مئات القتلى والمصابين جراء حريق في قاعة أفراح بحفل زفاف أمس
مئات القتلى والمصابين جراء حريق في قاعة أفراح بحفل زفاف أمس
الأربعاء27سبتمبر2023 قتل وأصيب مئات الأشخاص الليلة الماضية جراء حريق في قاعة أفراح أثناء حفل زفاف في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى شمالي العراق، وكشفت التحقيقات الأولية أسباب الكارثة وفي مقدمتها مخالفة قواعد السلامة.
وقدمت المصادر الرسمية العراقية أرقاما متفاوتة لعدد ضحايا الحريق الذي يعد من بين أسوأ الحرائق التي شهدها العراق في السنوات الماضية.
فقد قال محافظ نينوى نجم الجبوري إن ما لا يقل عن 114 شخصا لقوا حتفهم وأصيب نحو 200 جراء حريق الحمدانية شرق مدينة الموصل.
غير أن مراسل الجزيرة أكد وصول أكثر من 150 جثة إلى المستشفى.
وأضاف الجبوري -في تصريحات للجزيرة- أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم عن ألعاب نارية داخل القاعة.
وأضاف المسؤول العراقي أنه لا مؤشرات على وجود قصد جنائي في حريق الحمدانية، مشيرا إلى توقيف 9 أشخاص على خلفية الحادث، إلى جانب توقيف صاحب القاعة.
وفيما يتعلق بملابسات الحريق، صرح مدير إعلام الدفاع المدني بالعراق للجزيرة بأن قاعة الأفراح في الحمدانية كانت تفتقد لإجراءات السلامة، مشيرا إلى أن صعوبة الخروج من باب المبنى أدت لارتفاع عدد الضحايا.
وقال المسؤول بالدفاع المدني إن أبواب الطوارئ في قاعة الأفراح بالحمدانية كانت مغلقة وقت الحريق.
مواد سريعة الاشتعال
وفي وقت سابق، ذكرت مديرية صحة نينوى أن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران.
وقال الدفاع المدني العراقي إن “النيران اشتعلت داخل قاعة الأفراح بادئ الأمر، ثم انتشر الحريق بسرعة كبيرة، وفاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الإيكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة لافتقارها إلى متطلبات من بينها منظومات الإنذار والإطفاء”.
وقالت المصادر إن القاعة لم تكن تتوفر أيضا على معدات لإطفاء الحريق، مما تسبب في اتساع نطاق النيران.
وذكرت مراسلة الجزيرة أن فرق الدفاع المدني انتشلت جميع الجثث، ونقلت عن مصادر طبية أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مشيرة إلى أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان العراق.
وفي مستشفى الحمدانية العام، قال شاهد عيان إن أشخاصا وقفوا أمام شاحنة لنقل الموتى محملة بأكياس سوداء وضعت فيها جثث القتلى.
تحقيقات أولية
وقال محافظ نينوى نجم الجبوري إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن حريق الحمدانية ناجم عن ألعاب نارية داخل قاعة الأفراح.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف الجبوري أنه تم نقل ضحايا الحريق إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان.
من جانبه، قال المنسق الإعلامي في الدفاع المدني العراقي نُـؤاس صباح شاكر إن ما فاقم حريق مدينة الحمدانية في الموصل هي المخالفات المتعلقة بالسلامة في القاعة.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن الدفاع المدني أبلغ مالك القاعة بالمخالفات الواجب إزالتها في وقت سابق من هذا العام.
وفي حين فتحت الحكومة العراقية تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحداد العام في عموم العراق لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا حريق الحمدانية، وكان السوداني وجه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المصابين.
ووصف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ما جرى في الحمدانية بالفاجعة المؤلمة، مشددا على ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث.
من جانبها، وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق حريق الحمدانية بأنه مأساة هائلة، وقالت إنها تشعر بالصدمة بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح.
حريق آخر
وفي سياق منفصل، أفادت وكالة رويترز بأن السلطات العراقية أجلت صباح اليوم الأربعاء جميع النزلاء والبعثات الدبلوماسية من فندق الرشيد في بغداد كإجراء احترازي بسبب حريق آخر محدود.
وقال مسؤول في الفندق للوكالة إن السلطات المعنية تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع في أحد المطابخ، واصفا عملية الإجلاء بأنها إجراء احترازي روتيني، ومؤكدا أن جميع النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم.
ويقع الفندق في المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والسفارات الأجنبية، ويقيم فيه دبلوماسيون أجانب.
في اليمن
هذه الحادثة الأليمة تذكر بما حدث من حادث مأساوي في العاصمة صنعاء في شهر رمضان الماضي بشهر خلال عملية التدافع والتي راح ضحيتها أكثر من ثمانين شخص، وذلك بسبب عدم وجود إجراءات السلامة.
وبالنسبة لقاعات الأفراح والمناسبات في اليمن تفتقر معظمها إلى أدوات وإجراءات السلامة ، وإلى أبواب للطوارئ خاصة أن معظمها عبارة عن هناجر وبها مواد سريعة الاشتعال لا سمح الله عند حدوث أي خطأ.
الأمر الذي يستوجب حسب مراقبين إلى ضرورة إلزام مالكي هذه الصالات باتخاذ التدابير اللازمة لإجراءات السلامة لنتعلم مما حدث في العراق وحتى لا يتكرر هذا الحادث لا سمح الله عندنا في اليمن.
اقرأ أيضا:بسبب العشوائية بباب اليمن..عشرات القتلى والمصابين نتيجة تدافع على أبواب أحد التجار