الكلكتابات فكرية

الطلقاء وتكرار حركة التأريخ ..

لسنا ممن يعلم الغيب او يمتهن الدجل والسحر ويتنبأ بالغيب وإنما نقرأ حركة التاريخ وفيه نحلل الواقع ونضع له نتائج ..

في فتح مكة كان للنبي مكرمة على قريش التي في حكم الشرع اصبحت ملكا للنبي كونه فتحها بلا قتال ولا اوجف عليهم بالخيل وفتحت سلاما بسلام فانتظر القوم حكمه فيهم عندما رأهم متوجسون قلقون وفيهم من فيهم من أسياد العرب وشرفائها وبين ليلة وضحاها أصبحوا عبيدا للنبي صلى الله عليه وعلى آله ..

بدد النبي تلك التوجسات وبادر القوم بماذا تظنون أني صانع بكم فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم هناك أطلق حكمه فيهم ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ) ..

فلا هم أحرار ولا عبيد وإنما طلقاء بالمكرمة النبوية ..

— أين ذهب الطلقاء ؟ 

المتتبع لحركة التاريخ حينهاسيجدهم قد تناثروا في البلدان بعيدا عن صحبة النبي خاصة تلك الاسرة الاموية السفيانية التي لم تثبت لهم صحبة للنبي ولإنهم يمتلكون الاسم والثروة التي لم يصادرها النبي فقد وضعوا لحركتهم الارتداديه استراتيجية للانقلاب  مستحضرين عامل العصبيه الجاهلية التي لا زالت تتملك بعض النفوس المسلمه ولو كانت ممن شهد بدرا وبيعة الرضوان التي حكمت بشورى السقيفه وقربت القوم الاموي وعينتهم في مناصب جعلتهم قريبا من مصدر القرار خاصه في زمن عثمان تلك الحالة مكنت القوم من التغلغل وبث السموم الانقلابيه على المنهج النبوي مستغلة تلك الهفوات العثمانية والتخمة الزبيرية والطلحاوية وامثالها التي أثرت وتوسعت في الثراء فجاء القرار العدلي لأمير المؤمنين علي بالمساواة بين الناس في العطاء بلا تمييز بين بدري وغيره بسبب امتعاضهم فاستغلها الطلقاء كمنفذ للقلوب فتوسع جناح الطلقاء في القرار وبرز الناكثون والقاسطون والمارقون في حربهم ضد الامام العادل فنتج عنه استشهاد الامام علي وتخاذل بعدها الناصر للامام الحسن فعاد الطليق بن الطليق لينقلب كلية على النظام الاسلامي ويقيم حكمه الملكي العضوض وبرزت الافكار الجبريه والقدريه في زمن قياسي لم يتجاوز أربعين عاما من وفاة النبي وسقيفة بني ساعده ..

لم يشهد ذلك التاريخ حكما يحاكي حكم النبي بجميع تفاصيله الا اثناء فترة الكرار وقبلها وبعدها تغلغل الطلقاء حتى وصلوا الى الحكم بعد استثمارهم لاخفاقات الاداره وعقلية أبو موسى الأشعري وتخمة البدريين وتعيين الأمويين  ..

اليوم من هم الطلقاء في اليمن ؟؟؟

للاجابة على هذا السؤال وبعيدا عن حكم عبودية المنهزم لمن يقوم مقام النبي كامام عادل من اعلام الهدى فإن طلقاء اليوم هم من انتصرت عليهم ثورة 21 سبتمبر 2014م ومن لا زالوا يقفون في صف العدوان الامريكي السعودي مباشرة او من تحت الطاولة وكلهم معروفون اسما وصفة فهل يستطيع هؤلاء أن يقوموا بالدور التامري الذي لعبته الاسرة السفيانية الاموية ويعودوا الى سدة الحكم مجددا ..

ربما ذلك لو وصل الثوار الأوائل ومن آمن بالثورة إلى منطقة التخمة التي تمثلها طلحة والزبير وابن الوقاص رغم ثباتهم حول الرسول وتراخيهم بعده ولو اصبحت قرارات الثوار الادارية مقربة للطلقاء وترفيعهم لمصاف أصحاب القرار بدعاوى الشراكة واليمن يتسع للجميع ..

صحيح انها عناوين براقة ولكنها ستصبح كلمة حق يراد بها باطل …

لذلك يجب ان تكون الشراكة مع من لم يتلطخ بالدماء اليمنية وليس له ارتباط بالعدوان مباشرة وغير مباشر وقد ثبت مع الاحداث صدقه وانتمائه للبلاد اولا وأخيرا ويجب أن يظل الصف الاول من قيادات الثوره حاملا للثقافة الثورية واستمراريتها التي قدمت مصلحة الامة على ذواتها وتبتعد عن الأنا حتى لا تحدث لديهم التخمة والتعالي الذي يعقبه نفوذ الطلقاء للوسوسة والسيطرة على توجهاتهم وثوريتهم ما يلبثوا أن يصبحوا مطية للطلقاء ليعودوا من جديد للحكم ..

هنا ستحل الكارثه وتذهب تضحيات الامة في مهب الريح ويعود معاوية متحكما في رقاب القوم ويستلم يزيد الامارات الملك وتكون حسينية من جديد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى