كتابات فكرية

تيهان العرب وعربدت الصهيونية

تيهان العرب وعربدت الصهيونية

كتب: عبدالغني العزي.

ما كان للصهيونية أن تبلغ الذروة في العربدة والكبرياء الذي قادها إلى ارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني لولا تيهان الأمة العربية والإسلامية وتشتت رأيها وتنكر أنظمتها لوشائج القربى بين شعوبها والذي أدى إلى غيمة قاتمة من الخوف والذل والشعور بالدونية مقارنة بغيرها من سائر الأمم على كوكب الأرض ..

لقد وصل حال الأمة العربية والإسلامية إلي أدنى مستوى من الانحطاط القيمي والأخلاقي في مرحلة لم  يكن يتوقع الوصول إليه  اشد المتشائمين وما ذلك إلا نتيجة حتمية لتسلط الظالمين والطغاة من مغتصبي السلطة وقاهري الشعوب والذين لم يسوءهم حال الأمة بقدر ما يهمهم الحفاظ علي عروشهم على حساب كل فضيلة ..

لقد فطن العدو لمكامن خلل الأمة وسعى إلى الولوج عبره وتوسيع رقعته وصد أي محاولات لردم ذلك الخلل والتشكيك في كل صوت مبحوح ينادي بإعادة النظر في الواقع المتردي للأمة حتى لا تقوم للأمة قائمة بل تظل تستجدي أمنها ولقمة عيشها من بين مخالب أعدائها..

إن صحوة الضمائر في الشعوب الغير عربية والغير إسلامية ومواقف أنظمتها السياسية قد تعدت بخطوات وأميال مواقف أخوة الدم والدين والتاريخ والمصير الواحد نحو القضايا العربية والإسلامية المصيرية خاصة قضية فلسطين عامة وغزة علي وجهة الخصوص وما موقف دولة جنوب أفريقيا إلا نتيجة الغياب المفتعل لمواقف امة الإسلام ومنظماتها وفي المقدمة منظمة الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي المتوافقتين مع رغبات حكام الجور وسلاطين الظلم والاستبداد.

اليوم ورغم ما حل بالأمة إلا أن بوادر الصحوة المجلجلة يظهر في أفق العتمة والذي من المتوقع اتساعه ولو علي المدى البعيد والذي أن انبثق فانه لن يبقي ولن يذر من عوامل المذلة والارتهان وأسباب التردي المستفحل في نخب وأنظمة الأمة بل لا شك انه سيقتلع كل ما كان له دور في وصول حال الأمة إلى ما هي عليه بما في ذلك أنظمة القهر والاستبداد باعة الأوطان وناهبي الثروات وحينها لن يكون للأثر الغربي والصهيوني ولا لرياح العمالة والارتهان أي دور في الترويض أو الاختراق لطوفان الصحوة المتوقعة والتي رسم ملامحها طوفان الأقصى الهادر ..

 اقرأ أيضا للكاتب:المفكر الكبير القاسم بن على  الوزير ….مسيرة جهاد .. وعنوان تضحية

اقرأ أيضا:باب الجحيم الذي لن يتمكن الغرب من السيطرة عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى