رحلتي مع فكر العلامة المجتهد المفكر / إبراهيم بن علي الوزير وانتمائي السياسي للاتحاد
رحلتي مع فكر العلامة المجتهد المفكر / إبراهيم بن علي الوزير وانتمائي السياسي للاتحاد
*عبدالغني العزي.
1ــــــ3
بدأت قصتي مع فكر ذلك الطود الشامخ العلامة والمفكر الإسلامي الكبير المجتهد إبراهيم بن علي الوزير قصة بدأت بعطشي الفكري الذي كنت اشعر به واسعى جاهدا لإشباعه من المصادر والمعين الذي يطمئن عليه قلبي ويتقبله عقلي وتطمئن إليه نفسي فكنت ابحث هنا وهناك بين أكوام الكتب والمجلدات وفي مختلف المكتبات التي تضم علي رفوفها شتى أنواع العلوم والمعارف ولكني رغم ارتياحي لبعض الكتب واطلاعي علي العديد من الأفكار إلا إني لم ارتوي مما قرأت ولم اشبع مما اقتنيت من الكتب وحينها أعلن بزوغ فجر الوحدة اليمنية كحدث وطني تاريخي هام بين شطري اليمن تسعينات القرن الماضي وبالتحديد في الثاني والعشرون من مايو عام 1990 ومعها انتعشت الأفكار وتعددت المنابع وتنوعت المشارب والاتجاهات السياسية والفكرية وظهر في العلن ما كان يعيش في السر حينداك كنت طالبا في الصف الثالث الثانوي بمدرسة ابن ماجد الثانوية بأمانة العاصمة ومع الانفراجة الفكرية والسياسية التي تزامنت مع إعلان الوحدة اليمنية المباركة صدرت العديد من الصحف والمجلات وعبرها برزت العديد من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية التي لم يكن لي معرفة بها ومن بين ذلك الكم الهائل من الصحف الصادرة بعاصمة الوحدة لفت نظري صحيفة أسبوعية تسمي صحيفة الشورى، هذه الصحيفة الفكرية السياسية المعبرة عن حزب اتحاد القوي الشعبية اليمنية والذي لم يكن عندي خلفية عنه.
وبغزارة الطرح والتحليل والكتابة التنويرية الإسلامية العميقة والهادفة ظللت حريص علي اقتناء هذه الصحيفة أسبوعيا بل لقد وصل إعجابي بالصحيفة أن انتظرها في المكتبة حتى يصل بها الموزع ..
ومنها أدركت عظمة الفكر الذي تتبناه الصحيفة وتنور به المجتمع وحاملة مسؤولية توضيح مشروعة الوطني المستمد من روح الشريعة الإسلامية والمجسد لنضالات الشعب اليمني وتطلعاته نحو الحرية والتطور والازدهار وقد كان يرأس تحريرها علي ما أظن الأستاذ محمد يحي المداني المهم أني أعجبت بتلك الصحيفه التي كانت تشبع جوعي الفكري وتعبر عن طموحي السياسي والوطني فكنت احرص علي اقتنائها بصورة مستمرة أسبوعيا ..
من خلال هذه الصحيفة التي كانت تعج بالآراء الفكرية التنويرية ومنها كلمات المفكر الكبير إبراهيم بن علي الوزير التي كانت تتزين بها في يمين ترويستها ومحاضراته كذلك وقراءة المفكرين والكتاب لفكره التي كانت لا تغيب عن إعداد صحيفة الشورى.
حينها تركز اهتمامي علي أفكار السيد المجتهد الكبير إبراهيم بن علي الوزير بصورة رئيسية حتى صار كل ما دونها بالنسبة لي حاجة ثانوية رغم أهمية ما كانت تنشره صحيفة الشورى.
ومع إتمام العام الدراسي قررت البحث عن مصدر اكبر يفي بحاجتي الملحة من أفكار السيد إبراهيم بن علي الوزير فذهبت إلي مقر الاتحاد ي خجل وهناك تعرفت علي عدد من الشخصيات القيادية في الاتحاد ومنهم السيد زيد بن علي الوزير الذي لم أتمكن من الحديث معه وكذلك تعرفت علي الأستاذ الكبير عبدالله سلام الحكيمي وبعض الشخصيات التي لم اعد أتذكرها ..
المهم في الأمر أنني اعتبرت زيارتي لمقر الاتحاد متعطف جيد سيشبع نهمي من فكر السيد إبراهيم الوزير ولكن الظروف لم تساعدني للبقاء في أمانة العاصمة وقريب من مقر الاتحاد حتى اكرر زياراتي وأتعرف أكثر حيث رجعت إلي صعده واكتفيت بمتابعة صحيفة الشورى حتى الانتخابات الأولى بعد الوحدة في العام 1993 والتي عدت بعدها للدراسة في جامعة صنعاء ..
التحاقي بالجامعة شغلني عن اهتماماتي الأخرى فكنت اكتفي بصحيفة الشورى كوجبة فكرية أسبوعية أتزود منها بأفكار السيد إبراهيم وبحراك الاتحاد السياسي.
ومع انفجار الوضع في صيف 1994 بين شريكي الوحدة قررت العودة إلى صعده التي كانت تحكم بالحديد والنار وكانت العيون العسس تراقب الأنشطة الفكرية والسياسية وحتى علي مستوي الأشخاص الذين يشترون الصحف المتنوعة الأفكار ولكني وبحكم شغفي بصحيفة الشورى كنت اقطع مسافة كبيرة لابأس بها حتى أتمكن من الحصول عليها وحينها ارجع من حيث أتيت وشعوري إني. حزت علي كنز ثمين لابد من الاحتفاظ به ..
ومع الاستمرارية والمتابعة لصحيفة الشورى قررت الانتماء السياسي للاتحاد كوني رايته. التنظيم الوحيد من بين المكونات السياسية الذي اطمئن بالانتماء إليه فبدأت تواصلاتي التلفونية عبر الهاتف الثابت وتكررت زياراتي للمقر ولصحيفة الشورى وخلال تلك الفترة تعرفت علي العديد من قيادات الاتحاد ونشطائه وبالأخص الأستاذ محمد غالب ثوابة والأخ عبدالله علي صبري والأخ علي الديلمي.
ومن هنا بدأت طموحاتي السياسية تتوسع وتكبر وصارت قناعتي بالانتماء للاتحاد تترسخ يوما بعد يوم لاسيما بعد ان زوداني الأخوين ثوابة وصبري ببعض المنشورات والكتابات الخاصة بالاتحاد وبفكر السيد إبراهيم بن علي الوزير ومنها ملزمة له تسمي صندوق الدنيا التي غيرت مسار أفكاري حتى صرت أتحدث عن ما تحمله تلك الملزمة من أفكار تنويرية للسيد إبراهيم وكذلك بعض المنشورات الصادرة عن دائرة الفكر والثقافة والإعلام والتي كانت واحدة منها تسمي (التنوير ) فأصبحت بعد ذلك اطرح علي كل زملائي أهمية ذلك الفكر وضرورة الاهتداء به في الحياة العملية السياسية والاجتماعية .
وبعد ذلك توطدت العلاقة والمعرفة أكثر مع الإخوة في الاتحاد وصرت بعدها أحاول فتح فرع للاتحاد بمحافظة صعده.
أقرا أيضا:الراحل إبـراهيم بن علي الوزيـر..مناضلا ومفكرا وصاحب مشروع حضاري