في الندوة الفكرية والسياسية حول القضية الفلسطينية التي نظمها اتحاد القوى..المجلس الأعلى للاتحاد يستعرض تاريخ ومراحل القضية من خلال نظرة الحاج أمين الحسيني والشهيد أحمد ياسين
في الندوة الفكرية والسياسية حول القضية الفلسطينية التي نظمها اتحاد القوى..المجلس الأعلى للاتحاد يستعرض تاريخ ومراحل القضية من خلال نظرة الحاج أمين الحسيني والشهيد أحمد ياسين
في الندوة الفكرية والسياسية حول القضية الفلسطينية التي نظمها اتحاد القوى..الاستاذ زيد الوزير يستعرض تاريخ ومراحل القضية من خلال نظرة الحاج أمين الحسيني والشهيد أحمد ياسين
الخميس15فبراير2024_ عقدت بصنعاء اليوم ندوة فكرية سياسية حول القضية الفلسطينية في فكر وأدبيات اتحاد القوى الشعبية تحت شعار ” لستم وحدكم “.
وفي الندوة قدم الأستاذ زيد بن علي الوزير كلمة مسجلة باسم المجلس الأعلى ، تحدث فيها عن
فلسطين والقضية الفلسطينية من خلال نظرة الحاج أمين الحسيني والشهيد أحمد ياسين.
نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والنصر لفلسطين، والرحمة لشهداء فلسطين والتقدير الإعجاب والافتخار لمجاهدي فلسطين.
منذ أن تفتحت أذاننا ونحن نسمع بقضية فلسطين المجاهدة من خلال سماحة الزعيم الإسلامي الأكبر الحاج أمين الحسيني تغمده الله بواسع رحمته.
كان الحاج أمين الحسيني زعيماً إسلامياً بكل معنى الكلمة، وكان مجاهداً فلسطينياً بكل ما يعني الجهاد من معنى؛ وقف ضد الاحتلال البريطاني مقاوماً صلباً واعياً يدرك أبعاد المؤامرة الغربية وما ترمي إليه من احتلال فلسطين، فقاومها بكل جهده وطاقته، وحشد لها علماء المسلمين من أنحاء العالم وعقد مؤتمرا لهم في القدس أظهر وحدة الشعوب الإسلامية وتعاونها، لكن البريطانيين أدركوا إنه إذ طل هذا الزعيم يقود القضية الفلسطينية بهذه الرؤية الإسلامية، فلا مجال للصهيونية أن تحل فلسطين ولكي ينهو هذا التوجه المانع فحكموا عليه بالإعدام، لكنه تمكن من الخروج من فلسطين، ومضى يضرب في الأرض مجاهدا من أجلها يتلمس الغون من كل محل لإنقاذها، غير غافل عن ما يدور في عالمه الإسلامي من مؤامرات وخطوب فيعمل من أجل خلاصها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ولما دخل الصهاينة فلسطين قام الحاج أمين – وكان وقتها في دمشق- بجهد مشكور في قيام المقاومة الشعبية الباسلة فشنت الغارات وقاومت الصهاينة وبريطانيا بكل قوة، وسقط شهداء كثيرون منهم ابن عمه البطل “عبد القادر الحسيني، ولما بلغه استشهاده لم يوقفه الحزن عليه لحظة واحدة للتفتيش عمن يخلفه. كان بالفعل قد خسر قائدا من أعظم القادة لكن مصابه في لم يمنعه من أن يفكر في نفس اللحظة فيمن من يخلفه.
وفي رأي الكثيرين أن تلك المقاومة كانت ستنجح لكن دخول الجيوش العربية في حرب نابت مناب المقاومة الشعبية، وكانت النتيجة أن ضاعت فلسطين مؤقتا.
وبقي الحاج أمين الحسيني يجاهد ولم يتوقف طرفة عين بالرغم من الظروف السلبية التي تعربد في الساحة، ويُسمع لها ضجيج، ولا يُرى لها طحناً.
أيها الحضور الكرام
كان الحاج أمين الحسيني يرى أن أي مشكل في العالم العربي أو الإسلامي يضر بالقضية الفلسطينية، ولهذا نراه عندما اندلعت الحرب بين الإمام يحيى حميد الدين والملك عبد العزيز، هبَّ مع مجموعة من الزعماء للصلح بينهما، ونجحت في إيقاف الحرب ولم تدخل في تفصيلاتها.
غنم الحاج أمين وجوده في اليمن فلتقى بزعمائها، وشرح لهم أبعاد القضية ومراميها وترك وراءه أصدقاء كثر.
وبالنسبة لمؤسس حزبنا “إبراهيم بن علي الوزير كان يتابع نشاط الحاج أمين الحسيني من خلال الراديو والجرائد التي تصل إلى إليه من فلسطين ومصر ، فيتأثر بخطاه، ويعجب بمسعاه، ويتمسك طريقته ومن ثم تأثرنا نحن الصغار بما كنا نسمع منه ، فأكبرنا جهاده الأمين في نفوسنا الصغيرة أيما أكابر. وبقيت تلك البذور تنمو مع نمونا. ولما غادرنا اليمن فيما بعد كنا همنا الأول هو أن نجتمع بهذا الزعيم الفذ، وفي بيروت كانت لنا اجتماعات دورية بسماحته في مائدة بيته الكريمة أو في محل إضافته لأصدقائه الكثر الذين يفدون إلى بيروت. وكنا نجتمع به ونسمع بشغف إلى حديثه العذب العميق، فنزداد له إكبارا وإعجابا بصموده رغم ما يحيط به من أخطار جسام. وإلى جانب ذلك كنا نقرأ مجلته ومنشوراته ورسائله.
وكان كل عام يقعد مؤتمرا إسلاميا فكان يدعونا إليه ونلبيه بسعادة غامرة وكان يخضر المؤتمر علماء وشخصيات من كل أنحاء العالم الإسلامي مؤكدا بذلك إسلامية القضية الفلسطينية. ومن ناحية أخرى كان رئيس اتحاد القوى الشعبي الأستاذ المرحوم إبراهيم بن علي الوزير يغتنم انعقاد مؤتمرات الملوك العرب فيبعث لهم رسائل تصليهم نارا كمثل رسالته الشهيرة المقت الكبير وكان المفكر الكبير القاسم بن علي الوزير يحترق ألما لما كان يحيق بفلسطين من عذاب فيتهكم على الحكام العرب بقصيدة نونية مطلعها
أمة عانت من الموت طويلا فادفنوها لم تعد تجدي فتيلا
أمعنت من زمن في موتها عبثا من ميت يُرجى مقيلا
أيها الحضور الكرام
لعل عدم نجاح الحاج أمين يرجع إلى رؤيته الإسلامية، في وقت كانت بريطانيا قد خلقت الجامعة العربيةـ وغدا التيار القومي العربي ينمو بسرعة وبلغ أوجه على يد الرئيس ناصر، وأدى هذا التيار إلى ابتعاد فلسطين عن محيطها الإسلامي، ثم من محيطها العربي، وكان رضي الله عنه يرى في ذلك الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية كنا نصغي إلى شرحه العميق هذا بإعجاب ونرى رأيه في أن تجريد القضية من أبعادها الإسلامية أكبر خطر غليها.
وتمر الأيام والتيار القومي يملأ الساحات وتظهر فتح الى الوجود بتوجهها القومي، الذي حال دون تتعاون الإيجابي مع الحاج أمين كما كان المفروض أن تتعامل، وقد منعها من ذلك التوجه القومي السائد والذي أدى في النهاية إلى اتفاقية اسلوا المشؤمة.
ويلتحق الحاج أمين بربه وتمر بضع سنين، وبينما القضية الفلسطينية تراوح مكانها بل وتتآكل، يظهر إلى الوجود الشهيد العظيم الشيخ الجليل أحمد إسماعيل ياسين رحمه الله ، الذي يعد من أعلام الدعوة الإسلامية في فلسطين ومؤسس ورئيس أكبر جامعة إسلامية فيها “المجمع الإسلامي” في غزة، ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها حتى استشهاده في / 22مارس 2004، بعد أن أدى صلاة الفجر فرصدته طائرة صهيونية وهو على كرسيه المتحرك يجره رجل شهيد من أصدقائه فمضيا إلى ربهما شهدين عظيمين.
كان الصهاينة والصليبية أيها الحضور الكريم يريان في حركة هذا الزعيم الخالد الذكر خطرا داهما على مخططهما، ويريان في دعوته امتدادا لحركة الرعيل الأول من أمثال الزعماء الكبار الحاج أمين والقسام وغيرهما ويريان أن هذه الدعوة الجديدة تسري بين الفلسطينيين بسرعة وتتجاوب معها الشعوب الإسلامية بسرعة فكان الحل عندها هو اغتيال الشيخ الجليل احمد ياسين ظانين أنهما بقتله ستنطفئ حركته، ولم يعلما أن القضية الوطنية قد شبت عن الطوق وأن التعامل معها ليس مثل غيرها، ولهذا فالحركة المباركة قد ازدادت نمواً، وكبرت حجماً وتوثقت عقيدة حتى نراها اليوم ممثلة في أبطال جدد: “السنوار” و”نخالة” و “الضيف” وغيرهم حيث نراهم اليوم يقاومون الصهيونية والصليبية معا بثبات لم تعرفه البشرية من قبل
وفي الختام نقف لنقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء ونرفع الأيدي إلى الله سبحانه وتعالى أن ينصر الفلسطينيين وينيلهم النجاح لإكمال متمتهم في خلق تاريخ جديد. بدأ فعلا في معركة طوفان الأقصى المجيد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقرأ أيضا:الأستاذ زيد الوزير: القضية الفلسطينية قضية أمة ولا خيار أمامها سوى الانتصار