الكلكتابات فكرية

تجاوزات لا تغتفر في زمن الحرب !!

جاءت الحرب وانهالت بكل ثقلها على كاهل المواطن المسكين وكادت أن تقصم ظهره ، فمقومات العيش شبه منعدمة تماما ، فلا رعاية صحية ولا تعليم متكامل ، ولا خدمات متوفرة ، ولا كهرباء ولا ماء ولا تصريف صحي ، ولا نظافة كما ينبغي ، كل ذلك فرضته علينا الحرب اللعينة ، والألعن منها من قام بها وخطط ومول وساعد وتقاعس وسكت عنها .

وفي الجانب الآخر نزوح وتشرد وفقر وانعدام مأوى ، ووباء منتشر يكاد يفتك بالجميع ، والأعرب من ذلك صمت دولي وعالمي بل وإيعاز من الأمم المتحدة ومجلس الأمن في استمرار تلك الحرب التي ليس منها فائدة سوى القتل والتدمير والقضاء على الشعب اليمني ، ليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه ، إنما كان مدخلا لما أريد أن أبوح عنه …

هناك وعلى مستوى الحارات من هم في أشد الحاجة إلى المساعدة ، فهم لا يملكون حتى الوجبة الواحدة ، وإذا توفرت انعدمت الوجبة التي تليها ،وهناك من هم أعزاء نفوس، ويعلم جيرانهم ومن حولهم أنهم محتاجون وهؤلاء ومثلهم الكثير لا يحصلون على سلات غذائية ومساعدات من منظمات وغيرها والسبب سوء التوزيع وعدم تفقد المساكين المستحقين على مستوى الحارت والسؤال عنهم .

وفي المقابل هناك أسر في غنى عن المساعدة ، ولديهم ما يكفيهم لسنين قادمة من مواد غذائية وغيرها بل وتجارات وسيارات وبيوت ملك ، ورغم هذا تسلم لهم مساعدات وسلال غذائية هم في غنى عنها ، والكل يعلم ذلك .

 

اللوم كل اللوم على عقال الحارات ومشرفي أنصار الله ، أقول لهم لماذا كل هذا الإهمال في حق المحتاجين ولماذا المحاباة والإسراف لمن هم في غنى عن تلك المساعدات ، لماذا لا تتلمسون حاجات ساكني حاراتكم ، وتكتشفونها عن كثب ، من باب الإنصاف ومن باب التكافل الاجتماعي ، لتصل تلك المساعدات لمستحقيها ، فهناك من أمنكم في توصيلها الى مستحقيها وانتم بفعلتكم هذه تخونون تلك الامانة وسيسألكم الله عنها وستكون نكالا عليكم ، وبدلا من ان يكون لكم أجر كبير ، سيكون عليكم وبالا ، فهذه لعمري تجاوزات لا تغتفر والأفظع من ذلك أنها في زمن الحرب ، فما هكذا تؤدى الأمانات  يا عقال الحارات ويا مشرفي أنصار الله ..  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى