أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (26)

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (26)
سلبيات الحركة الإسلامية المعاصرة

{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} (سورة آل عمران – آية ١٦٥)
بقلم : عزيز بن طارش سعدان
الاثنين14أبريل2025_
عامدين أو جاهلين مخططات لا تعود بالخير أبداً على الإسلام والمسلمين. ومن وسائل الأعداء الماكرين، إضعاف مناهج التعليم في العديد من البلدان المتخلفة المستضعفة، وذلك كي يصير خريجو دور العلم الأمية فيكونوا طعمه لمراكز الظلام، كل صرعى أنصاف متعلمين المبهورة بزخرف القول التي تقدمه معامل التوجيه الفكري بكل أنواعه.. تلك المعامل المدعومة بقوى الشر المبثوثة شراكها الخادعة في كل مرصد وسبيل، فيقع فيها الكثير من الناس وبذلك يكونوا عوناً للأعداء في نشر الفوضى والرمي بمستقبل الأمة ومسيرتها في متاهات الظلام، مرددين عليها شعارات طنانة ونظريات فاسدة جوفاء.. داخل المصيدة الكبرى لا يمكن الخروج من الشراك الخادعة وابتداء المسيرة الحقة، قبل الانعتاق من آثار العبودية ولن يكون انعتاق ما لم تحقق الحركة الإسلامية هاتين الغايتين:
• التحرر من أغلال العبودية الاقتصادية *…التحرر من سلاسل العبودية الثقافية وكابوسها. إن الحقيقة ودروس التاريخ تهتف بكم: أقيموا العزل الصحي لمجتمعاتكم بعيداً عن طاعون الجاهلية، ولكن ليس على طريقة النعام الساذج الذي يكتفي بدس رأسه في الرمال اتقاء للخطر وإنما عن طريق: البناء والإيجابية، والمواجهة والاستفادة من كل ما هو نافع وصحيح، وتطعموا بمصل الحياة الواقي بالضمير الكاشف لنفسه ولما حوله، والعارف لما يريد وما عنده وعند الآخرين، لتتمكنوا من إعداد القوة اللازمة لإنقاذ البشرية من الوباء والبلاء حتى تكون المسيرة صحيحة راشدة ومن ثم:
(*) مما يبعث نور الأمل ،المحاولات الجادة لبنوك إسلامية وذلك مؤشر على وعي إسلامي بدأ يستأنف سيره ليعطي للعالم نموذجه العادل بعد غياب منذ عصور الانحطاط وأفول الحضارة الإسلامية التي قادت العالم.
أقيموا في مجتمعاتكم علاقات مالية جديدة، استهلاكاً وتنمية وتكافلاً،علاقات تنبثق من وحي عقيدتكم وهداها وإلا فستظلون أسرى بنظم مالية جاهلية في كل مؤسساتكم ومعاملاتكم.
– أقيموا محاضن نواة أجيالكم في روضات ورياض نقية نظيفة من كل سوء وغش، واجعلوا العلم والثقافة وكل ما يتعلق بالفكر إسلامياً خالصاً منطبقاً على زمنكم، ووعياً كاشفاً لما حولكم.. ومن هذه البداية عليكم. أن تنطلقوا إلى تحقيق وسائل القوة وقد أعددتم أهم عناصرها وهو الإنسان» الذي أحسن إعداده قوة وعقلاً ونفساً وروحاً ومالاً، في اتجاه ما أطلقت عليه العقيدة الإسلامية بحق «الجهاد» فتكون غايته من الحياة العمل للعقيدة الإسلامية والجهاد في سبيل نشرها ونصرة أبنائها شعاره المقدس إحدى الحسنيين: «النصر أو الشهادة» (انتهى الاقتابس)
نأمل ونتطلع إلى حكام عرب يعملون من أجل إرضاء شعوبهم وتقدمها سياسياً واقتصادياً وصناعياً. إن على الشباب والأجيال الناشئة أن يدركوا ما يواجهونه من الإعلام الغربي الموجه لتدمير أبناء الشعوب العربية والإسلامية، والذي يبث سمومه من أجل تدمير الشباب الناشئ في ظل العولمة. إن السياسة التي ينتهجها أعداء الأمة هي “فرق تسد” من أجل بقاء نفوذهم داخل المنطقة، وعندما تكون الغلبة لأي فريق فإنهم يتخلون عن أقرب صديق لهم، ويعملون على إيقاف كافة الأرصدة التابعة له في بنوكهم ويصادرونها، ويعملون على إعادة جزء منها إلى الشعب المنهوبة منه بعد أخذ الصفوة وبعد الضغط على الحكومات التي تتولى بعد الحليف المتخلي عنه. وتُعلن تلك الأموال المنهوبة أنها أعيدت، ويعاد تشكيل الحكومات الجديدة بدعم اقتصادي قوي حتى تبقى عبداً ينفذ ما يؤمر به.
إن الدول المعادية للإسلام تتقاسم الكعكة داخل محيطنا الإسلامي. في حين أن الاقتصاد العربي والإسلامي يعمل وفقاً لرؤية غربية ولما يتماشى مع سياساتهم، حتى يبقى الاقتصاد الإسلامي تابعاً لهم مع ضعف النخبة السياسية العربية والإسلامية. وفي ذات الوقت الجيوش العربية هي شيء مخجل في عتادها وتدريباتها وضعف الوازع الديني داخل النخبة العسكرية. إن الأسلحة التي لدى الجيش العربي والإسلامي قديمة جداً، وإن تم شراء سلاح للجيوش العربية والإسلامية فلا يُباع إلا السلاح المخزن لدى الغرب منذ زمن بعيد، وبعد الاستغناء عنه.
على الشباب العربي والإسلامي أن يعملوا من أجل توعية الشباب والأجيال الناشئة تحت مظلة النفوذ المعادي لهذه الأمة، وأن يعملوا على توعية الشباب بشأن نهب ثرواتهم وحرمانهم منها، لأن ذلك يدعم الشعوب المعادية لهم.
على الشباب الرجوع إلى الدين الإسلامي، وأن يستمدوا أفكارهم من روح الإسلام، لأنه هو النجاة والنصر لمن عمل به.
إن خصوم الإسلام يحملون في داخلهم قدراً هائلاً من الاحتقار للإنسان، لا يعلنونه على ملأ، وربما لم يكونوا على وعي تام به، ولكنه كامن في صميم تعاليمهم. فأكبر الكبائر عندهم، في ميدان السياسة وتدبير شؤون المجتمع، هو أن تستمد السلطة شرعيتها من الإنسان، ومن الشعب، وأن يكون تشريعها مستمداً من الخبرات التي تتراكم لدى المجتمعات البشرية؛ ذلك لأن كل ما يصدر عن الشعب يتسم بالتخبط والإخفاق.
أما لفظ “الوضعي” الذي يعبر عن الإنسان عامة، فهو موصوم لديهم بالثقل، ويصفون به القوانين البشرية، ويعنون به ما هو من وضع الإنسان، وقد أصبح من ألفاظ الغض الكامن للديمقراطية، مجرد أنها تعني التجريح والتحقير. لدى معظم هذه الاتجاهات إطار من التمسك بالتراث، فيقال إن الديمقراطية تعني “حكم الشعب”، وهو البغض الذي يُغلَّف به اللفظ اليوناني الذي يعبر عن تجربة غريبة عن أصالتنا.
ويتخذ هذا البغض للديمقراطية، بحيث توضع “الشورى” في مقابل الديمقراطية، حيث يظهر الاحتقار الدفين للشعب بشكل مؤسسي للحاكم. وفي غمار هذا الاختلاف، ينسى الجميع أن نقطة البدء في الشورى تأتي من الحاكم؛ لأنه هو الذي “يشاور”، بينما يجب أن تأتي نقطة البدء في الديمقراطية من القاعدة، أي من الشعب، وهذا فارق هائل. كما ينسون أن الشورى إذا ما طُبِّقت تطبيقاً يتلاءم مع ظروف العصر، لا بد أن تصبح في نهاية الأمر شكلاً من أشكال الديمقراطية، ولا بد أن تُحدَّد بضوابط المؤسسات الديمقراطية إذا ما شاءت أن تخرج عن الإطار الفردي الاستبدادي.
ولابد من التحرر من المجتمعات الغربية، والخروج عن ذلك المنهج الذي بليت الأمة الإسلامية به، والذي لم يقدم إلا الضياع لشبابنا ومجتمعنا. وغزوا مدارسنا في تغيير المناهج الدراسية تحت مسمى التطوير لهذه المناهج، ويدعون إلى مناهج ذات بعد طائفي مما يؤدي إلى الانفصام والكآبة لدى الطلاب والطالبات. إن الحرية جاءت من منهجنا الإسلامي وليس من حريتهم التي فيها نقصان لكرامة الإنسان. ومفكرنا الكريم – رحمه الله – وضع التعليم منهجاً للحياة وفق مناهج لا تكون الطائفية جدالاً فيها أو نهجاً لها. ولديه كتاب (الطائفية)، إن شاء الله سوف نناقش فيه في وقت قريب.
اقرأ أيضا : أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (25)
