يمنيون يتبرعون بكسرات خبزهم وممتلكاتهم من أجل إطعام أطفال غزة
يمنيون يتبرعون بكسرات خبزهم وممتلكاتهم من أجل إطعام أطفال غزة
يمنيون يتبرعون بكسرات خبزهم وممتلكاتهم من أجل إطعام أطفال غزة
الثلاثاء19ديسمبر2023_ تعددت أشكال التفاعل والتضامن مع الشعب الفلسطيني بين التظاهرات الداعمة لخيارات حركات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وبيع الناس ممتلكاتهم من أجل غزة.
“القضية الفلسطينية قضية اليمنيين”، بهذه المقولة عبّر كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب عن إعجابهم بالموقف اليمني تجاه ما يحدث في غزة، إذ تعدّى التضامن الشعبي في اليمن معناه اللغوي، وظهر في معناه الأخوي جنباً إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية.
تناسى اليمنيون جراحهم وخلافاتهم وأحزابهم وتعدد انتماءاتهم، وتوحدوا تحت قضية فلسطين ومظلومية أبنائها وأحقية أصحابها.
تعددت أشكال التفاعل والتضامن مع الشعب الفلسطيني بين التظاهرات الداعمة لخيارات حركات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وكان أبرزها يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد ثلاث ساعات من معركة طوفان الأقصى، بالإضافة إلى تظاهرات مركزية شبه يومية في الأحياء والمديريات في المناطق المحررة، وأيضاً في المناطق التي ترزح تحت الاحتلالين الإماراتي والسعودي، منددةً بالجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام الصهيوني بحق أطفال غزة.
رافق ذلك الأمرَ التطوعُ الشعبي للقتال في سبيل الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال دخولهم في دورات عسكرية بأعداد كبيرة إلى جانب الدعم المالي والتبرع بالممتلكات، كالبيوت والسيارات والأراضي والمقتنيات، مثل الذهب والفضة.
لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، وإنّما عبّر اليمنيون أيضاً عن دعمهم فلسطين عبر أشكال متعدّدة، منها تفعيلهم المقاطعة لمنتوجات الشركات الداعمة للكيان المحتل، ومشاركاتهم في مسرحيات جرائم الاحتلال ومظلومية الفلسطينيين، وإصدار الأناشيد والزوامل، والرسوم والمخطوطات.
وتسابق اليمنيون أيضاً على رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل، ووضعوا صور المتحدث الرسمي باسم كتائب القسّام، أبي عبيدة، على زجاجات السيارات، ورافق العلم مع الكوفية الفلسطينية أفراحهم وأحزانهم.
وفي الوقت نفسه، رسموا علم الاحتلال من أجل دوسه أمام المنازل والمحال التجارية والمستشفيات والمقارّ الحكومية وصالات الأعراس.
غزة في عيون أطفال اليمن
في العقد الماضي، لم يحضر اسم اليمن سوى في بيانات تحصي أرقام الشهداء والجرحى من جراء عدوان التحالف على البلاد، لكن اليوم تباين الأمر، فعاد اسم اليمن وسُمع صداه عالياً في العالم، بسبب الموقف الذي أعلنه قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عبر الوقوف الفعلي، في الكلمة والموقف، إلى جانب فلسطين.
وتُرجم ذلك من خلال تواصل استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفن الإسرائيلية والسفن الأجنبية المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي في بحر العرب والبحر الأحمر، بسبب تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي هذا السياق، يقول الإعلامي إسماعيل المؤيد للميادين نت إن “الجانب الرسمي في اليمن كان له موقف واضح بشأن الحرب على غزة، من خلال قصف فلسطين المحتلة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وضبط السفينة غالاكسي ليدر، التي يملكها رجل الأعمال الصهيوني رامي أبراهام أنغر، واستهداف السفن في باب المندب، وإغلاق البحر الأحمر أمام حركة التجارة الإسرائيلية، وإصدار قانون حظر الاعتراف بكيان العدو الصهيوني وتجريمه”.
بالإضافة إلى ذلك، صدر عدد من بيانات الإدانة والشجب للجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين، وتعدى ذلك إلى إعلان اليمن المشاركة في الحرب بصورة مباشرة، عارضاً قواته من خلال المناورات العسكرية، وتخريج دفعات عسكرية باسمَي فلسطين وطوفان الأقصى، وتسيير القوافل المالية المقدَّمة من الجبهات والألوية والمحاور العسكرية والمؤسسات الرسمية المدنية، بحسب المؤيد.
ويضيف المؤيد أنه أُقيمت الأنشطة والفعاليات واللقاءات العلمائية، وتم إعلان النفير العام بوتيرة يومية في كل المحافظات والمديريات المحرَّرة، وسُحبت منتوجات الشركات الداعمة للاحتلال من الأسواق والمراكز التجارية، وجرى أيضاً إيقاف الاحتفالات الوطنية احتراماً لمعاناة أهل فلسطين، وتم تغيير اسم “جولة المصباحي”، وهو أحد الشوارع الرئيسة الحيوية في العاصمة صنعاء، إلى “جولة فلسطين”، ونُصبت خريطة فلسطين في منتصفها.
شكّل هذا الموقف ترجمةً حقيقية لدعم فلسطين، مقاومةً وشعباً، وهو الأمر الذي لقي تقديراً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والعربية والأجنبية، ووصل من خلال الرسائل المصوّرة للناشطين والمؤثرين العرب، وتم التعبير عنه شكراً ومديحاً ومباركةً.