لماذا أصر الوفد الوطني المفاوض المغادرة للرياض من صنعاء؟
لماذا أصر الوفد الوطني المفاوض المغادرة للرياض من صنعاء؟
الخميس 14سبتمبر2023 – ارتفعت وتيرة النشاط الدبلوماسي والسياسي في العاصمة العمانية مسقط لبحث سبل السلام في اليمن وإنزال المملكة العربية السعودية من شجرة عدوانها على اليمن التي علقت بها منذ العام 2015 .
الاثنين الماضي نقلت وكالة الأخبار الرسمية السعودية واس أن وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد اتصل برشاد العليمي رئيس ما يسمى بمجلس القيادة السعودية ، استعرض الجانبان خلال المكالمة الهاتفية علاقات البلدين وتأكيد دعم القيادة الرسمية لمجلس القيادة كما جاء في الخبر الرسمي.
غير أن متابعين للشأن اليمني أكدوا آن الأمير خالد وضع لرشاد العليمي صورة ما يجري من مفاوضات في مسقط وكيفية انهاء الحرب في اليمن ،حسب رؤية المملكة وما سينتج عن مفاوضاتها من القيادة في صنعاء.
بعدها بيوم واحد فقط وتحديدا في يوم الثلاثاء قام ولي العهد السعودي بزيارة مفاجئة إلى سلطنة عمان التقى خلالها السلطان هيثم بن طارق ، وأكدت مصادر أن بن سلمان التقى خلال زيارته لمسقط الوفد الوطني المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام وذلك بحضور السلطان هيثم وتم الاتفاق على الكثير من النقاط، وأن زيارة الوفد الوطني اليوم للرياض هي فقط استكمال ما تم في الجولات السابقة.
وأمس الأربعاء تدول الكثير عن أخبار مغادرة الوفد الوطني المفاوض من مسقط على الرياض لإتمام ما تم الاتفاق عليه في مسقط.
غير أن الوفد الوطني أصر أن تكون المغادرة للرياض على رأس وفد رفيع من العاصمة صنعاء عاصمة الصمود والانتصار وليس من أي مكان آخر، في دلالة واضحة على الكبرياء والعزة التي تتمتع بها القيادة اليمنية وعدم الرضوخ لأي ضغوط،أو التنازل عن أي المطالب التي طرحتها صنعاء خاصة المتعلقة بالجوانب الإنسانية وصرف الرواتب ،وذلك من موضع القوة وليس الضعف .
وتعتبر هذه الزيارة العلنية هي الأولى من نوعها لوفد من أنصار الله والقيادية السياسية في صنعاء إلى المملكة منذ أن أطلقت الرياض حملة عسكرية عدوانية على رأس تحالف لتدمير البلد تحت مزعوم إعادة الشرعية التي غيرتها هي أكثر من مرة، كما تأتي هذه الزيارة بعد زيارة مماثلة قام بها وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر في صنعاء في ابريل الماضي.
وحسب مصادر فأنّ الغاية من الزيارة “عقد جولة المفاوضات الحاسمة مع السعودية للتوصل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي”.
كما أنّ المحادثات ستتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي الحكومة ـ وهي النقطة الشائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقا لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.
وأكّد دبلوماسي غربي في اليمن زيارة وفد صنعاء إلى السعودية، قائلا انّها قد تتم “اليوم” الخميس أو خلال اليومين القادمين.
من جهته، قال عضو “المكتب السياسي” على القحوم، في تدوينه له على منصة اكس “التفاؤل قائم ولازال في نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن”.
إلى ذلك قال رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي لفرانس برس أن زيارة وفد صنعاء للسعودية “أشبه بنقل العلاقة بين أنصار الله والسعودية من الغرف الخلفية إلى صالة المنزل، أي شرعنة هذه العلاقة ومنحها دفعا إضافيا”.
اقرأ أيضا:وصول وفد الوساطة العمانية إلى صنعاء ووفد صنعاء سيغادر اليوم للرياض بطائرة عمانية