“واشنطن بوست”: تم الاستعداد لـ”طوفان الأقصى” قبل عامٍ على الأقل
“واشنطن بوست”: تم الاستعداد لـ”طوفان الأقصى” قبل عامٍ على الأقل
“واشنطن بوست”: تم الاستعداد لـ”طوفان الأقصى” قبل عامٍ على الأقل
الثلاثاء10 أكتوبر2023 تحدث مسؤولون استخباراتيون أميركيون وإسرائيلييون عن الاستعداد الواضح والتجهيز طويل الأمد الذي قامت به المقاومة الفلسطينية لإنجاح “طوفان الأقصى”، مُشيرين لصحيفة “واشنطن بوست” إلى وضوح الدعم الإيراني على نطاق واسع حسب زعمهم.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنّ المقاومين الفلسطينيين الذين قاموا بالهجوم المفاجئ على المستوطنات الإسرائيلية والمقاومين الذين يقفون خلفه قاموا بالتخطيط للهجوم “قبل عامٍ على الأقل”، وأنّ ذلك تمّ “بدعمٍ رئيسي من حلفاء المقاومة الإيرانيين”.
وقالت الصحيفة إنّ الإيرانيين قدّموا التدريب العسكري والمساعدة اللوجستية للمقاومة الفلسطينية في غزّة، إضافة إلى “عشرات الملايين من الدولارات لشراء أسلحة”.
ونقلت الصحيفة في تقريرٍ نشرته الاثنين عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين وإسرائيليين قولهم إنّ “الدور الدقيق لإيران في الأحداث التي وقعت السبت لا يزال غير واضح”، مشيرةً إلى أنّ الهجوم “يعكس طموح طهران المستمر منذ سنواتٍ لمحاصرة إسرائيل بجيوش من المقاتلين المسلحين بأنظمة أسلحة متطورة بشكلٍ متزايد، وقادرة على ضرب العمق الإسرائيلي”.
ولفتت إلى أنّ حركة حماس استفادت من “ضخ كمياتٍ هائلة من الأموال الإيرانية”، وكذلك من المساعدة الفنية لتصنيع الصواريخ والطائرات من دون طيار مع أنظمة التوجيه المتقدمة، إضافة إلى التدريب على التكتيكات العسكرية التي “حدث بعضها في معسكرات خارج قطاع غزّة”، كما أكّد المسؤولون للصحيفة.
المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أكّدوا للصحيفة أنّه “ليس لديهم الدليل القاطع على أنّ إيران سمحت أو نسّقت بشكلٍ مباشر بشأن الهجوم الذي أودى بحياة المئات مِن الإسرائيليين، وأصاب الآلاف أيضاً”.
من جهته، أعلن قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، أن ما حدث يوم الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) هو “هزيمة عسكرية واستخبارية للكيان الإسرائيلي لا يمكن ترميمها”.
ولفت إلى أنّ ما حصل عمل قام به الفلسطينيون، وكل من يقول غير ذلك “مخطئ ومستهتر بالشعب الفلسطيني”.
على نفس الصعيد قال قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي،مساء اليوم الثلاثاء، إنّ القرار في “طوفان الأقصى” هو قرار فلسطيني ،ويمتلك في ذلك كل الشرعية،وقد تفاجأ به العدو والصديق.
وشدّد قائد الثورة ، في كلمته بشأن آخر المستجدّات في الساحة الفلسطينية، على أنّ الشعب اليمني حاضر لفعل كل ما يستطيع فعله لأداء واجبه المقدّس بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأجرت “واشنطن بوست” مقابلةً مع مسؤول استخباراتٍ غربي، طلب عدم الكشف عن اسمه أو جنسيته، أكّد فيها أنّه “إذا قمتَ بتدريب الناس على كيفية استخدام الأسلحة، فإنّك تتوقّع منهم أن يستخدموها في نهاية المطاف”، مُشيراً إلى الهدف من الدعم الإيراني.
وقال المسؤول إنّ التحليل الذي أُجري في أعقاب الهجوم يشير إلى أنّ “حماس كانت تستعد للهجوم منذ عدّة أشهر”، لافتاً إلى أنّها بدأت على الأقل بالاستعداد في منتصف عام 2022.
وفي المقابلات التي أجرتها الصحيفة ضمن تقريرها المطوّل، أعرب أكثر من 12 محللاً استخباراتياً وخبيراً عسكرياً عن دهشتهم من “تسلّل وتعقيد هجوم حماس” الذي تضمّن غاراتٍ منسّقة عبر الحدود الإسرائيلية من قبل مئات المسلحين “براً وبحراً وجواً” وعبر الطائرات الشراعية الآلية.
ورافقت الهجوم البري مجموعات من الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي بدأت تتدفق عبر السياج بين شرقي قطاع غزّة في وقتٍ مبكر من يوم السبت، وأصابت أهدافاً بدرجةٍ عالية من الدقة لم تشهدها هجمات سابقة، بحسب ما أشارت “واشنطن بوست”.
وأضافت الصحيفة بأنّ استخدام الطائرات الشراعية يُذكّر بالهجوم الذي شنته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على المستوطنات الإسرائيلية شمالي فلسطين المحتلة عام 1987، والذي أسفر عن مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.
يُذكر أنّ المقاومة الفلسطينية بدأت منذ ساعات فجر السبت معركة “طوفان الأقصى” التي أعلنها القائد العام لكتائب القسّام محمد الضيف، والتي تخلّلها إطلاق صواريخ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وإنزالٌ مظلي للمقاومين خلف خطوط العدو، تبعه دخول المئات منهم ليقتحموا ويسيطروا على عدّة مستوطنات في منطقة غلاف غزة.