اخبار محليةالكل

لوحة عيدية بريشة أديب

 بقلم الدكتورة: عائشة عبدالله المزيجي

 

ساعات تأملتها كانت السماء تشارك من تحتها تقاسيم الفرح برشات المطر، تبللت أثواب العيد لكن لونها الأبيض مازال يتباهى على جسد الشاب، واللون الوردي والأزرق. والأخضر تتماوج فوق الصبايا.

 ندى السماء رشات عطر تناجي مشاعر الفرحة، ترددها قهقهات في أنحاء حديقة غناء، يعلو أفقها أغنية علي الآنسي آنستنا يا عيد…

 تأملت تفاصيل السعادة على كل وجه، أصناف من البشر ذكرا وأنثى كبيرا وصغيرا شيخا وطفلا يحكي ملبسهم نوعهم الاجتماعي. ترى هل للضحكات أيضا تصنيف اجتماعي !

 أرى صبايا تتجلى بوجه وبشرة سوداء يتوسطها برد مصفوف، ترى هل لهؤلاء نصيب من فرحة العيد،  بلى ، وهي تكتسي بأنواع الزينات، مرشرش بها كامل جسدها، تبدأ من قمة الرأس تشمل ذراعيها، وإن غابت ملامح النطافة عنها، لكن ملامح الفرحة تفرض نفسها. على وجهها وخطواتها المتمايلة طبعا أو تقليدا تراقيص الفرحة.

 تصطاد عيناي جمالا يغزو كل نظر. تعشق الجمال، رداء عيدي يحكي انبساط الحالة، ساعة يد ذهبية تعاكس أشعة الشمس، نقود تبرز من أعلى جيب عند الصدر، تصفيف شعر يتلو قصة فن، ومهارة حلاق،  وذوق أم وزوجة، تبسمت رضا عما ترى من تأنق  شعر يباري سواد الليل.

 فتيات أعلى تلك اللعبة تقبل بأصواتها سحب السماء، تعبر عما بداخلها من فرحة العيد. كاميرات هواتف تتسابق لتلتقط أدق لحظات السعادة.

 أطفال بحجم أحجار الحديقة المتفاوتة، تتدرب علي المشي تتراقص أمام والديها، تسقط تارة وتنجح أخرى، ثم تقف لتعلن الفوز. وتستلم ابتسامات الوالدين جائزة.

 آباء وأمهات وجدات أراهن يتكئن على ركبتي أبنائهن، ترصد نظراتهن حركات الأحفاد، ترش ابتسامات لكل حفيد على حده.

 في الجهة البعيدة المتخفية بين أوراق الشجر أشعر بهمسات شاب وشابة يحكيان مسرة عام مر عليهما.  تتمايل حكاياتهما مع تمايل أغصان شجر الحديقة.

 ألعاب متعددة يتداولها كل من في الحديقة، يرسمون الفرحة، يمسحون بالألعاب رتابة أيام مضت عليهم.

 أيام العيد فضاء يتحرر الجميع فيه من كل شيء إلا التلقائية، لباس يتزينون فيه فقط أيام العيد.

 أرى السماء توزع الفرحة بالتساوي، ندى يلمس الوجوه، ويناجي القلوب كلا بحكايته المناسبة لنوعه وسنه. في العيد تستحي السماء أن تنزل قطراتها بشرة وهي تطلع على خفايا المشاعر المسجاة بألون الفرحة.

 لا حزن يغزو فضاء الحديقة الغناء وجناح العيد يحفها.

 مذاق المأكولات لها نكهة تختلف عن بقية أيام العام،  قراطيس الشيبس مرشوشة بابتسامة البائع الذي ما زال يؤجل سعادته وزوجته إلي همسات اللليل بعد أن يكمل مشوار يومه النهاري.

 ترى كم ستحلق الفرحة على فضاء الحديقة، وتروي قلوبا ضامئة،  أياما معدودات،  وتستيقظ عيون الجميع على روتين عمل وأعباء حياة.  ترى هل يمحو بريق العيد عتمة محنة الوطن الجريح، ترى هل ستجتمع عودة وطني و فرحة العيد يوما.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى