الدكتورة الهام المتوكل..قصة حزن لا تنتهي
الدكتورة الهام المتوكل..قصة حزن لا تنتهي
عاشت الدكتورة الهام محمد عبدالملك المتوكل استاذ القانون المشارك بجامعة صنعاء رحمها الله السبع السنوات الماضية تقريبا ، حياة مأساوية جدا، وتحديدا منذ اختطاف زوجها الدكتور مصطفى حسين المتوكل ،مطلع العام 2017 من نقطة الفلج سيئة الصيت بمحافظة مأرب، وذلك أثناء عودته من تمثيل اليمن وجامعة صنعاء في مؤتمر علمي اقتصادي بالعاصمة المغربية الرباط، لا لسبب سوى أن متوكل بسبب لقبه فقط في ابغض صور العنصرية وأقبحها.
وبعد ذلك بحوالي ستة أشهر توفي نجلها الحسين مصطفى حسين المتوكل، الذي لم يتجاوز عمره الـ 24 عام ، في ظل ظروف غامضة في ماليزيا ، أثناء دراسته للهندسة الكيمائية هناك.
حينها تدهورت صحة الدكتورة الهام المتوكل فقرر الأطباء ضرورة اجراء عملية جراحية لقلبها الذي لم يتحمل كل هذا الحزن ، وقرر الأطباء ضرورة تغيير الصمامات .
وفي أكتوبر من العام الماضي تجدد لها بعضا من الأمل ، وذلك بتفوق أبنها محمد وتخرجه من كلية الصيدلة رغم ظروفه الصعبة وأسر والده ووفاة أخيه بظروف غامضة خارج البلد، لكن كان خلفه جبل كبير يستند إليه إلا وهو والدته الدكتور ة الهام المتوكل.
تفوق محمد أعاد الكثير من الأمل والقوة والعزيمة للدكتورة الهام بأن الحياة لم تتوقف عند اختطاف زوجها ووفاة ابنها الحسين.
وفي الأيام الأخيرة من حياة الدكتورة الهام شعرت بقرب اجلها لذلك كتبت منشور على صفحتها بالفيس بوك في 12 من الشهر الجاري مناشدة دول العدوان للإفراج عن زوجها الدكتور مصطفى فقالت فيه :” عملت عملية القلب المفتوح استبدال صمام قبل ٨سنوات ،وقالوا أن الصمام يعيش من ١٢ سنه الى ١٥ سنه،لكن على مايبدو أن صمامي قرر التقدم في الرحيل والانتهاء ، لايهمني ذلك.
الأعمار بيد الله وأنا مشتاقة للاعزاء الراحلين من الدنيا، لكن الذي سوف ينكد عليا رحلتي اختطاف واسر زوجي الدكتور مصطفى حسين المتوكل، ٦ سنوات كاملة حتى ٢٧ ابريل الشهر المقبل ، لايهم ما اتى به الرحمن فهو على العين والرأس، لكن يؤلمك المخلوق ومحاولته اذيتك بكل الوسائل ، اعتقد اذيتونا وانتقمتوا منا بمايكفي رغم عدم علمنا لماذا ، امد يدي للسلام وادعوكم للافراج عن الدكتور الذي لم يمسك سلاح في حياته ولم يؤذي بشر إطلاقا،أمين أثناء توليه للوظائف عامة او خاصة، لايستطيع السكوت على الباطل أبدا وإذا فشل في محاربة قوى الفساد نائ بنفسه عن الوقوع في الغلط وقدم استقالته بكل قوة بغض النظر عما يستلمه وحاجتنا اليه
أطالب السعودية بالإفراج عن زوجي فالحل في يدها وليس في يد أي من الأطراف ، دعوني اراه قبل أن يقول القدر كلمته ، تذكروا أن الهاشمي أيضا بشر ونسبه ليس ذنب يعاقب عليه”.
أما آخر منشور للدكتورة الراحلة فكان قبل حوالي ثلاث أيام قالت فيه :”حين سمعت بالاتفاق الأخير على صفقة تبادل الأسرى ، خفق قلبي المريض فرحاً وأملاً أني أخيراً قد أرى زوجي الأسير لدى السعودية منذ ٦ سنوات، رجوت قلبي أن يصمد ثلاثة أسابيع أخرى حتى يتم ذلك اللقاء واطمئن إني تركت أولادي في كنف والدهم.
لكن الخبر وقع علي وعلى أسرتي كالصاعقة حين سمعنا أن الصفقة لا تشمل الدكتور مصطفى المتوكل.
منذ اعتقال زوجي وأنا أوجه اللوم لخاطفيه في مأرب والسعودية، وأطالبهم بالإفراج عنه دون قيد أو شرط لأنه إنسان مدني لم يؤذ أحداً ولم يرتكب أي جريمة، وكانت كل جريمته هي لقبه. لكني اليوم ولأول مرة سأوجه عتابي لأنصار الله، الذين وعدونا بأنه سيكون ضمن قائمة كشوفات التبادل، ولكن النتيجة اليوم لا تقول شيئاً سوى أنهم خذلونا. هذا الخذلان لا يقل قسوة عن الخطف لأن النتيجة واحدة.. استمرار اعتقال الدكتور مصطفى وفقدان الأمل في من وثقنا في كلمتهم وفي صدق وعدهم. وللمرة الأولى سوف أتوجه بخطابي لأنصار الله وليس للسعودية وحلفائها. لماذا لم يكن زوجي ضمن صفقة التبادل؟ لماذا خذلتمونا؟”.
هذا وكان والدها الاستاذ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قد استشهد في شهر نوفمبر من العام 2014 أثناء سيره راجلا وبمفرده بالقرب من منزله، ليخسر اليمن برحيله أحد الشخصيات المؤثرة في التاريخ المعاصر.
ويوم أمس الأحد 26مارس 2023 الموافق الرابع من شهر رمضان 1444ه رحلت الدكتورة الهام محمد عبدالملك المتوكل بحزنها منتقلة إلى رحمة الله تعالى تاركة خلفها قصة أمرة عظيمة صبرت على البلاء بكل صبر واحتساب .
أقرا أيضا:اتحاد القوى الشعبية يعزي في وفاة الدكتورة الهام محمد عبدالملك المتوكل