اخبار محليةالكل

مظاهرات المهريين تتحول إلى اعتصامات والجيش السعودي يفصل مجندين من أبناء المحافظة خوفاً من تمردهم

ودّعت محافظة المهرة شرقي اليمن على الحدود مع سلطنة عمان، سنوات الاستقرار والابتعاد عن تأثيرات الحرب على اليمن، وذلك منذ دخول القوات السعودية والإماراتية للمحافظة قبل عدة أشهر بحجة السيطرة على المنفذ الحدودي ومنع تدفق الأسلحة من سلطنة عمان إلى اليمن.

ومنذ عدة أيام تشهد المحافظة مظاهرات غير مسبوقة في تاريخ المحافظة التي كانت بعيدة عن تأثيرات السياسة والحرب، شارك فيها المئات من أبناء المحافظة تطالب بخروج القوات السعودية والإماراتية وإنهاء محاولات الشحن الطائفي التي ترافقت مع دخول تلك القوات التي جلبت معها عناصر سلفية متشددة وتسعى السعودية لإنشاء مراكز سلفية هناك، وهو ما اعتبره أبناء المهرة خطر على السلم القبلي والاجتماعي.

وتحولت المظاهرات إلى اعتصام سلمي مفتوح يشارك فيه عدد كبير من المشايخ والوجهاء مع المئات من أبناء المحافظة الذين نصبوا خياماً للاعتصام ورفعوا شعارات تطالب بخروج القوات الأجنبية.

وصدر، اليوم الجمعة، عن لجنة الاعتصام بياناً يتهم السلطة المحلية المعينة من قبل هادي بالوقوف وراء “إصدار بيانات منسوبة إلى بعض قبائل المهرة الأصيلة المعروفة بمواقفها المشرفة إلى جانب القضايا التي تهم محافظة المهرة”.

وحسب “المراسل نت” اتهم البيان السلطة المحلية بمحاولة “إشعال الفتنة بين قبائل المهرة، وسعيها مع سبق الإصرار لإذكاء وتاجيج أُوار الفتنة وأحداث هوة وفجوة في النسيج الاجتماعي والترابط الأخوي بين أبناء القبائل من ناحية ومن ناحية أخرى بين أبناء القبيلة الواحدة”.

وفي جانب ذو صلة طردت القوات السعودية الغازية عدداً كبيراً من أبناء محافظة المهرة من معسكرات التجنيد التي تستقطب اليها المرتزقة للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية.

وقال مراسل “وكالة الصحافة اليمنية” في محافظة المهرة – شرق اليمن – إن قوات الاحتلال السعودية التي اتخذت من مطار “الغيضة” قاعدة عسكرية لها، فصلت أكثر من 80 مجنداً من محافظة المهرة على إثر شكوك بالتعرض لخيانة من قبلهم لقوات الاحتلال وتهدد الوجود السعودي في المحافظة.

مؤكداً أن قوات الغزو السعودية قامت بتسريح المجندين من ابناء المهرة بالتدريج على دفع متتالية، خوفاً من ردة الفعل الجماعية وذلك على خلفية الانتفاضة الشعبية المطالبة بالاستقلال السيادي واخراج قوات الاحتلال الاماراتي من المحافظة.

مضيفاً: ”ومن المتوقع ان تقوم قوات السعودية بطرد اعداد اخرى من ابناء المهرة لأنهم باتوا محل تهمة وتخوين وعدم ثقة”.

موضحاً أن القوات السعودية الغازية كانت قد عملت على تجنيد أكثر من 350 مهرياً وإلحاقهم بمعسكرات التدريب خلال الشهرين الماضيين، وتعرضوا لأنواع الإهانات غير اللائقة بحقهم وعلى أرضهم، من قبل الضباط السعوديين.

وقال المراسل إنه التقى بعدد من هؤلاء المجندين وأكدوا له رفضهم لتلك التصرفات المهينة والمذلة التي تعرضوا لها وكان هذا الرفض سبباً لاتخاذ قيادة القوات السعودية في المحافظة قرار طرد المحتجين الرافضين للخنوع والقبول بالسلوك الذي يمارسه الضباط السعوديين داخل المعسكر بحقهم. باعتبار أن ذلك الرفض شكل من أشكال التمرد ومخالفة للوائح الجيش السعودي في ضبط سلوك المجندين وتوجيههم وتغيير عقيدتهم القتالية بما يعزز في نفوسهم الولاء للنظام السعودي أولاً”.

مشيرا إلى أن القوات السعودية كانت قد منحت مبلغ 600 ريال سعودي مكافأة لكل جندي، إلا أنه تم استقطاعها من مخصصاتهم التي تمنح لهم كل ثلاثة أشهر. وبصورة تحايلية حرص فيها الضباط السعوديون على استعادة المكافأة وتوفيرها الى جيوبهم الخاصة.

وتشهد محافظة المهرة انتفاضة واعتصامات شعبية مفتوحة تطالب بخروج القوات السعودية والاماراتية ، وفتح كافة المنافذ البرية والبحرية وتأمينها من قبل الجيش والأجهزة الأمنية اليمنية، بما في ذلك مطار الغيضة الذي سيطرت عليه القوات السعودية وجعلت منه قاعدة عسكرية لها مطلع يناير من العام الجاري.

وتنفذ السعودية حالياً مشروع حفر ومد الأنابيب النفطية التابعة لها من منطقة الخراخير إلى ميناء “نشطون” البحري في محافظة المهرة، لتنفذ السعودية من خلاله إلى بحر العرب بما يجنب سفنها النفطية العبور بمضيق هرمز.

م.م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى