الكلكتابات فكرية

وداعاً أخي

قال تعالى: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون” (صدق الله العظيم).

وداعاً أخي الحبيب لقد قتلوك في زنزانتك، هذا ما أُبلغنا به وفق ما أوضحه قائد المنطقة السابعة في مارب، لعدد كبير من الناس المراجعين من أبناء نهم لإطلاق سراحك.

أخي الحبيب لم يعلم المراجعون لإطلاق سراحك أن أيادي الإثم والغدر والخيانة قد قامت بقتلك في زنزانتك المظلمة، لقد أجرموا في حقك وحق الإنسانية في ليلة 1/10/2016م حينما اعتقلوك دون ذنب.

أخي الشهيد، جريمة مقتلك انتهاك لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والإنسانية وما قتلك في زنزانتك إلا رسالة ثقافية يعتنقها مجرمو الحرب والإرهاب الذين أمعنوا في قتل اليمنيين إرهاباً وتفخيخاً.

رحلت عنا كما رحل آلاف الشهداء من نساء وأطفال ورجال ولم تتميز عن كل الشهداء العظماء في الاستشهاد إلا أنه تم قتلك وتصفيتك وأنت سجين مختطف دون ذنب، وبهذه الجريمة النكراء التي تحاول تلك الأيادي والقلوب والعقول الملطخة بدماء اليمنيين تدمير وطنهم وفق مسرحية هزلية غبية في اغتيالك، يريدون بها تقديم أحد الجنود الأغبياء التابعين لهم ضحية لفعلتهم النكراء, لكننا نقول لهم إن مظلوميتك أخي الشهيد ستلاحق تلك القيادات التي خططت وأمرت ونفذت أمر قتلك إلى أن يحين عقاب الله ووعده.

يا أبناء نهم: لقد رحل أخي الشهيد عن الدنيا ولن تعيده لنا أي رغبة أو أمنية، ولكن هل تقبلون أو تؤيدون ما يفعله أولئك المجرمون الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وارتكبوا كل تلك الجرائم “أعداء الدين والإنسانية”.

إن مصير كل يمني يرفض أو يعارض أولئك المجرمين سيكون مصيره كمصير أخي الشهيد مبخوت.

رسالتي إلى أحرار قبيلة  نهم الشهيد منكم وفيكم، حددوا ما ترونه ويستحقه أولئك المجرمون من قرار وموقف يليق بكم وبتاريخ نهم وعاداتها ومبادئها وقيمها فيما أجرموا به من تحديد إحداثيات لطيران العدوان في قتل العشرات من الأطفال والنساء والرجال، وفيما ارتكبوه من نهب وسلب في الممتلكات الخاصة في وادي ملح وبران ووادي حريب نهم وغيرها.

وعليه: فنحن نخاطب إخواننا قبائل نهم، بدءاً بمن هم في صفوف تحالف السعودية، ومن هو ضدهم في بلاده بعيداً عن السياسة والحزبية وغيرها, ما هو موقف قبيلة نهم الذي يليق بتاريخها وهامات أحرارها، والتي نحن منها وإليها وما هي كلمة أحرارها؟

سترحل أطراف العدوان وستبقى قبيلة نهم تراجع حساباتها إذا قصرت أو أخطأت, فهل نترك أولئك المجرمين يعيثون في بلادنا ويقتلون أطفالنا ونساءنا وما بقي من رجالنا؟

 هل نتركهم يهدمون بيوتنا ويقتلون ما لديهم من سجناء وينهبون السيارات وأثاث المنازل والممتلكات الثمينة وغير الثمينة.. إن ذلك متروك لكل أحرار قبيلة نهم والقرار والموقف نهمي أياً كان سلبياً أم إيجابياً.

يا أبناء نهم دعوتي لكم لن تعيد لنا شهيدنا أو أياً من شهداء نهم أو غيرهم من الشهداء العظماء، وإنما لأجل قيمنا وعزتنا وكرامتنا وعاداتنا وتقاليدنا فماذا أنتم صانعون؟

هل تريدون من أولئك المجرمين أن يمعنوا في إجرامهم وقتلهم لما تبقى من أبناء قبيلة نهم ورجالها ونسائها وأطفالها وتدمير منازلها وممتلكاتها وما تبقى من أبناء القبيلة.

أخي الشهيد رحلت عنا وعدالة الاقتصاص لك من مجرمي الإثم والبغي والعدوان والإرهاب تترك لكل أبناء قبيلة نهم الأبية وأحرارها.

 

اخوك/

 

محمد صالح النعيمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى