قائد الثورة: ندرس خيارات تصعيدية وناسف لقيام الأزهر أمس بسحب بيانه المندد بالجرائم الإسرائيلية

قائد الثورة: ندرس خيارات تصعيدية وناسف لقيام الأزهر أمس بسحب بيانه المندد بالجرائم الإسرائيلية
الخميس24 يوليو 2025 _
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني يدرس خيارات تصعيدية إضافية ويسعى باستمرار لتطوير القدرات العسكرية لتكون أكثر فاعلية في التنكيل بالعدو الصهيوني والضغط عليه.
وذلك ردا على جرائم العدو الصهيوني وتجويعه لسكان غزة، معتبرًا هذا الأسبوع هو الأقسى والأكثر مأساوية ومظلوميةً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال السيد القائد في كلمته مساء اليوم الخميس ،حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية، “نحن على المستويين الرسمي والشعبي، وعلى المستوى العسكري وفي كل المجالات، لن نألوا جهدًا في نصرة الشعب الفلسطيني، ومع المأساة التي نشارك الشعب الفلسطيني فيها الآلام والأحزان والأوجاع، نسعى لدراسة خيارات تصعيدية إضافية، ونسعى باستمرار لتطوير القدرات العسكرية لتكون أكثر فاعلية في التنكيل بالعدو والضغط عليه”.
وجدد مناشدته لأنظمة البلدان التي تفصل اليمن جغرافياً عن فلسطين بفتح منافذ لعبور أبناء الشعب اليمني، الذين سيتحركون بمئات الآلاف لنصرة الشعب الفلسطيني.
وأضاف “فتح منافذ للعبور لنصرة الشعب الفلسطيني هو ما نتمناه وما نسعى له، ونأمل الوصول إليه ونسعى لذلك، فأبناء الشعب يتألمون كثيراً وأصوات الناس في المظاهرات والمسيرات تشهد على مستوى هذا التفاعل وعلى توفر الإرادة”.
وتابع “شعبنا ثابت على موقفه لم يتزحزح تجاه العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، ولا بالعدوان الاقتصادي والحصار أو الحملات الدعائية، التي تهدف للتأثير على موقف شعبنا لكنها بحمد الله فشلت”.
وتطرق إلى المظاهرات الحاشدة في جامعة صنعاء والتي تقدّم الأنموذج لكل الجامعات في العالم الإسلامي.. متسائلًا “أين هي أنشطة طلاب الجامعات والأكاديميين في عالمنا الإسلامي، حيث يفترض أن يكونوا متقدمين في وعيهم؟”.
وأشار إلى أن مشاهد الأطفال وقصة معاناتهم في قطاع غزة محزنة جدًا وتمثل وصمة عار على كل المجتمع البشري وفي المقدمة المسلمين.. مبينًا أن الأطفال في قطاع غزة يعانون أشد المعاناة والعدو الإسرائيلي جعل منهم هدفاً أساسيا لممارساته الإجرامية وعدوانه الظالم.
وندد بمنع العدو الإسرائيلي دخول حليب الأطفال من أجل تغذيتهم.. مؤكدًا أن كيان العدو يسعى إلى إبادة الأطفال ويجعل منهم هدفا أساسيا في مخططه الإجرامي.
وأكد أن العصابات الصهيونية التي تسمي نفسها “الجيش الإسرائيلي” تتباهى بنشر فيديوهات القتل للأطفال في إطار التلهي واللعب.. متسائلًا “أين حقوق الأطفال وحقوق الإنسان؟ وكل العناوين التي يرفعها الغرب الكافر لمخادعة الشعوب الأخرى؟”.
وقال “في هذا الأسبوع الكثير من أبناء قطاع غزة لم يأكل شيئا، لم يذق شيئاً من الطعام على مدى خمسة أيام، ووجبات القتل في مصائد الموت التي نصبها الأمريكي، قتلت أكثر من ألف شهيد فلسطيني من قطاع غزة”.
وأشار إلى أن حالة التجويع رهيبة جدًا وجريمة ألقت بظلها الثقيل على قطاع غزة ووصمة عار على المجتمع البشري وعلى المسلمين في المقدمة العرب.. مبينًا أن 71 ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، وتحتاج 17 ألف أم إلى تدخل عاجل لتفادي مضاعفات التجويع.
وبين السيد القائد أن حالات الوفيات مستمرة بين الأطفال والرضع بفعل تدهور
وتساءل “أين هي منظمة العرب؟ وماذا يفعلون مع التجويع المستمر والإبادة الجماعية والتهجير القسري؟”.. مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي لا يتوقف عن استهداف النازحين بعد تهجيرهم إلى مناطق ضيقة.
ولفت إلى أن من أساليب العدو في التعطيش إرغام سكان غزة على الانتقال من المناطق التي قد يتوفر فيها البعض من الماء إلى أماكن ليس فيها شيء.. مؤكدًا أن مأساة الشعب الفلسطيني وصلت إلى مستوى رهيب ومحزن جدا ومؤلم للغاية.

واعتبر السيد القائد، التجويع لمليوني إنسان في قطاع غزة بهذا الشكل المعلن الصريح هو نتاجًا للمسار العربي الإسلامي الضعيف المتخاذل، وعلى مدى 22 شهرًا هناك أنظمة إسلامية وعربية لم تتوقف سفنها وهي تحمل المواد الغذائية والبضائع للعدو الإسرائيلي.
وأفاد بأن أنظمة عربية وإسلامية زادت خلال هذه المدة من مستوى تبادلها التجاري مع العدو الإسرائيلي وهي من كبريات هذه الأمة.. مضيفًا “نظام إسلامي يظهر التعاطف إعلامياً مع الشعب الفلسطيني لكن نشاطه في التبادل التجاري مع العدو أكثر من أي دولة في العالم”.
وقال “البعض من كبريات الأنظمة العربية حاولت أن تقدم البديل للعدو الإسرائيلي نتيجة الموقف اليمني في منع الملاحة الصهيونية، وأنظمة عربية مدّت العدو الإسرائيلي بمواد غذائية متنوعة وبمختلف الاحتياجات في الوقت الذي يتم محاصرة الشعب الفلسطيني”.
وعبر عن الأسف لأنظمة عربية وإسلامية لم تُقدم على خطوة عملية لقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع العدو الإسرائيلي، وفي وقت لم تقدم أنظمة عربية وإسلامية الحد الأدنى من المواقف، يتجهون سرًا وعلنًا لخطوات على أساس التطبيع الكامل مع العدو.
وتابع “أنظمة عربية وإسلامية تعادي من يعادي العدو الإسرائيلي وهذا شيء مؤسف جداً وتنكر لمبادئ الإسلام، واليوم نشهد مسارين متوازيين، مسار للعدو بأعلى سقف في العدوان والبطش، والمسار الآخر في الداخل العربي والإسلامي لتثبيط الأمة عن نصرة فلسطين”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الموقف العربي السلبي السيئ المتخاذل المتواطئ تجاه القضية الفلسطينية مؤثر سلباً على موقف الدول الإسلامية الأخرى.. مشيرًا إلى موقف كبريات الأنظمة العربية السلبي تجاه إيران لأنها بنظرهم ترتكب ذنب النصرة للشعب الفلسطيني وتتجاوزهم في ذلك.
وأضاف “العدو الإسرائيلي يصرّح مع ما يفعله بأنه لن يعترف أبداً بأي دولة فلسطينية ولا بأن يكون للفلسطينيين دولة، ويقتل ويدمر وينسف ويهجر، وهم يتحدثون مع أمتنا وشعوبنا عن السلام: لا تتحركوا نحن نتبنى السلام!!”.
وذكر السيد القائد أن عناوين السلام والتطبيع وترسيخ الهزيمة يأتي في سياق الخدمة للموقف الإسرائيلي.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي ليس في وارد السلام بل يسعى لتحقيق أهدافه النهائية بالتصفية الكاملة للقضية الفلسطينية.
وأعرب عن الأسف في أن جزءًا كبيرًا من النشاط الإعلامي لكثير من الأنظمة العربية يتحول ضد من يتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني بالتشويه والتشكيك والإساءات، والحملات الدعائية لكثير من الأنظمة العربية تتبنى المنطق الإسرائيلي والأمريكي إنما باللغة العربية فقط.
وقال “هناك في كثير من البلدان العربية حظر لأي نشاط شعبي لمناصرة الشعب الفلسطيني، وفي كثير من البلدان العربية لو خرج البعض في مظاهرات سيقمعون ويمنعون من أي نشاط شعبي لمناصرة الشعب الفلسطيني”.. معتبرًا حالة بعض البلدان العربية توازي ما يفعله الغرب من منع أي انتقاد للعدو الإسرائيلي تحت عنوان معاداة السامية.
وأضاف “البعض من العرب يسعى أن يكون أي انتقاد للعدو الإسرائيلي، وأي شكل من أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني محظوراً، والحالة السلبية لدى كثير من الأنظمة العربية أكثر من مجرد تفرج وتخاذل تتجه لخدمة العدو الإسرائيلي”.
وأكد أن الإجرام اليهودي الصهيوني هو إجرام مؤدلج ينطلق من خلفية ثقافية فكرية خبيثة في منتهى الضلال ومنتهى السوء والعدوانية.. موضحًا أن الصهاينة اليهود يتلقون تربية منذ الطفولة على أساس قواعد وعقائد معينة ترسخ فيهم نظرةً سلبيةً جداً تجاه المجتمعات البشرية الأخرى.
وتابع “الصهاينة اليهود لا يعترفون للعرب بأنهم من أصل بشري، وإنما هم كائنات وحيوانات بأشكال بشر لخدمة العدو الإسرائيلي، والكتب المحرفة بين أيدي اليهود ترسم نظرة سلبية ومستهترة ومستبيحة لكل المجتمعات الإنسانية وترسخ حالة الاستباحة مع الحقد”.
وعد السيد القائد، الصهاينة اليهود خطرًا حقيقيًا على الأمة لأن ما يفعلونه ليس مجرد تكتيك ولا تصرفات فردية إنما عن عمد وبخلفية عقائدية خبيثة.. مضيفًا “مع الاستباحة الصهيونية للمجتمعات الإسلامية هناك الحقد الشديد والأطماع الهائلة في أوطاننا وثرواتنا وبلداننا”.
وجددّ التأكيد على أن المجرمين الصهاينة بمعتقداتهم وجرائمهم لا يمكن إيقافهم وإيقاف شرهم إلا بالتحرك وفق السنة الإلهية.. مشددًا على أنه لا بد من التحرك ضمن السنة الإلهية في وجه المجرمين الصهاينة وإلا فإن طغيانهم يزداد وشرهم ينتشر ويتوسع ليطال بقية الشعوب والبلدان.
واستغرب من مطالبة البعض لحركة حماس بتسليم الأسلحة.. مؤكدًا أن من أفظع وأبشع حالات الغباء والضلال، هو مطالبة البعض بتسليم حركة حماس أسلحتهم ومنهم السلطة الفلسطينية.
وقال “السلطة الفلسطينية تثبت غباءها الرهيب ومنهم من يعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي، والمنطق الصحيح بمقتضى الحق والعدل والحقائق هو ألا يمتلك العدو الإسرائيلي أي قطعة سلاح، فكيف بدعمه بكل أنواع السلاح الفتاك”.
وأضاف “في لبنان تتحرك بعض القوى والأحزاب التي لها خلفية سلبية جداً في علاقتها بالعدو الإسرائيلي بهدف الضغط لنزع سلاح حزب الله، الذي هو لحماية لبنان وبقائه حرًا مستقلًا محميًا وحصينًا”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن التحرك لمحاولة نزع سلاح حزب الله يخدم الأعداء وهو منطق مستهجن وغبي وسيئ، والأمة الإسلامية في أمس الحاجة لاقتناء السلاح.. مؤكدًا أن الشعوب العربية والإسلامية هي الأحوج لامتلاك السلاح لأنها في موقع المعتدى عليها.
واستعرض عددًا من التجارب التاريخية لحال من يلقي سلاحه، وهو مستهدف من عدو حاقد مجرم، بتعرضه للإبادة والإهانة والقتل.. مضيفًا “في لبنان نفسها ألم تحدث مجزرة صبرا وشاتيلا إلا بعد أن ذهب المقاتلون الفلسطينيون وأُلقي السلاح؟”.
كما تساءل “متى حصلت جرائم ومجازر كبيرة في فلسطين؟ لأن الشعب الفلسطيني لم يقتن السلاح بالقدر اللازم، ولم يتحرك عسكرياً في مراحل مبكرة بالقدر اللازم، ولم يحظ بالدعم العربي والإسلامي ليقتني السلاح بالقدر اللازم؟”.
وأشاد السيد القائد، باستمرار الصمود العظيم للمجاهدين في قطاع غزة وبطولاتهم التي قلّ أن يشهد العالم لها نظيراً، باعتراف العدو الإسرائيلي الذي يواجه معضلة كبيرة في قطاع غزة، ولذلك هو في أزمة حقيقية على المستوى العسكري، وكيان العدو يعاني في قوته البشرية وفي المرضى النفسيين ومن تهرب الكثير من “قوات الاحتياط”.
وعبر قائد الثورة عن الأسف لقيام الأزهر أمس بسحب بيان له فيه تنديد بالجرائم الإسرائيلية ولكنه ما لبث أن قام بسحبه وحذفه وهذا الشيء محزن ومؤسف.. مؤكدًا أن الخضوع لحسابات سياسية باطلة وزائفة يبين الحالة التي تعبر عن حالة الكثير من علماء الدين ممن هم في اتجاه السكوت والخضوع والتثبيط.
وأضاف “من يثبط بشكل صريح وعلني تجاه غزة هم من كانوا أبواق فتنة يفتون بوجوب ما يسمونه بالجهاد في سوريا والعراق وبلدان أخرى.
وفيما يتعلق بالأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني أشار إلى أن أسطول الحرية في الرحلة رقم 36 ضمن مساع رمزية لكسر الحصار عن غزة وفي هذه المرحلة هناك فرصة عظيمة للمسلمين -لو يفهمون- في ظل أكبر إدانة للعدو الإسرائيلي وتشنيع على ما يفعله من إجرام.. مؤكدًا أن الاعتراف بالحق الفلسطيني والمظلومية الفلسطينية على مستوى العالم في مرحلة غير مسبوقة.
ومضى بالقول “هناك انكشاف للعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والأنظمة الأوروبية المتصهينة بمستوى غير مسبوق، والجو العالمي هو لصالح المسلمين لو أنهم يدركون هذه الفرصة وأهمية أن يتحركوا فيها لدفع الخطر عنهم”.
وأشار إلى أن “هناك مواقف سلبية جداً من بعض الأنظمة العربية والإسلامية لا ترقى إلى مستوى التضامن والتعاطف من بعض البلدان في أقصى الأرض”.
وعرّج السيد القائد على جبهة الإسناد من يمن الإيمان والجهاد في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مؤكدًا أن الجبهة اليمنية مستمرة في مساندة الأشقاء في غزة.
وأوضح أن العمليات اليمنية في هذا الأسبوع نفذت بـ11 ما بين صاروخ فرط صوتي وطائرة مسيرة باتجاه فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي.. مؤكدًا أن حظر الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي مستمرة وميناء أم الرشراش عاد إلى الإغلاق التام بفضل الله، والذي له خسائر كبيرة على العدو وهزيمة بكل ما تعني الكلمة.
ولفت إلى أن العمليات اليمنية نفذت من بداية الإسناد لقطاع غزة بـ1679 ما بين صواريخ وطائرات مسيرة وزوارق حربية، بالرغم من محاولة العدو إيقاف الموقف اليمني والتأثير عليه، لكنه فشل في الجولة الأولى والجولة الثانية للعدوان الأمريكي، البريطاني والإسرائيلي.
وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن الغارات على اليمن بلغت 2843 غارة وقصف بحري وفيها المئات من الشهداء والجرحى.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي فشل في منع الموقف اليمني المساند لغزة المناصر للشعب الفلسطيني جهادا في سبيل الله.
وقال “هذا هو وقت الجهاد أكثر من أي وقت مضى وفي ميدان واضح، وقضية واضحة وضد عدو صريح للإسلام والمسلمين وفي قضية عادلة، وأين البقية من أبناء الأمة، حتى من كانوا يتحركون تحت عناوين إسلامية وجهادية، لماذا لا يتحركون لمناصرة الشعب الفلسطيني؟”.
وأشاد بمستوى المظاهرات والوقفات في يوم الجمعة الماضي والتي كانت حاشدة وكبيرة وعظيمة ولائقة بالشعب اليمني.. داعيًا أبناء الشعب العزيز إلى الخروج المليوني غير المسبوق غدًا، لأننا في مرحلة استثنائية مع التخاذل الفظيع المخزي من معظم البلدان الإسلامية.
وأضاف “في ظل المعاناة والمأساة غير المسبوقة للشعب الفلسطيني ينبغي أن يكون الخروج المليوني غدا غير مسبوق، فنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم واجب إنساني وأخلاقي يدفع إليه الشعور الإيماني والإنساني”.
وعبر عن الأمل في أن يكون الخروج المليوني واسعا في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات الساحات.
وخاطب قائد الثورة أبناء الشعب اليمني بالقول “خروجكم المستمر في كل أسبوع بهذا الزخم العظيم هو جهاد لن يضيع عند الله وهو يرسخ المعاني والقيم الإيمانية والإنسانية”.
اقرأ أيضا:حماس تستنكر الصمت العربي والإسلامي حيال الإبادة والتجويع في غزة