صرف مرتبات الموظفين في اليمن أو حرب إقليمية لا تذر
صرف مرتبات الموظفين في اليمن أو حرب إقليمية لا تذر
* عبدالرحمن علي الزبيب
مليون وخمسمائة ألف أسرة يمنية تقريبا، هي أسر موظفي الدولة ، تنتظر هذه الأسر بفارغ الصبر صرف مرتبات موظفي الدولة في اليمن والذي كان يفترض صرفها لجميع الموظفين وفقا لكشوفات عام 2014م المتوافق عليها من جميع الأطراف عام 2018م واستمرار صرفها دون توقف تنفيذا لتفاهمات استوكهولم الذي تضمنت صرف جميع مرتبات موظفي الدولة دون قيد أو شرط .
ملف المرتبات أنساني وحقوقي بامتياز وليس له أي علاقة بالملفات السياسية والعسكرية، وحلحلة هذا الملف سيكون له تأثير كبير على جميع الملفات الأخرى بشكل إيجابي وتحقيق سلام مستدام وايجابي في اليمن لما سيكون لصرف المرتبات من دور إيجابي في استقرار الاقتصاد اليمني المنهار وإعادة إنعاشه .
صرف المرتبات يحتاج إلى إرادة فقط لتحقيقه وبسهوله كبيرة وإجراءات إيجابية سيتم صرفها لجميع الموظفين في جميع المحافظات وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها والمسلمة قاعدة بيانات الموظفين للأمم المتحدة عقب تفاهمات استوكهولم عام 2018م ،وليس هناك صعوبة في آليات صرف المرتبات إذا توفرت الإرادة لدى تحالف العدوان ،جميع الأطراف ستصرف المرتبات وفق إلية صرف مستحقات الضمان الاجتماعي عبر شركات ومؤسسات الصرافة المحلية الذي يتم الصرف لملايين من مستحقي الضمان الاجتماعي في جميع المحافظات بشكل سلس وبإجراءات ميسرة وشفافة ..
ورغم سهولة صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة في اليمن وفق كشوفات عام 2014م في جميع المحافظات إلا أن هناك مماطلة وتسويف وتهرب من الإيفاء بهذا الاستحقاق الإنساني.
وأعتقد أضرار هذه المماطلة من قبل تحالف العدوان ستكون خطيرة جداً وستشعل حربا أكثر عنفاً من سابقاتها.
كان موظفي الدولة مستبشرين خير في صرف المرتبات عقب تفاهمات استوكهولم عام 2018م ولكن بمرور الشهور والسنين دون صرفها انقطع الأمل وتحول إلى سراب وفي نهاية عام 2022م تجدد الأمل بصرف المرتبات وكان يتم الإعلان عن مواعيد صرف ثم نكث تلك الوعود وعدم الإيفاء بها دون مبرر سوى طحن الشعب اليمني الذي تسبب انقطاع المرتبات في تفاقم الوضع الإنساني لأسر موظفي الدولة والذي يتجاوز عددهم عشرة مليون مواطن يمني والذي كان يعيلهم الراتب وكذلك تضرر بقية الشعب اليمني من انقطاع المرتبات والذي أصبحت تلك المرتبات التزامات على موظفي الدولة من إيجارات وغذاء ودواء استدانها الموظفين، على أمل سدادها عند صرف المرتبات ولكن دون تحقيق لذلك الأمل ليستمر الألم .
آخر أخبار وتسريبات وصلتنا عن موعد تم الإعلان عنه بخصوص صرف جميع مرتبات موظفي الدولة منذ انقطاعها وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها وبالدولار الأمريكي وفق سعر الصرف الذي كان عام 2014م مائتين ريال للدولار الواحد كان ذلك قبل حوالي شهر على أن يتم الصرف قبل شهر رمضان المبارك ولكن؟
مازال موظفي الدولة متعلقين بهذا الأمل ومنتظرين حلول شهر رمضان لاستلام مرتباتهم للإيفاء باحتياجاتهم والتزاماتهم للغير ، كما أن صرف المرتبات في هذا التوقيت وبالدولار الأمريكي سيرفع سعر صرف الريال مقابل العملات الأخرى ويحقق استقرار اقتصادي إيجابي وانخفاض في أسعار جميع السلع والخدمات وبشكل كبير ..
توقيف تصدير النفط والغاز في اليمن سارع من مفاوضات صرف المرتبات كون تلك الصادرات كانت تشكل الأساس في ميزانية الدولة والذي ترفدها بالعملات الأجنبية وتم استهداف موانئ تصدير النفط و الغاز حتى توقف التصدير وهذا التوقف مشروط بصرف مرتبات جميع موظفي الدولة في اليمن وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها .
حسب معلومات غير مؤكدة بأن مفاوضات صرف المرتبات ستنتهي بحلول شهر رمضان دون صرفها وإذا لم يتم الصرف ستعود الحرب للاشتعال ليس في اليمن فقط بل ستتوسع لتشمل الإقليم و ستكون الاضطرار كبيرة جداً من تلك الحرب خصوصا مع تحديد أهداف حيوية في الإقليم سيتم استهدافها وهذا الاستهداف سيصعب إجراءات توقيف الحرب مرة أخرى حتى لو تم صرف المرتبات .
تبقى لحلول شهر رمضان المبارك أقل من أسبوعين وجميع الموظفين ينتظرون استلام مرتباتهم لتغطي احتياجاتهم المعيشية الذي يكابد موظفي الدولة معاناة إنسانية قاسية نتيجة انقطاعها .
وفي الأخير:
نؤكد على أهمية اقتناص فرصة صرف جميع المرتبات لجميع موظفي الدولة في اليمن وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها قبل حلول شهر رمضان المبارك شهر الرحمة واكبر رحمة هي رحمة الموظفين وأسرهم الذي يكابدون معاناة الحياة المعيشية نتيجة انقطاع المرتبات وإمكانية صرفها وفق آخر تفاهمات ومفاوضات بصرفها بالدولار الأمريكي لتجاوز إشكالية العملة الوطنية لم يعد هناك مجال لمفاوضات قادمة لصرف المرتبات كون هذا الملف قد اشبع مفاوضات فقط بحاجة إلى التنفيذ العاجل قبل حلول شهر رمضان ووفق آلية صرف مستحقات الضمان الاجتماعي ..
إذا جاء رمضان المبارك لعامنا الحالي 1444هـ دون صرف المرتبات في اليمن، سيكون هذا الملف قد أغلق ولم يعد هناك مجال لاستمرار المفاوضات فيه والوعود والتسويف الذي فقط ترفع مستوى الاحتقان الشعبي بصناعة وهم وسراب صرف المرتبات ومن مازال يأمل في صرفها فهو يعلق أمله في سراب لاحقيقه له ولم يعد هناك مبرر في الاستمرار في التعلق بسراب لاحقيقه له ..
الجميع وفي مقدمتهم مليون ونصف أسرة يمنية منتظرين حلول شهر رمضان لمعرفة هل ستصرف المرتبات،أم ستعود الحرب للاشتعال من بوابة المماطلة في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية،وأعتقد لم يعد هناك فرصة أخرى ونؤكد بأنه أسبوعين صرف المرتبات في اليمن أو حرب إقليمية لا تذر ، سيكون الخاسر الأكبر فيها هي دون شك دول تحالف العدوان ، أما الشعب اليمني فلم يعد هناك ما يخسره أكثر مما خسر خلال الثماني السنوات الماضية..
* عبدالرحمن علي الزبيب
ناشط حقوقي اعلامي ومستشار قانوني – اليمن
أقرأ أيضا للكاتب:صرف المرتبات بوابة سلام مستدام وهذا ما سيتم أو الكارثة للإقليم