الكلكتابات فكرية

إشـــــــــراق

على أديم الأرض كانت الملائكة تفرش أجنحتها بساطا من نور تسافر عليه إشراق وزميلاتها من منازلهن إلى مدرسة الفلاح بـ”نهم”، ظهورهن مزدانة بالحقائب المعبأة بكتب الحياة ودفاتر الحصص اليومية، ووجبة الصبوح ، وآمالهن مغلفة بأشواق طفلة ريفية إلى صباحات معطرة بأصوات العصافير ومهاجل الفلاحين وغناء الرعاة بلا أزيز رصاص وهدير طائرات وأصوات صواريخ، وهناك في الطرف الآخر على مدارات الفضاء كانت الشياطين تذرع السماء وتجوب الجهات، ظهورها مثقلة بأدوات الموت، وأحقاد الكون، تبحث عن وجبة آدمية جديدة للشيطان الأكبر ، لعلها قد تروي بعضا من ظمأه، وتسد شيئا من جوعه، وفي لحظة الصفر تساقطت أحقاد الشياطين كسفا من نار تحرق الأرض وتقتل البراءة، وارتفعت أرواح إشراق وزميلاتها تضيء السماوات وتعزف ألحان الخلود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى