جولة عبداللهيان للخليج.. الأهمية والأهداف
جولة عبداللهيان للخليج.. الأهمية والأهداف
السبت24يونيو2023 تشهد المنطقة العربية عامة، والخليجية بشكل خاص حراكا دبلوماسيا على مستوى تحسين العلاقات وحل الملفات العالقة مع دول الجوار، لا سيما مع إيران.
وفي خضم إعادة علاقات طهران مع الكثير من الدول العربية والخليجية، وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى الإمارات الخميس، قادما من الكويت.
وبدأ عبد اللهيان الأسبوع الماضي جولة خليجية شملت قطر وسلطنة عمان، إضافة إلى الكويت والإمارات ضمن سلسلة زيارات رسمية تستهدف مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية الجولة الإيرانية في الخليج، والهدف منها وسر توقيتها، وعلاقاتها بما يحدث من تطورت في المنطقة وعلى المستوى الإقليمي.
وفي هذا الإطار اعتبر الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن الجولة الخليجية لوزير خارجية بلاده تهدف إلى التشاور مع دول الجوار وتوطيد العلاقات معها في المقام الأول.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تضمنت الزيارة أهدافا أخرى بحسب كل بلد، حيث كان هناك لقاء مع المنسق الأوروبي للشؤون الخارجية في الدوحة بهدف إعادة تفعيل مفاوضات فيينا، وفي عمان اتصالات مع المفاوضين اليمنيين للمساعدة في تسريع مفاوضات السلام اليمنية- اليمنية.
حيث التقى عبداللهيان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام ، دون ذكر تفاصيل عما دار خلال اللقاء ، غير ان ايران تبحث مع كافة الدول المعنية بوقف العدوان ورفع الحصار على اليمن.
وقال ابشناس: إن هناك شائعات تحيط بالزيارة حول اتصالات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد تسوية سياسية بينهما بشأن تعليق العقوبات الأمريكية مقابل تعليق بعض نشاطات إيران النووية دون التوقيع على أي اتفاقية رسمية.
في السياق، اعتبر الدكتور مبارك الهاجري، المحلل السياسي الكويتي، أن الجولة الخليجية التي يجريها وزير الخارجية الإيراني وتتضمن زيارات إلى الكويت وقطر والبحرين، تأتي بهدف توثيق العلاقات وتوطيدها مع هذه الدول.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تأتي هذه الزيارات بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، بالإضافة إلى عودة العلاقات وفتح التمثيل الدبلوماسي ما بين سفارة قطر والإمارات.
ويرى الهاجري أن عودة إيران إلى الصف الخليجى مهمة ومباركة من قبل الدول الست، فيما كانت السعودية مبادرة في عودة الدبلوماسية الإيرانية إلى المنطقة.
وفيما يتعلق بأهداف الزيارة، أوضح أن هناك أهداف سوف ترسم ملامح هذه الزيارة من ضمنها الاقتصادية والتعاون في تنفيذ خطط واستراتيجيات إنتاج أو حصص الإنتاج فى منظمة أوبك بلس كون إيران عضوا في هذه المنظمة.
وشدد على أهمية الزيارة في تحسين العلاقات بين إيران ودول المنطقة، وكذلك ضمان الاستقرار، خاصة بالنسبة للشأن الخليجي.
ولفت إلى أن هناك بوادر حلول دبلوماسية لأزمات المنطقة، منها حرب السعودية مع اليمن وسيكون لإيران دور بارز فيها، وكذلك السعي لحل أزمات العراق والاضطرابات السياسية التي يشهدها، وتحسين علاقاتها مع الخليج، مؤكدا أن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد في استقرار المنطقة.
خطوط متوازية
بدوره، اعتبر الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن كثافة النشاط السياسي لوزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وجولاته الخارجية خاصة جولته الخليجية الرباعية إلى عمان وقطر والكويت والإمارات فضلا عن جولات الرئيس رئيسي اللاتينية والأسيوية واستقبال وزير الخارجية السعودي في طهران؛ تشير إلى أن إيران تريد أن تقول إنها “مركز للدبلوماسية في الشرق الأوسط”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، إستراتيجية إيران تلك لا تنبع من رغبتها في تحسين علاقاتها الخارجية فحسب، لكن أيضا من تقييمها للنظام العالمي الحالي الذي يعاد تشكيله وهي تريد أن تصبح إحدى ركائز النظام العالمي الجديد الناجم عن تحلل أمريكا من التزاماتها التاريخية في الشرق الأوسط.
ولفت أبو النور إلى أن إيران هنا تسير في عدة خطوط متوازية، منها تحسين علاقتها مع محيطها الإقليمي والقاري والتباحث غير المعلن مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن الأمر الأهم في هذا السياق هو محاولة طهران تهميش تأثير واشنطن في السياسة الدولية، من خلال انخراطها في منظمات وتجمعات اقتصادية ليس للولايات المتحدة تأثيرا عليها مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة بريكس.
وتأتي هذه التحركات بعد أن وافقت المملكة العربية السعودية، أخيرا، على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي قُطعت في عام 2016.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، في وقت سابق، أن طهران عينت المساعد السابق لوزير الخارجية الإيرانية للشؤون الخليجية علي رضا عنايتي، سفيرا لدى المملكة العربية السعودية.