متى يدرك البعض ما نحن فيه؟!!
متى ما تساءلنا عن سبب انقطاع المرتبات قال البعض : السبب الحصار الاقتصادي ونحن في حالة عدوان وحرب – ومتى ما قلنا أين الكهرباء والماء ردد البعض العبارة نفسها.
عبارة نسمعها تردد في المجالس والمقايل والشوارع وفوق الباصات والغريب أن العبارة نفسها نجدها أيضاً عند مسؤولينا في أعلى مناصب الدولة أصبحت هذه العبارة تقلق راحة الكثيرين منا وجميعنا يتساءل ماذا نفعل لو كان بأيدينا إيقاف العدوان وبأيدينا إيقاف الحرب لفعلنا وما ترددنا للحظة واحدة حتى نتخلص مما نعانيه ومما نحن فيه.
يعني ما دمنا في حرب وعدوان كما يقولون لا داعي من أن نأكل أو أن نشرب ولا داعي من أن نحصل على الدواء إذا مرضنا وليس من الضروري أن يسافر أحدنا لزيارة أهله ـ أطفاله وزوجته ـ من كانت أسرته لا تقيم معه في نفس المكان الذي يقيم فيه ـ مكان عمله ـ ولا داعي من الكهرباء التي تضيء ليلنا المظلم. ولا داعي من أن نلبس ويلبس أولادنا وبناتنا الثياب الجديدة أو النظيفة حتى في الأعياد والمناسبات ولا يجب أن يلهو أطفالنا في الحدائق والملاعب أو أن يبتاع أحد ناله ولأولاده شيء.
ما رأيكم أيه المسؤولون وأنتم أيه الإخوة؟
أصبحنا في حالة ميؤس منها لولا رحمة رب السماء سبحانه.
البعض ضاقت به الحياة ذرعاً ومن ضعف إيمانه وقل صبره انتحر والثاني يتسول ومعه أطفاله في المسجد أو الأماكن العامة والثالث لا يجد حق الدواء والرابع والخامس وكذا السادس والسابع إلى مالا نهاية كلاً لا يجد قوت يومه !!!
كيف للباحث أن يشتري كتب ومراجع لينجز أبحاثه وكيف للأستاذ أن يعطي طلابه كيف له أن يستخدم النت كيف للجامعي أكان طالباً أو أستاذ أن يقوم حتى بتصوير كتب وأبحاث ومراجع ليقوي علومه ومعارفه.
الكثيرين من الطلاب والطالبات لا يستطيعون متابعة الأستاذ في المحاضرات كونهم لا يملكون أجرة الباص للذهاب إلى الجامعة.
كيف للأطفال أن يذهبوا إلى مدارسهم فنراهم بدل من ذلك يذهبوا إلى المدارس ليبيعوا أشياء رخيصة الثمن أو يتسولون في الشوارع والأماكن العامة.
ستقل نسبة التعليم ويعم الجهل ستزداد نسبة الوفيات مع انتشار الكثير من الأمراض وخير دليل مرض الكوليرا وستزداد نسبة الفقر.
كان الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والقلب والحالات النفسية وغيرها ممن لا يجدن قيمة الدواء يحصلون عليه نهاية كل شهر من بعض المراكز الصحية كالمستشفى الجمهوري مثلاً.
على الجميع أن يدرك ويعي ما نحن فيه سواءً كان مسؤولاً يقلد منصباً أو مواطناً عادياً
فمتى يدرك الجميع إذن ما نحن فيه؟؟؟