متفرقات

الفوضى البصرية وتأثيرها على الدماغ

الفوضى البصرية وتأثيرها على الدماغ

كيف تؤدي المعلومات الزائدة إلى تشتت الانتباه والإجهاد الذهني؟

الاربعاء6 توفمبر2024_  تقرير: محمد المطاع

تعتبر الفوضى البصرية ظاهرة متزايدة في المجتمعات الحديثة، حيث تتجلى في ازدحام الصور والنصوص والألوان في الفضاءات العامة والخاصة حيث تؤثر هذه الفوضى على التركيز، والتفاعل الاجتماعي، والصحة النفسية والإجهاد الذهني للأفراد.

ويمكن اعتبار أن الفوضى البصرية هي تراكم المعلومات البصرية بشكل مفرط وغير منظم، مما يؤدي إلى صعوبة في المعالجة البصرية والتفاعل مع المحيط وتشمل هذه الفوضى اللافتات، الإعلانات، الرسوم، والألوان المتعددة التي تشتت الانتباه.

ومع تطور وسائل الإعلام والتسويق، أصبحت الإعلانات تتواجد في كل مكان، مما يزيد من الفوضى البصرية كما أن انتشار الشاشات الرقمية في الأماكن العامة والخاصة يؤدي إلى ازدحام المعلومات والتي لها تأثير سلبي يؤدي إلى عدم مراعاة الجوانب الجمالية والفنية.

وتؤثر الفوضى البصرية على الدماغ من خلال تشتت الانتباه والحد من القدرة على التركيز وكذلك الشعور بالتوتر والقلق والضعف لقدرة الأفراد على التواصل والتفاعل في الفضاءات العامة.

ويطرح عدد من الباحثين في هذا المجال حلولا لمواجهة هذه المشكلة عبر وضع استراتيجيات لتصميم الفضاءات العامة بشكل يجمع بين الجمال والوظيفة ووضع قيود على عدد الإعلانات في الأماكن العامة وكذلك نشر الوعي حول أهمية الفضاءات البصرية المنظمة وتأثيراتها على الحياة اليومية.

وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن الفوضى البصرية تؤدي إلى زيادة الإجهاد العقلي، مما يؤثر سلبًا على القدرة على التركيز. ووجد الباحثون أن المشاركين في بيئات مزدحمة بصريًا كان أداؤهم أقل في مهام التركيز مقارنة بأولئك في بيئات منظمة وفي دراسة أخرى تمت في جامعة كاليفورنيا حيث وجدت أن الفوضى البصرية تقلل من قدرة الأفراد على استرجاع المعلومات وان المشاركين الذين تعرضوا لمشاهد فوضوية واجهوا صعوبة أكبر في تذكر المعلومات مقارنة بأولئك في بيئات أكثر تنظيمًا وأظهرت النتائج لتلك الدراسة أيضا  أن الفوضى تؤدي إلى تشتت الانتباه، مما يقلل من فعالية الأداء في المهام التي تتطلب تركيزًا عميقًا و يمكن أن تحد من الإبداع وان المشاركين الذين عملوا في بيئات منظمة أظهروا مستويات أعلى من الإبداع مقارنة بأولئك الذين كانوا في بيئات مزدحمة.

أن  الفوضى البصرية تشكل تحديًا يتطلب تعاون المجتمع والحكومات لتحقيق بيئات مرئية أكثر تنظيمًا من خلال اتخاذ خطوات فعالة، يمكن من خلالها الحد من آثار الفوضى البصرية وتعزيز جودة الحياة والتركيز والإبداع والرفاهية النفسية.

اقرأ أيضا:رجل يتمكن من إخراج رأسه من فكي تمساح لينجو من الموت بأعجوبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى