اخبار محليةالكل

2000 يوم والعالم يقتل ويبيد ويحاصر ويجوع اليمنيين.. واليوم بـ”إنسانية جداً جداً” قلقين على مارب

كتبه/ محمد علي المطاع

منذ 26 مارس 2015م، أي منذ 2000 يوم، والشعب اليمني يتعرض لعدوان تحالفت فيه دول عدة وباركته دول أخرى ودعمته ثالثة ومدته بالأسلحة، يضاف إلى كل ذلك تواطؤ هيئة الأمم ومجلس أمنها.

2000 يوم والمعتدون يدمرون البنى التحتية من مستشفيات ومدارس وطرقات واتصالات ومباني وكل ما لا يخطر على بال الشيطان، لكنه خطر على بال المعتدين دون أن يرف لهم جفن.

2000 يوم والطائرات تدمر المنازل على رؤوس ساكنيها، وتستهدف النازحين وتقصف المدن والأسواق، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والنازحين والمدنيين في كل المدن اليمنية.

2000 يوم ودول العدوان تحشد المرتزقة من جميع أنحاء العالم لقتل اليمنيين وتدمير كل ما له صلة بالحياة..

2000 يوم ودول العدوان تقدم الدعم العسكري للتنظيمات الإرهابية “داعش” و”القاعدة” وتدفعهم لقتل الشعب اليمني.

2000 يوم ودول العالم تطالب اليمنيين بتسليم أسلحتهم، على بدائيتها، كي لا يتمكن اليمنيين من الدفاع عن أنفسهم.

2000 يوم ودول العدوان والمتواطئون معها يحاصرون الشعب اليمني ويمنعون عنه أبسط سبل العيش من غذاء ودواء ووقود.

2000 يوم ودول العالم تقدم ما تسميه دعم بواسطة المنظمات (المدنية)!! لتنفق أكثر من ثلثيه كنفقات تشغيلية وبدل سفر لموظفيها والمبعوث الأممي.

بعد 2000 يوم تنبري دول متواطئة ومتعاونة مع المعتدين أو على أقل تقدير متفرجة على ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وجرائم إبادة، لتبدي قلقها ليس على ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم إبادة، بل تبدي قلقها الشديد لاستمرار هجوم (الحوثيين) على مارب، وهو – حسب هذه الدول – أمر يهدد بتعطيل عملية السلام التابعة للأمم المتحدة.

في بيان مشترك لها حول اليمن، “استضاف وزراء خارجية كل من المانيا والكويت والسويد والمملكة المتحدة اجتماعاً مشتركاً يوم الخميس بتاريخ 17 سبتمبر 2020، على هامش انعقاد الجمعية العامة  الـ75 للأمم المتحدة، مع وزراء وممثلين للولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وفرنسا، وروسيا، والممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي لمناقشة الحاجة الملحة للتقدم السياسي في اليمن”..

لماذا هذا الحرص وفي هذا الوقت بالذات رقت قلوب هؤلاء المجتمعين على اليمنيين واصبحت الحاجة ملحة للتقدم السياسي في اليمن.. هل هي أشلاء الأطفال التي قصفها طيران المعتدين منذ 2000 يوم؟ بالطبع لا؟ هل هي من أجل النساء اللاتي يقتلن صباح مساء بغارات طيران العدوان؟ طبعاً لا.. هل هي من أجل الحؤل دون تعرض اليمنيين للمجاعة؟ طبعاً لا.. هل هي من أجل… ومن أجل… ومن أجل….؟!! طبعاً لا.. ليست من أجل كل ذلك.. لأن الإنسان اليمني ببساطة لا يعني هذه الدول في شيء..

إذاً لماذا كل هذا القلق لهذه الدول؟.. إنهم الصنائع.. هناك صنائع لهذه الدول وعلى وجه الخصوص صنائع بريطانية وأمريكية واسرائيلية صنعتها لتنفذ ما يوكل إليها من مهام يأمرها بها المستكبرون في الأرض.. أنها “داعش” و”القاعدة”.. قلقين على مارب لما تحويه من إرهابيين صنعوهم لأداء دور أرادوه ضداً على الإسلام والمسلمين.

القلقون زاد قلقهم أكثر وأكثر بعد الإحاطات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص لليمن، فـ”ناقشت المجموعة الحاجة الملحة الى وقف التصعيد العسكري وإحراز تقدم سياسي في اليمن”، ولم تنس المجموعة التأكيد على “دعمهم الكامل للمبعوث الخاص السيد مارتن غريفيث، ولجهوده لتسهيل الإتفاق بين الأطراف اليمنية على الإعلان المشترك حول وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني”، وتتناسى المجموعة أن اتفاق ستوكهولم الذي وقع قبل قرابة عامين لم ينفذ منه ما يعتد به، وأن هناك من يخرق هذا الاتفاق على مدار الساعة بل والدقيقة..

المجموعة لم يفتها التغني بوجوب وضع “التدابير الإنسانية والإقتصادية وإستئناف العملية السياسية الكاملة والشاملة”.. كما أنها لم تنس المجموعة التأكيد “من جديد التزام المجتمع الدولي الراسخ بدعم سيادة اليمن ووحدتها واستقلالها وسلامة اراضيها”. والتأكيد “مجدداً ان الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد الذي يمكن ان ينهي الصراع في اليمن”.. وهنا المجموعة تتناسى أن المبعوث الخاص إلى اليمن منذ تعيينه إلى يومنا هذا لم يتمكن من تحقيق أي خطوة ايجابية في سبيل تحقيق ذلك.

مجموعة الدول التي اصدرت البيان المشترك لم يفتها دغدغة مشاعر اليمنيين بالحرص على الانتقال السلمي للسلطة: “شددت المجموعة على الحاجة الملحة لقيام الأطراف من خلال العملية السياسية بإبرام اتفاق انتقالي شامل على وجه السرعة لإنهاء الصراع، والدخول في فترة إنتقالية يتم فيها تقاسم السلطة بين مختلف المكونات السياسية والإجتماعية. حيث تضمن في نهاية هذه الفترة انتقال سلمي للسلطة الى حكومة شاملة جديدة على اساس انتخابات وطنية ذات مصداقية”.

وأيضاً تأكيد “المجموعة على الحاجة الى عملية سياسية شاملة بما في ذلك مشاركة كاملة للمرأة والشباب.  كما دعت المجموعة حكومة الجمهورية اليمنية والحوثيين الى المشاركة مع المبعوث الخاص بشكل بناء ومستمر ودون شروط مسبقة من اجل التوصل بسرعة الى اتفاق حول مقترحات الأمم المتحدة للسلام. كما دعت المجموعة الدول المجاورة لليمن الى استخدام نفوذهم لهذا الغرض  لدعم جهود الأمم المتحدة”.

وحرصت المجموعة في بيانها المشترك التشديد “على الحاجة الملحة الى وقف التصعيد العسكري في كل ارجاء اليمن وعلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، فضلاً عن التنفيذ الكامل للقرار 2532”.

والمجموعة رحبت وتغنت نفاقاً بما اسمته “دعوة الأمين العام في 25 مارس الى وقف فوري للأعمال العدائية في اليمن”.. و”وقف إطلاق النار من جانب واحد الذي اعلنه التحالف لدعم الشرعية في 8 ابريل”..

المجموعة لم يكن قلقها على مارب فقط بل قلقة أيضاً “من استمرار العنف في الصراع اليمني، بما في ذلك استمرار هجمات الحوثيين على المملكة السعودية والتي تشكل تهديداً خطيرا للأمن الإقليمي”!!!.

وهي قلقها ايضاً على “إستمرار سقوط ضحايا من المدنيين. دعت المجموعة جميع الأطراف الى الوفاء بالتزامتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين ولا سيما العاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الصحة وكذلك البنى التحتية المدنية”..

والمجموعة تتناسى أن العدوان تسبب في تشريد أكثر من 3,3 ملايين يمني، وقطعت الرواتب عن أكثر من 1,2 مليون موظف فيها منذ أربع سنوات.

وهنا لابد من توجيه سؤال إلى ((المجموعة)) ماذا تبقى من بنى تحتيها لم تستهدف من قبل العدوان؟.. ماذا تبقى من بنى تحتية للمجال الصحي؟.

وتعمّد تحالف العدوان تضييق سبل المعيشة على ثلاثة ارباع السكان الذين يعيشون في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ.

وفي الجانب الصحي تم استهداف أكثر من 500 منشأة طبية ما بين مستشفى ومركز صحّي، لتتراجع قدرات القطاع الصحي بنسبة 50% في ظلّ تفشّي الأوبئة والأمراض.

كذلك، دُمّرت 1095 مدرسة تعليم أساسي وثانوي ومهني، وهو ما أسهم في حرمان مليونَي طفل من الالتحاق بالمدارس، من جرّاء تعرّض مدارسهم للتدمير أو قراهم ومدنهم للقصف وتراجع القدرات الاستيعابية لمؤسّسات التعليم. أيضاً، حَوّل «التحالف» 22404 منشآت اقتصادية تتباين أحجامها ما بين صغيرة ومتوسطة إلى أهداف عسكرية، فيما تَوقّفت المئات من المنشآت الإنتاجية والصناعية بسبب منع العدوان دخول المواد الخام والوقود إلى ميناء الحديدة، ليفقد الآلاف من العمال مصادر عيشهم.

ولم يستثنِ العدوان قطاع الزراعة الذي يعمل فيه قرابة 70% من اليمنيين، حيث استهدف خلال 2000 يوم 884 مخزن أغذية، وأعاق وصول الغذاء إلى القرى والمناطق الريفية بقصف الطرقات العامة وتدمير الجسور الرابطة ما بين المحافظات والمديريات، كما قصف 783 شاحنة غذاء و672 سوقاً شعبياً، هي بمثابة مراكز تجارية تقليدية يقصدها معظم اليمنيين للتزوّد بالغذاء.

المجموعة أكدت على “قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني. كما جددت ايضاَ التأكيد على اهمية الإمتثال الكامل من قبل الدول الأعضاء لحظر الأسلحة المفروض بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن”.

وفيما يخص الأسرى كجانب إنساني فقد اظهرت المجموعة انسانية ورحبت يـ”البدء بالجولة الأخيرة من مفاوضات تبادل الأسرى في جنيف ودعت الأطراف الى التنفيذ العاجل لالتزاماتها المعلنة في هذا الصدد”..

ولم يفت المجموعة ان تسمي عمليات التجسس التي تقوم بها بعض المنظمات عمل إنساني..

واسمت ما يمثله الخزان  النفطي صافر “بالتهديد الخطير، الذي يهدد وضعه السيئ بكارثة بيئية اقتصادية وانسانية لليمن والمنطقة.

وشمل البيان المشترك للمجموعة الكثير من ادعاء الحرص على الشعب اليمني، متغنية بالجانب الإنساني مذكرة بتقارير الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها أن العدوان والحصار أدّيا إلى وقوع 80% من السكان في دائرة الفقر، في حين أصبح 10 ملايين نسمة على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.

دول المجموعة المشاركة في اصدار البيان لم تتعرض لما يقوم به تحالف العدوان من احتجاز سفن المشتقات النفطية والحاصلة على تصاريح مسبقة من الأمم المتحدة.. كما لا يعنيها إن مات اليمنيين أطفالاً ونساءاً وشيوخاً مدنيين ونازحين وغيرهم.. بل إن ما يعنيها هم صنائعها الإرهابية “داعش” و”القاعدة” المتواجدين في مارب.. فهم فقط من تشعر بالقلق من أجلهم هذه الدول الـ”إنسانية جداً جداً”!!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى