينية وتصفيتها لمصلحة إسرائيل بالمنطقة.

 

ما وراء انشاء التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

وفقا لتقدير المحللين السياسيين والمراقبين فأن إنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب بقيادة السعودية يأتي بنظرة أمريكية من أجل ان يصب في خدمة المصالح الامريكية العربية الإسرائيلية المشتركة بالمنطقة ومن خلال هذا التحالف الذي سيوجه في قمع المعارضين للسياسات الصهيونية بالمنطقة بحجة الإرهاب وسيعمل على تخفيض الاهتمام العربي والإسلامي بالقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وهي القضية الفلسطينية وستكون السعودية بقيادة محمد بن سلمان هي رأس الحربة في هذا التحالف من أجل حماية إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية في عهد الرئيس ترامب وعهد محمد بن سلمان وسيتم التقارب مع إسرائيل من خلال التطبيع الاقتصادي فالسياسي فالمشاركة بالتحالف في الحرب ضد الإرهاب كما يسمونه.

 

السعودية وسياستها في عهد محمد بن سلمان

لا شك بان الإسراع بنقل الحكم إلى محمد بن سلمان وذلك بعد اقصاء ولي العهد محمد بن نائف كما يراه المراقبون جاء بمباركة أمريكية وتخل سافر بالشئون الداخلية السعودية، وبقدوم محمد بن سلمان سوف يحصل التقارب المتسارع مع إسرائيل وخاصة ان السعودية تحاول استكمال السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير المصريتين وبهذا ستكون ملزمة بحماية إسرائيل استنادا إلى اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل.

وبقدوم محمد بن سلمان سيتم السيطرة على مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية من قبل السعودية وستفرض سياستها التي تتوافق وتتطابق مع حليفتها القادمة إسرائيل للعب دور إقليمي بالمنطقة إلى جانب ايران وتركيا والسعودية ستفرض هيمنتها نتيجة تهديدها بخفض الدعم المالي على الجامعة العربية وبقية المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية.

 

مقاومة المشروع الأمريكي السعودي بالمنطقة

يرى المحللون الاستراتيجيون والمهتمون بشئون الشرق الأوسط أن في المنطقة يوجد محور وتحالف آخر مقاوم وممانع للسياسات الامريكية والغربية والخليجية التي أدت إلى العديد من الأزمات والحروب والصراعات بالمنطقة والناتجة عن السياسات الخاطئة للإدارات الامريكية وحلفائها ويرون ان تنامي ظاهرة الإرهاب واتساع رقعته بالمنطقة كان نتاج لتلك السياسات غير المسئولة ويرون ان ظاهرة الإرهاب تجاوزت المنطقة واصبح إرهابا دوليا وقد ضرب الامريكان ودول أوربا وآسيا وروسيا وغيرها من الدول.

 ومن هنا يرى المحللون الاستراتيجيون بأن السياسات الامريكية الجديدة والتي نجمت عن تأسيس حلف سني بقيادة المملكة السعودية لن تؤدي إلى مكافحة ومحاربة الإرهاب بل سوف توسع رقعته، لأن أي تفاهمات وتوافقات يجب أن تجمع المحورين والحلفين وخاصة بأن الحليف الرئيسي لمحور الممانعة والمقاومة وروسيا استطاعت أن تحارب الإرهاب بكل جدية في سوريا ونجحت بذلك وعليه يرى المراقبون بأن الاستقرار في العالم لن يكون بانشاء احلاف محاور أحادية، بل سينجح إذا ما كان سيقوم من خلال تفاهمات وتوافقات إقليمية وخاصة بين إيران والسعودية ودولية من خلال روسيا وامريكا وبحيث يتم التوافق على جميع ملفات المنطقة والعالم في اتجاه إيقاف الصراعات والحروب وحل الازمات بالطريقة الدبلوماسية وعبر مجلس الأمن الدولي.

كذلك يمكن ان يتحقق ايضا، من خلال الاتفاق على نظام عالمي جديد يكرس الشراكة والتعاون والاقتصادي والأمني على طريق الاستقرار والأمن والسلم الدولي ومن خلال منظمات وهيئات دولية وإقليمية يتم التوافق عليها وعلى ادارتها بحيث تتيح الشراكة لجميع الأطراف القوية والفاعلة بالعالم والمؤثرة على القرارات الدولية وتنفيذها من خلال احترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية وإرساء العدالة المجتمعية وعدم ازدواج السياسات المخلة بتنفيذ ذلك والاستفادة من الأخطاء والسياسات الخاطئة التي أدت إلى تدهور السلم والأمن الدولي واشعال الحروب والصراعات وظهور الإرهاب الدولي وانتشاره  وبروز الازمات الاقتصادية والمالية العالمية.

وكذلك من خلال العمل المشترك من أجل المصالح المشتركة وإرساء الأمن والسلم ومكافحة الإرهاب والتطرف بجميع الوسائل بما فيها الاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية وعدم الاكتفاء بالوسائل الأمنية والعسكرية والاهتمام بالمناخ والبيئة والانسان ورقية ونموه وتحسين حالته الاقتصادية والتعليمية والعلمية والمشاركة الفعلية في مجالات البحوث العلمية والتقدم التكنولوجي لحماية أرضنا ووسائل عيشنا المشترك في أي تطورات قد تواجه العالم من عالم آخر فإذا لم يتوحد العالم برؤاه ونظرته للمستقبل والحاضر سيصبح صيد سهل لغيره ولذلك يجب ان يعمل قادة العالم وخاصة روسيا وامريكا من أجل مستقبل البشرية والتي تهم الجميع ويبتعدوا عن الهيمنة والسيطرة والاستغلال لثروات الشعوب وإصدار ثروات الأجيال القادمة.

وعبر اغلبية المراقبين والمحللين السياسيين عن أملهم بأن تكون الظروف الدولية والإقليمية قد نضجت لمثل ذلك وأن تبرز تفاهمات وتوافقات بدلا عن التنافس والصراعات والحروب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى