غزاة…وكيان خبيث
د. أحمد صالح النهمي
وصفت الرياض السعودية في عددها الصادر أمس الخميس 21يونيو 2018م حزب الإصلاح بأنه (كيان خبيث) وأن جماعة الأخوان التي ينتمي إليها الإصلاح (حركة وصولية انتهازية) تريد أن تستثمر انتصارات التحالف لصالحها في إشارة إلى معركة الحديدة وبيان الإصلاح الأخير المساند للتحالف جملة وتفصيلا.
الإصلاح الذي يقاتل منذ ثلاث سنوات، وقدم آلاف القتلى من عناصره، بين يدي قوات التحالف ما يزال في نظرهم مجرد كيان خبيث، وصولي انتهازي، وهذه النظرة لن تختلف كثيرا بالنسبة إلى بقية الكيانات الأخرى التي تقاتل في صفوفه
الحقيقة التي بات كل ذي عقل يدركها هي أن التحالف لم يغامر في عدوانه على اليمن، ويضحي بهذه الخسائر الفادحة إلا من أجل أجندته الخاصة وأطماعه اللامشروعة وخدمة لقوى النفوذ العالمي في ممرات اليمن المائية وجزره الاستراتيجية.
والحقيقة الأخرى هي أن التحالف ينظر باحتقار لليمنيين الذين يقاتلون في صفوفه ولهذا يقدمهم لمحارق الموت في معارك لا حيطة فيها لتجنب حساب الخسائر البشرية، والأدهى من ذلك أن طيران التحالف نفسه قصفت غاراته عشرات المرات من يقاتلون في صفوفه، وقتلهم مع سبق الإصرار والتعمد، دون أن يصدر منه مجرد أسف أو اعتذار في تصريح باهت.
النظام الجمهوري الديمقراطي الذي تزعمون اليوم أنكم تخوضون المعركة من أجله مع أنكم تعلمون أنه ظل مجرد شعار شكلي ديكوري يتخفى خلفه الاستبداد الذي كنتم أدواته طوال الفترات السابقة.
نقول لكم بكل أمانة وصدق بأن النظام الجمهوري هو حلم الشعب اليمني، وفي سبيله قدم التضحيات الجسيمة، وهو حده صاحب المصلحة في تحقيقه والدفاع عنه، وهو القادر وحده على الإطاحة بمن يقول بغير الجمهورية، وبأقل كلفة، لكنكم للأسف تجاوزتم الشعب، واستخففتم بقدراته، طمعا وراء مصالح شخصية وحزبية.
إن أنظمة السعودية والإمارات وقوى الغزو والاحتلال التي سعيتم إلى استجلابها للعدوان على اليمن وشرعنتم جرائمها، لا يهمها إلا أن يكون النظام الذي يحكم اليمن عميلا وفاقدا لقراره السيادي ويدين لها بالوصاية التي يسهل معها احتلال أراضيه وممراته المائية ونهب ثرواته، وتقسيمه إلى كيانات متناحرة.
يا أحزاب اليمن:
هلموا إلى مصالحة وطنية تحقن الدم اليمني، وتطرد الغزاة والمحتلين من كل شبر في أرض اليمن.
هلموا إلى الحوار وإقامة دولة اليمن الجمهوري العادلة، دولة المواطنة المتساوية، التي يحتكم فيها الجميع لقرار الشعب واختياره الحر.
كفى ما حصل حتى الآن…. كفى مقامرة بالوطن نكاية بخصومكم.
…اتركوا الحديدة لأهلها…واتعظوا بما حصل من تهميش لكم، وتسيد للغزاة على كل شيء في المناطق التي تزعمون تحريرها…يكفي أن كان فيكم بقية من ضمير أن تتأملوا الفضائح التي تنشرها تقارير المنظمات الحقوقية عما يحصل في السجون التي تشرف عليها الإمارات في عدن.
لن يرضى عنكم الغزاة مهما قدمتم من قرابين، فلن تكونوا في نظرهم أكثر من كيانات خبيثة وصولية انتهازية تمد ظهورها جسورا لتعبر عليها آلات الموت التي تحصد أرواح اليمنيين …. وسيجري استئصالها في الوقت المناسب بعد أن تؤدي وظيفتها في شرعنة احتلال الوطن، وتبرير جرائمه، وتنفيذ أجندته، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.