كتابات فكرية

أبو هادي .. هامةٌ وقامة !!

أبو هادي .. هامةٌ وقامة !!

كتب : حسين السراجي

صاحب القامة السامقة التي أذلت الهيمنة .

صاحب الهامة الشامخة التي لم تنحنِ إلا لخالقها .

صاحب الراية التي لم تعرف انتكاسة .

صاحب الابتسامة التي نالت عشق الجماهير .

صاحب السماحة والفضيلة .

صاحب الملاحم التي هزمت كيان الاحتلال .

رمز الشجاعة والتضحية والقيادة الحكيمة .

مع خذلان الناصر وقلّة العدد ، عرج إلى بارئه سيِّدٌ سادات الكلمة والموقف ، وهو مضرّجٌ بدمائهِ الزكيّة ، على خطى سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) .

ولماذا الخذلان والتآمر على رجل عظيم كهذا ؟!

فقط وألف فقط .. لأنك آمنت حقاً بالقضية فتآمر عليك العرب والعجم !! وهذه هي المرة الأولى التي تغادر فيها دون موعد .

أكتب إليك في عليائك وتخنقني العبرة وأنا الذي مسّني الشوق لرؤيتك حياً ومنعني وسام الشهادة  من لقائك .

ثلاثة وثلاثون من العمر الجهادي القيادي وأنت منا ونحن منك ، لم تحل بيننا أثقال جبال ولا مسافات طوال .

أكتب إليك في وداعك فتتوه الكلمات وأنا الذي كسرني الرحيل بشهادتك وأخذني أنين الروح في رثائك .

أهكذا تتحقق الأمنية يا من كانت أقصى أمنياته أن يحقق هذا الشرف شهيداً ؟!

كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك تبقى قاصرة أمام قامتك وعمامتك .. كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر من هامتك التي لم تنحن إلا لله عز وجل .

كل الكلمات التي يمكن أن تقال تعجز عن وصف حبك للوطن والأمة وقضاياها ومستضعفيها كـ انتماء الشرف وولاء العز والفخار والمجد .

السيد حسن سلام الله عليه لم يكن مسلماً شيعياً فقط فقد كان قاسماً مشتركاً بين عموم المسلمين الشيعة والسنة وحتى الدروز وقاسماً مشتركاً بين المسلمين والمسيحيين والبوذ والهندوس .

إنه قائد أممي نظرته الإسلامية تشمل المسلمين كافة وتحتوي بني البشر .

كان عجيباً في نظرته للإنسان ورؤيته للبشرية فلم يختلف في حقه غير الوهابية وأزلام أنظمة التطبيع المتصهينة !!

زعماء الصهينة

فقهاء الوهابية

إعلاميوا الصهينة

ناشطوا الصهينة

منافقوا العرب

جميعهم سقطوا في مستنقع البغض .

كشفهم السيد الشهيد الراحل كما كشف المنافقين جدُّه عليٌ (ع) من قبل .

فضحهم الموقف منه فالحقيقة أنه قسم المسلمين قسمين : محبٌ ومبغض .

لا أهتم بالرد على الإعلاميين والناشطين والمنافقين وأدوات الإستحمار فهؤلاء تشرَّبوا الصهينة والخيانة ورضعوا الخبث والعمالة واتخذهم الشيطان مطية وأعتبر الردود عليهم إشهاراً وتكثير سواد وهذا ما لا يستحقونه .

الذي يلفت انتباهي هو فقاعات الوهابية الصوتية التي شغلت الدنيا ضجيجاً وشحتاً وتسولاً وبكاءً وبلغوا مراتب الثراء باسم فلسsطين والقضية الفلسsطينية والقدdس .

لم يتركوا نكبة مسلم أو مصيبة شعب في بلد إسلامي إلا وشحتوا باسمها .

قتلوا المسلمين وذبحوهم بالسواطير !!

مزَّقوا شمل المسلمين وفرَّقوهم !!

طحنوا المسلمين !!

شوهوا صورة الإسلام !!

لا أدري كيف تحللوا الدماء ؟! وكيف حاولوا إقناع العوام بأن خطر الشيعة يفوق خطر اليهود ؟!

هل هم مقتنعون بذلك ؟! أم أن هناك من يُسيِّرهم ويملي عليهم ؟!

ضربٌ من الخيال لو فكرت بجدوى قناعتي بأن خطر المسلم على المسلم يفوق خطر عدوهما ؟!

السيد الشهيد لم يكن طائفياً ولا مذهبياً فكل اهتمامه الإسلام وقضايا الأمة ومواجهة العدdو الحقيقي للأمة .

حاول بكل جهد ووسيلة إقناع المبغضين فما ازدادوا إلا بغضاً ونصباً وحقداً وكراهية !!

وهل يملك الصهيوني ديناً أو في قاموسه خلق ؟! ﴿ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ بِما كانوا يَكذِبونَ ﴾ البقرة 10 .

في عصرك يا سيدي الشهيد ذابت المذاهب وانطفأت جذوتها ومع استشهادك ظهرت حقائق ما تبقَّى ليؤكد أنه لم يبق غير الحق وأهله والباطل وحزبه فقط .

أخاطبك اليوم يا سيدي بكلمات نزار قباني :

قتلناكَ يا جبل الكبرياء

وآخرَ قنديلِ زيتٍ يضيءُ لنا في ليالي الشتاء

وآخرَ سيفٍ من القادسية

قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا وقُلنا المنية

لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا ؟

فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا

سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ

رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ

أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ

لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ ؟

لماذا ظهرتْ ؟

فنحنُ شعوبٌ من الجاهلية

ونحنُ التقلّبُ .. نحنُ التذبذب .. والباطنية

نُبايعُ أربابنا في الصباح ونأكلُهم حينَ تأتي العشية !!

يا سيدي العظيم : كما كنت تعدنا بالنصر دائماً نعدك بالنصر مجدداً .

عهداً سيدي القائد الشهيد أن نُبْقِى الكتف على الكتف ، والقلب مع القلب ، والساعد مع الساعد ، ولن يزيدنا القتل والعدdوان إلا ثباتاً ورسوخاً وإيماناً دفاعاً عن قضايا الأمة .

الختام : لا يحب السيد حسن إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق .

المكلوم / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .

اقرأ أيضا للكاتب:أبو هادي .. قمر بني هاشم !!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى