“هآرتس”: عباس لن يعين وزراء لا يعترفون باسرائيل.. وجنسون: بريطانيا ستقدّم الدعم لما لم ينجزه وعد بلفور
صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال إنه لن يعيّن في الحكومة المزمع تشكيلها في أعقاب اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس وزراء من حماس لا يعترفون بوجود إسرائيل بشكل واضح وعلني، ومراسل الميادين ينقل عن مصادر في الرئاسة الفلسطينية قولها إن “لا صحة” لما نقلته “هآرتس” عن عباس بالنسبة لحماس.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال إنه “لن يعيّن في الحكومة المزمع تشكيلها في أعقاب اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وزراء من حماس لا يعترفون بوجود إسرائيل بشكل واضح وعلني”.
كلام عباس هذا جاء خلال لقائه أمس الأحد وفداً يضم 12 وزيراً، وعضو كنيست سابقين يشكلون جزاء مما يسمى “برلمان السلام” ومن بينهم رئيس حزب العمل الأسبق عميرام متسناع والوزيران السابقان أوفير بينيس وغالب مجادلة من حزب العمل، وعضوا الكنيست السابقان كوليت أفيطال وطلب الصانع.
رئيس حزب العمل الأسبق متسناع، الذي شارك في زيارة مقر المقاطعة في رام الله، نقل عن عباس قوله إن “الأميركيين وعدوه بأنهم سيعلنون قريباً جداً عن تأييدهم لفكرة “حل الدولتين”.
ونقلت “هآرتس” عن متسناع قوله إن “عباس يدرك أن المصلحة الفلسطينية هي بالتأكد من أنه تكون في حكومته هرمية واضحة من المسؤولية والصلاحيات وأنه يوجد مستوى واحد للجهاز العسكري والشرطي”.
وبحسب أعضاء الوفد الإسرائيلي، فإن عباس قال إن “الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو يمنعون التقدم في العملية السياسية، وإن أبو مازن كان ثائراً”، وقال عباس إنه “يدرك أن الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بالتقدم نحو الدولتين للشعبين، وأنه شريك للسلام لكنه ليس واثقاً من وجود شريك كهذا في الجانب الإسرائيلي”، مضيفاً “من المحتمل أن أسلم المفاتيح إلى نتنياهو قريباً”.
الوزيرة بينس قالت للصحيفة بدورها لقد “قلنا لأبو مازن إننا نرى به شريكاً للسلام، وإن حقيقة أنه يعارض الإرهاب منذ سنوات طويلة ويؤيد السلام ويعترف بإسرائيل في حدود العام 1967 لم يكن أمراً يحدث لمرة واحدة وحسب”، مضيفة أن “المصالحة الفلسطينية يمكن أن تؤدي إلى نشوء وضع يكون بإمكانه فيه أن يتحدث باسم الضفة وباسم غزة أيضاً، وهذا أمر كان ناقصاً في السنوات الأخيرة وهذا تطور إيجابي”.
ونقل مراسل الميادين عن مصادر في الرئاسة الفلسطينية قولها إن “لا صحة لما نقلته صحيفة “هآرتس” عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالنسبة لحماس.
وأشار مراسلنا نقلاً عن المصادر نفسها إلى أن عباس اكد للوفد الإسرائيلي أن “الحكومة الفلسطينية ملتزمة بالاتفاقات الدولية”.
وقال عباس إن “نتنياهو لا يريد استئناف العملية السياسية ويعتقد أنني سأبقى هنا لحراسة الاحتلال”، مضيفاً “سأعطيه مفاتيح المقاطعة ولتأتي الحكومة الإسرائيلية لإدارة المنطقة.”
وأضاف عباس أنه “في الفترة التي لم يكن فيها تنسيقاً أمنياً، واجهت أجهزة الأمن الفلسطينية صعوبات كبيرة من أجل الحفاظ على مستوى الأمن”.
من جانب آخر قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن لدى الجيل الجديد من الزعماء العرب نظرة لإسرائيل مختلفة عن أسلافهم، مؤكداً أن بريطانيا ستقدّم كل الدعم لإنجاز العمل الذي لم ينته في وعد بلفور.
وفي مقالة له في صحيفة “ديلي تيليغراف” البريطانية حملت عنوان “رؤيتي للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل ودولة فلسطينية جديدة” أعرب جونسون عن فخره بدور بريطانيا في إنشاء “اسرائيل”، لافتاً إلى أن “وعد بلفور كان أساسياً لتحقيق ذلك”.
جونسون تغنى بإسرائيل وما وصفه بـ”قيمها الديمقراطية”، مشيراً إلى أن “بين الإسرائيليين والفلسطينيين الكثير من القواسم المشتركة في رؤيتهم للسلام لكنهم يترددون في الحديث عن ذلك علناً”، على حد تعبيره.
جونسون عرض رؤيته للتسوية التي تقضي بقيام دولتين مستقلتين سياديتين على أساس خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع تبادل للأراضي بما “يعكس المصالح القومية والأمنية والدينية للشعبين اليهودي والفلسطيني”.
وقال جونسون إن “الوضع النهائي للقدس يجب أن يحدد بالتوافق بين جميع الأطراف، بما يضمن أن تكون المدينة المقدسة عاصمة مشتركة لإسرائيل والدولة الفلسطينية”.
إلى ذلكقالت وزيرة الخارجية البريطانية في حكومة الظل إيميلي ثورنبيري إن الوقت حان لاعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية. وفي مقابلة مع موقع “ميدل إيست آي” قالت ثورنبيري “لا أعتقد أننا نحتفل بوعد بلفور بل نتذكره كونه كان حدثاً مفصلياً في تاريخ تلك المنطقة”، مشيرة إلى أن أفضل طريقة لتذكر وعد بلفور هو “الاعتراف بفلسطين”.
ثورنبيري التي ستشارك بالنيابة عن زعيم حزب العمال جيريمي كوربن في العشاء الرسمي لمناسبة مئوية بلفور بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعربت عن مخاوفها من أن إسرائيل تتجه إلى واقع الدولة الواحدة، مشيرة إلى أنها ستلتقي أيضاً وفداً فلسطينيياً للمناسبة نفسها.
من جهة ثانية، كشفت وزيرة خارجية الظلّ أن حزب العمال سينظر في سلوك المسؤول في السفارة الإسرائيلية شاي ماسوت بخصوص محاولته إنشاء منظمات ومجموعات شبابية لتعزيز النفوذ الإسرائيلي داخل حزب العمّال، وتقويض قيادة جيريمي كوربن.
وحسب “الميادين نت” أكدت ثورنبيري أن الحكومة العمالية ستعيد لبريطانيا مكانتها وصوتها في العالم من خلال سياسة قائمة على حقوق الإنسان والقانون الدولي، مشيرة إلى أن الرساميل الخليجية المهمة للاقتصاد البريطاني جعلت بريطانيا عاجزة كونها تخشى من إغضاب حلفائها الاقتصاديين. ورأت أنه ليس بوسع البريطانيين قول أي شيء بشأن الحرب الباردة بين السعودية وإيران كونهم مرتبطين بجميع من في المنطقة.
من جانب آخر تستمر الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية وعلى المواطنين الفلسطينيين.. حيث اقتحمتْ مجموعات من المستوطنين الصهاينة، باحاتِ المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، بحمايةٍ أمنية من شرطة العدو الصهيوني.
وأفادت وكالة “فلسطين الآن” نقلاً عن شهود عيان أن عددًا من المستوطنين اقتحموا الأقصى، عبر باب المغاربة، وتصدى لهم المرابطين في المسجد بالهتاف والتكبير.
وبصورةٍ يومية، يقتحم المستوطنون الأقصى، فيما تواصل أجهزة العدو في ممارساتها العنصرية والإجرامية بحق المقدسيين، من إعداماتٍ وهدمٍ للمنازل ومنع من الصلاةِ في الأقصى.
إلى ذلك اعتقلت قوات العدو الصهيوني، فجر اليوم الاثنين، 26 مواطناً فلسطينياً من مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة “فلسطين اليوم” نقلاً عن شهود عيان، أن أكثر من 20 دورية لجيش العدو، اقتحمت مخيم جنين، وأطلقت النار بشكل عشوائي في الأحياء، مما أثار حالة من الهلع والرعب في صفوف الأهالي
وخلال دخول سيارة نقل النفايات إلى المخيم، تعرضت لإطلاق نار كثيف، مما أدى لإصابة سائقها بجروح.
بالتزامن مع ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الصهيوني، مدينة طولكرم ومخيم نور شمس، وداهمت العشرات من منازل المواطنين، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة بعد احتجاز سكانها.
ففي مخيم نور شمس، اعتقلت قوات العدو خمسة شبان بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها، كما اعتقلت خمسة آخرين من مدينة طولكرم.
ومن حي رأس العين في مدينة نابلس اعتقلت تلك القوات ثلاثة شبان بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها، بالإضافة لاعتقالها شاباً من مدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم.
وفي محافظة الخليل تم اعتقال أربعة شبان من مناطق وبلدات مختلفة من المحافظة.
م.م