لو كانوا يشعرون
(1)
لو كانوا يشعرون بمعاناة الموظف المعتمد بشكل كلي في حياته المعيشية على راتبه لصرفوا نصف المرتب الذي ينتظره منذ يناير بهدوء، واتبعوه النصف الآخر كما أعلن الرئيس الشهيد الصماد بأنه سيتم صرف مرتب شهر، نصفه بداية رمضان، ونصفه الآخر نهاية رمضان قبل عيد الفطر، وعملوا على توفير بعض الحلول المساعدة كالبطائق السلعية مثلاً.
لكن بدلاً من ذلك، افتعلت وزارتا الخدمة والمالية موضوع البصمة والاختلالات، وتم تنزيل مرتبات خلق الله من كشوفات الراتب ومثلك يا صدق، وارتفعت أصوات الناصحين أن الوقت غير مناسب والوضع استثنائي، لكنهم كابروا، واستمروا في الإجراءات، ثم اكتشفوا مؤخراً أن الوقت فعلاً غير مناسب لاستكمال إجراءات تنظيف كشف الراتب من حالات الإزدواج وغيرها…، وصدر بيان من الخدمة بذلك لكن من تم تنزيل رواتبهم بسبب البصمة أو حالات تكرار أو إشكالات فنية أخرى لم تعد مرتباتهم حتى اليوم…
(2)
ولو كانوا يشعرون بمعاناة الناس وجوعهم، لصرفوا النصف الآخر من الراتب في نهاية شهر رمضان التزاماً أخلاقياً بوعد قطعه الرئيس الشهيد على نفسه في خطابه الذي ألقاه بجامعة ذمار، ولا عذر لهم لعدم صرفه، فحاشا الرئيس الصماد أن يعد الناس في لقاء مشهود متلفز بأنه سيصرف راتب شهر نصفه بداية رمضان، ونصفه الآخر نهاية رمضان قبل عيد الفطر، ثم يتنصل عن الصرف… لن يقطع على نفسه وعداً، إلا وهو على ثقة تامة بقدرته على تنفيذه…
(3)
لكننا كما يبدو أمام وزراء حكومة لا يشعرون بحجم معاناة الناس وأوجاعهم،.. ولذا فإنهم يتعاطون مع الأمر بسياسة، ظاهرها الحرص على المصلحة العامة والمال العام، وباطنها ممارسة الزيف والفهلوة….