هذا ما حدث ليلة ٢٦ مارس بصنعاء بوجود المبعوث الدولي
هذا ما حدث ليلة ٢٦ مارس بصنعاء بوجود المبعوث الدولي
عبدالرحمن مطهر
بعد منتصف ليل ٢٦ مارس ٢٠١٥ وتحديدا الساعة الثانية صباحا استيقظ سكان العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية على أصوات انفجارات غير مسبوقة ، اهتزت لها المنازل ، كان يوما كيوم البعث، غير مستوعبين ما يسمعونه من أصوات انفجارات مرعبة لصواريخ شديدة الانفجار تحملها حوالي ٥٠٠ طائرة f15 و16 أمريكية الصنع على منازل المدنيين في تلك المناطق في عدوان غاشم تقوده الشقيقة الكبرى من خلال تحالف دولي عربي وبدعم أمريكي غربي صهيوني، ارتكبت خلاله أبشع المجازر والجرائم بحق الإنسانية في صمت مريب للمجتمع الدولي ومنظماته المنافقة.
استمر هذا العدوان لثمانية أعوام تماما وعامل كامل عاشته اليمن في ظل تهدئه بعد الاتفاق مع دول العدوان بوساطة عمانية.
تم خلال كل هذه السنوات قصف المنازل والتي تقدر بحوالي 700 ألف منزل وصالات الأعراس وصالات العزاء ، قصفت مئات المساجد والمدارس والمستشفيات ، كما قصفت مختلف الطرق والجسور والأسواق ، تم كل قصف كل ما يتوقعه الإنسان بحقد غير مسبوق تحت مبررات واهية وهي إعادة ما يعتبرونها الشرعية ، وفي الأخير التحالف العدواني هو من انقلب على من يسمونها الشرعية.
عدوان راح ضحيتها الملايين ما بين شهيد وجريح ، وسقط الملايين من نقص الأدوية والجوع والفقر وانعدام صرف رواتب الموظفين، في حرب لم يشهد لها التاريخ مثيل .
عدوان شهد ألاف المجازر منذ أول ليلة حيث دمر منازل حي كامل في بني حوات حي المطار بأمانة العاصمة في الليلة الأولى راح ضحيتها العشرات من الأبرياء من النساء والأطفال بينهم عائلة كاملة، منهم الشاب علي محمد عبده الجرموزي، وزوجته حنان، وطفلاهما؛ نجم الدين (٩ أشهر) ومحمد (٣ سنوات)، وأم زوجته.
فيما نجا من المذبحة، ليعيش جحيم المأساة؛ طفلاهما الآخران: مريم وزين العابدين (٩ و ٥ سنوات) اللذين تم انتشالهما من تحت الأنقاض ومن أحضان الموت.
حدث هذا العدوان وكل هذه المجازر الدموية في ظل وجود المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر ، وكانت المكونات والأحزاب السياسية تتحاور في فندق موفنبيك ، وكانوا جميعا على وشك الوصول على اتفاق نهائي ينهي الأزمة السياسية التي كانت قائمة، حسب تصريحات المبعوث الدولي بن عمر .
لذلك لا يمكن أن ينسى الشعب اليمني هذا العدوان الذي لايزال قائما ولن ينسى للشقيقة الكبرى صنيعها في اليمن، والحديث عن التسع السنوات من العدوان لا يكفيها اسطر معدودة ولا حتى مجلدات للحديث عما يعانيه الشعب اليمني من تعب وضيق وفقر ودماء ودمار ودموع ولا يزال، وكما يقول المثل “لا تموت العرب إلا متوافيه”.
اليوم..ومع دخول العام العاشر للعدوان على اليمن ،يدخل الشعب اليمني في حرب مباشرة مع قوى الاستكبار العالمي ثلاثي الشر “أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني” ويجدد دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لعدوان وحشي غير مسبوق من الكيان الصهيوني في ظل صمت وتخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق، حيث تجاوز عدد الضحايا أكثر من 100 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء ، بل وصلت جرائم الكيان الصهيوني إلى اغتصاب النساء أمام أزواجهن وأولادهن ومن ثم قتلهن ، كل تلك الجرائم التي يندى لها الجبين لم تحرك ساكنا لدى الحكام العرب الذين يعيشون حياة الذل والهوان والخنوع.
فقط الشعب اليمني تحت قيادته الثورية والسياسية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي من تصدر المشهد إلى جانب محور المقاومة للرد على هذا العدوان الهمجي الوحشي .
هذا الرد بالتأكيد كلف الكثير الشعب اليمني الذي كان على وشك الوصول على اتفاق مع تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، حيث ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية وما زالت على الرياض لعرقة تنفيذ الاتفاقات التي تمت برعاية عمانية أوممية .
وذلك للضغط على العاصمة صنعاء عاصمة الصمود والتحدي للتخلي عن دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني ، خاصة عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر والتي أحرجت الولايات المتحدة بشكل كبير ، وكسرت كبريائها وحطمت أسطورتها البحرية التي لا تقهر.
في هذا الصدد أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأنه ليس هناك أي مبرر لاستمرار السعودي والإماراتي في المماطلة الواضحة من استحقاقات السلام في ظل المرحلة الراهنة”.
وقال في كلمته مساء أمس بمناسبة الذكرى التاسعة للصمود الوطني أمام أبشع تحالف عدوان ي عرفته اليمن :ينبغي على السعودي والإماراتي أن ينتقلا من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام إذا كانوا يريدون فعلاً السلام الذي فيه مصلحة فعالية وحقيقية للجميع، والخطوات الجادة وفق اتفاق واضح يتضمن ما كنا نؤكد عليه وما جرت المباحثات والمفاوضات بشأنه على مدى كل المراحل الماضية، اتفاق يفضي إلى إنهاء تام للحصار والعدوان والاحتلال وإلى تبادل الأسرى وإنهاء المشكلة لما فيه خير ومصلحة للجميع”.
وأشار إلى أن استحقاقات السلام وفق ما تم التأكيد عليه في الماضي، واضحة تتمثل في إيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار وهي استحقاقات واضحة وبينة ومطالب مشروعة ومنصفة للشعب اليمني.
وقدّم السيد القائد النصح لتحالف العدوان بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى اتفاق واضح وفق ما تم حوله من مباحثات ومفاوضات مباشرة من أجل ذلك والخروج من هذه الحالة.
وقال “ليس هناك أي بلد عربي له مصلحة فعلية وحقيقية في خدمة السياسات الأمريكية، وعاقبة ذلك الخسران والوبال، لذلك ننصح الكل بالتحرر من التبعية العمياء لأمريكا وموقفنا في هذه المرحلة واضح ونأمل أن نصل لحل منصف وعادل يفضي لتنفيذ هذه الاستحقاقات للسلام، أما الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني فموقفنا واضح تجاههم