صوت في المناحة
صوت في المناحة
صوت في المناحة
الأحد10ديسمبر2023
قصيدة صوت في المناحة للأستاذ والأديب الكبير قاسم بن علي الوزير ،تم نشرها عند الاقتحام الإسرائيلي البربري الوحشي لبيروت في عام 1982م ، نعيد نشرها اليوم في صوت الشورى لتطابق الموقف بين الأمس واليوم ، بين بيروت وغزة الصمود، فالموقف واحد والعدو واحد .
هذا ويعتبر الأستاذ القاسم بن علي الوزير أحد ابرز شعراء وأدباء اليمن ، بدء يكتب الشعر منذ نعومة أظافره ،في الخمسينات من القرن الماضي ، وله العديد من القصائد المنشورة في الصحف والمجلات ، وفي ملفات الأصدقاء ولم يتم جمع شعره كاملا حتى الآن ، وقد يكون ذلك بسبب انشغالات أستاذنا الكبير ، وبسبب هجرته الدائمة في مختلف بلدان العالم، ولذلك نجد في شعره خصوبة التجربة وصدق العاطفة.
كما أن الوطن والأمة العربية دائما ما تعيش في قلبه وروحه، لهذا نجده يتحدث باستمرار عن آلام العرب والمسلمين في قافية صارخة كالرعد، حارقة كاللهب..كما قصيدته خلال الأسطر القادمة
صوت في المناحة
القاسم بن علي الوزير
أمة عانت من الموت طويلا * فادفنوها لم تعد تجدي فتيلا
أمعنت من زمن في موتها عبثا * من ميت ترجوا مقيلا
لا تقولوا عرب قد ذهبت نخوة * كانت هي الأصل النبيلا
ذهبت غير بقايا لم تزل * في ربى بيروت تأبى أن تزولا
جثمت في مربض الموت على * شرف ،يأبى على الذل نزولا
أمة في فتية قد غسلت * لعنة الذل وأولتها الدخيلا
ثبتت حتى إذا ما استبسلت * كتب الله لها نصر جميلا
إنما النصر لحق غالب * أو لفاد مات في الحق فتيلا
يا فلسطين وهل يجدي البكاء * قد بكيناك بكيناك طويلا
نخن لا نبخل بالدمع ولم نكتم * الشكوى ولم نحبس عويلا
فاطلبي ما شئت إلا نجدة و * سلي غير الفدى قالا وقيلا
نحن خضناها بطولات على ورق * تصنع نصرا مستحيلا
والمواخير ملئناها فيا أرض * عودي نحن أعطينا جزيلا
وسفحناها دماءً سرت * حولت أطياب ماضينا وحولا
كم جيوش زينت أعيادنا * وغدة عبأ لدى الحرب ثقيلا
لم ترى للحرب فيهم رجلا*** أو ترى فيهم على العهر بخيلا
لا تلوموها ولوموا قادة * جعلوا منها إلى الحكم سبيلا
وتصدوا للحمى لا للعدى * وأذاقوه من الذل شكولا
ما على أعدائنا من حرج * إن أهانونا بلادا أو قبيلا
وأذلوا كثرة كاسرة * أنها كانت لدى الفعل قليلا
ولقد جاسوا على معرفة * في مغانينا فألقوها طلولا
لا تراعي فلقد كان بيننا * من كان للغازي دليلا
أنا لا أبكي على أبطالنا * وإنما أحي لهم ذكراً جميلا
إنما النصر لحق غالب * أو لفاد مات في الحق قتيلا جاوز الظلم المدى فارتقبوا * لا يعيش الظلم في الأرض طويلا
