اخبار محليةالكل

سبقه اختطاف وتصفية النعيمي.. السجين المحرر السقاف يروي قصة اعتقال وتعذيب الشريف في سجون “الاصلاح” بمارب

(النعيمي)                                                                (الشريف)

 

متابعة: محمد علي المطاع

أفادت مصادر مطلعة في محافظة مارب أنه تم اكتشاف وفاة 18 سجيناً توفوا نتيجة للتعذيب في معتقلات حكومة هادي التي يديرها حزب الإصلاح الاخواني.

وأوضحت المصادر أن القائمين على أحد المعتقلات السرّية قاموا بطريقة سرية بنقل 18 جثة لسجناء توفوا نتيجة التعذيب إلى ثلاجة مستشفى الثورة الحكومي بمدينة مارب.

وحسب “المراسل نت” أضافت المصادر أن الجثث التي ظهرت عليها آثار تعذيب لم يتم التعرف على هوية أصحابها باستثناء سجين يدعى حسن عبدالله زايد الشريف الذي قامت قوات الإصلاح باختطافه من منزله قبل فترة طويلة ولم يعرف مصيره إلا بعد اكتشاف جثته في المستشفى.

وقد روى الأسير المحرر درعان السقاف قصة الشهيد حسن بن عبدالله بن زايد الشريف قائلاً:

قبل يوم من رمضان 1437 سمعنا صوت رجل يقول لا أعلم ولا أعرفهم اتقوا الله انا مواطن مزارع نزلوني اسقوني اسقوني وصوت صوط الجلاد يسمع بقوة من على جسده لمدة ثلاثة ايام، وكل يوم ينخفض صوت الرجل ويشحب والجلد مستمر بين الحين والآخر.

واذا بشاوش السجن ومعاونيه يدخلون علينا شخص عاري الملابس لا يقدر على الحركة فأخذه المساجين ووضعوه على الفراش وحالته الصحية منهكة وآثار التعذيب على جسمه والجروح تدمي رجليه ويداه أثار الكلابش والسياج الذي كان يعلق به.

ويضيف السقاف: حاولنا التكلم معه إلا ان حالته صعبة ويصعب عليه النطق إلا انه كان يتكلم معنا قليل واخبرنا باسمه وقبيلته وماذا حدث له.

ويورد السقاف قصة الشهيد الشريف كما سمعها منه: “أتيت في شهر رجب الى سوق السلاح لاشتري لاطفالي الصغار بعض الاحتياجات واذا بالاطقم والافراد يلتفوا عليَّ من كل مكان واختطفوني واغموا على عيني واخذوني الى سجن بقيادة الامن المركزي ومكثت حتى قبل رمضان بيوم وتم نقلي الى هنا بالامن السياسي.. وهنا سألوني عن اسمي فقط وتلفظوا عليَّ بألفاظ قذرة، وأمر المحقق المدعو أبو فيصل شخص يدعى أبو ليث ان يتعامل معي.. ومباشرة باشرني بالضرب بالصوط. وتولى عملية الجلد وأبو فيصل التعليق بعد ان قاموا بضم يدي على رجلي وادخلوا سياج من تحت مفصل الركبة، ومن فوق يدي وتم كلبشت يداي محتضنة سيقان رجلى ثم تم تعليقى ورأسي الى الارض ورجلي الى السماء، وقاموا بضربي بالصوط وابقوني معلق لساعات كثيرة والجلد مستمر حتى اعطش واجوع واطلبهم الماء وياتوا لي بماء حار ممزوج بالملح.. وذكري معصوب عليه باربال ولمدة ثلاثة ايام.ز فقط كانوا ينزلوني لمدة ساعة أو ساعة ونصف ويعيدوني.. ولم اعرف اسباب اعتقالي وتعذيبي.. وانا وحيد أسرة واولادي صغار منتظرين عودتي، حيث لا يوجد من يعيلهم غيري.. واسألكم بالله اذا توفيت ان تبلغوا أهلى عني وتنتبهوا لعيالي.. وأشار لأحد الجالسين بجواره ان يرفع يده ليوصلها الى فمه ويضع الريق فيها ويخطه على رقبتي”..

ويواصل السقاف روايته قائلاً: حاولنا نقدم له الطعام الموجود معنا ولكن لم يقدر على ابتلاعه والماء كان يتقيأه كل ما حاول الشرب.

كان جسمه قد انتحل وبدا العظم يظهر على الجسم ونبضات القلب تشاهدها تحرك الجسد.

طلبنا من السجان لواصق جراحو وأدوات مجارحة لكنه رفض،وحالة رجله الصحية تزداد سوءاً وتعقيد ويشتكي من بطنه.. وبدأ الرجل يفقد الوعي ويتكلم بدون وعي وتحدث له حالات اغماء..

وأضاف السقاف: عند نقله الى دورة المياه كادت احشائه تخرج من دبره وفي الاخير اصرينا على طلب دكتور وبعد جهود أتى دكتور وشاهد حالته وقال لا نقدر نعمل له شيء وكذالك لا يمكن نقله الى المستشفى وأثار التعذيب بهذا الشكل..

وقال السقاف في روايته عن حالة حسن الشريف: بعد جهد جهيد ومغامرات السجناء والمختطفين والمعتقلين وصراخهم جميعاً مطالبين السجان والقائمين على السجن بنقله الى المستشفى وفي منتصف الليل استجاب لنا شخص يكنى أبو ناجي ووجه السجان ان يخرجه وطلب من الاسرى ان يحملوه في بطانية الى حوش السجن..ولا نعلم الى أين نقل، بعد فترة وصل الينا الخبر انه توفي بعد يوم أو يومين بالمستشفى.. والله على ما أقول وكيل.. ولعنة الله على الكاذبين والظالمين.. وهذا ما يخارجني امام الله.

يذكر أن مبخوت صالح النعيمي أخو عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد صالح النعيمي اختطف من منزله في مديرية نهم عصر يوم الجمعة الموافق 30 سبتمبر 2016م من قبل المرتزقة الموالين للعدوان السعودي الذين اقتادوه إلى محافظة مارب وأودعوه المعتقل.. وفي الثاني من اكتوبر 2016م تم ايداع جثته في ثلاجة مستشفى الثورة الحكومي بمارب ولم تبلغ اسرته عن استشهاده إلا في السادس والعشرين من مارس عام 2017م.

ونقلت مصادر صحفية حينها، إن الشيخ مبخوت النعيمي، اعدم من قبل عناصر متطرفة تابعة للقوات الموالية للتحالف السعودي، في محافظة مارب.

وكانت وساطات قبلية بذلت جهوداً للافراج عن النعيمي مقابل الافراج عن أحد عناصر القوات الموالية لتحالف العدوان السعودي، يدعى “عدنان عرمان”.

وحسب المصدر، تجاوب أنصار الله مع الوساطة حينها وأطلق “عرمان” من احتياطي صنعاء، و سلم لأهله، غير أن الطرف الآخر لم يطلق النعيمي، وفوجئ أهله بخبر اعدامه.

وكان ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا خبر اعدام النعيمي في سجنه بمدينة مارب. في حين قال آخرون أن الشيخ مبخوت النعيمي توفى داخل سجنه، تحت تأثير التعذيب الذي تعرض له، غير أن آخرين، اعتبروا وفاة النعيمي بعد اطلاق عرمان مؤشر واضح على أن النعيمي تم تصفيته، بعد أن ضمنوا اطلاق “عرمان”.

وحسب مصادر إعلامية نشرت حينها أن المعلومات تفيد أن النعيمي كان معتقلاً في سجن الاستخبارات العسكرية بمدينة مارب. مشيرة إلى أن اعتقاله تم من قبل مسلحين من مليشيات الاصلاح. ووجهت للنعيمي تهمة الارتباط بـ”أنصار الله” عقب مداهمة منزله في قرية محجر النعيمات.

م.م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى