الكلكتابات فكرية

دعوة صادقة لتجنيب مدينة الحديدة ويلات الحرب والدمار.

– الحديدة عروس الموج والشطآن، وسيدة البحار.

قطعة من العنبر النفيس واكليل فل يؤذيه الحر ويذبله الاهمال.

– الحديدة لا تستحق هذا… فصوامع الغلال لا تحب رائحة البارود واصابع الديناميت واعواد الثقاب.

– الحديدة مرفأ الحب والشوق والاغاني ومهبط النوارس ومصعد العطر والتراتيل تعايش في صدرها المد والجزر ، والريح والنسيم ، والفقر والغنا ، والسعة والضيق والصيادين والبحر والاسماك ، والسلفية والشافعية والمتصوفة واليسار واليمين ، وكل الوان الطيف ، ولم تضق يوما بأحد ، فكيف ضقتم بها ذرعا وتسارعون لإقحامها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل ، الم يكن الاولى من باب الجميل ورد المعروف أن تجنبوها ويلات الاحتراب ، وتقدموا سلمها على نزق المقامر الذي يهيمن على اجواء الصراع ويتعاطاه المحاربين ، الم يكن الاولى ان يوحدكم سلم الحديدة ، وسعة الحديدة لتتفاوضوا على تجنيبها الكارثة .

– ألم يكن الاولى ان تحصروا الحرب بعيدا عن رئة اليمنيين، وتحرصوا على عدم تلويث هوائها بغازات الحرب السامة حتى لا تختنق صدوركم.

– ألم تفكروا قبل ان تجذبوا غبار الحرب الى الرئة والمتنفس الوحيد المتبقي لملايين اليمنيين ان تجنبوها وان تضعوا لافتات كبيرة تشبه التحذير المكتوب على باكت السجائر ومختلف عنه اختلاف طفيف:

” الحرب سبب رئيس لأمراض الرئة والسرطان والحديدة رئة اليمن فحذاري من جر نار الصراع اليها. ”

– اتفق الاوروبيون رغم اختلاف هوياتهم وثقافاتهم وهول الصراع المرير والحروب الدمويه التي دارت بينهم على تجنيب سويسرا ويلات الحرب، فهلا اتفق اليمنيون على تجنيب الحديدة ويلات الحرب والحفاظ على المخزون الغذائي… ومخزون التسامح والتعايش والسلام… ومخزون الحب والنقاء… وشريان التجارة والاقتصاد.. من غوائل الحرب، والتفاوض على احترام خصوصية الحديدة المسالمة والامنة والمفتوحة علي البحر والسهل والجبال وعلى كل الاتجاهات.

– إذا كان ولا بد من الانسياق وراء هوس المقامر فلتحصروا الحرب في المطار والميناء لفترة محددة، وعدم جر المدينة الى مربع الحرب.

– الحديدة قبلت بأنصار الله وفتحت لهم ذراعيها، ولم تلتفت لمن يصنفهم طائفيا ومناطقياً وهم يشعرون انهم ملزمين بالدفاع عنها حتى النفس الأخير.

 وهذا قمة الوفاء والمروءة ومقابلة الإحسان بالإحسان.

– والمقاومة الجنوبية والتهامية والوية حراس الجمهورية يعتبرون معركة الحديدة والسيطرة عليها تحريرا لها من يد المليشيات الانقلابية لإعادتها الي الشرعية ولهذا يتفانون ويقدمون التضحيات تلو التضحيات في سبيل تحقيق ذلك.

– والحديدة تشكر للمدافعين والمهاجمين وفائهم وصدقهم، وتشهد لهم بالشجاعة والبسالة والإقدام، وتطلب منهم جميعا ان يحترموا خصوصيتها السلمية ووظيفتها الاقتصادية والاساسية تجاه الشعب اليمني.

– والملايين من ابناء الشعب اليمني يقدرون للمدافعين والمهاجمين مآثرهم واعمالهم البطولية ويطلبون منهم ايقاف الحرب في الحديدة واحترام خصوصيتها السلمية ووظيفتها الاقتصادية والانسانية.

ويطالبون الرئيس هادي ورئيس الحكومة بن دغر، ومن خلفهما قيادة التحالف في السعودية والامارات، والسيد عبد الملك الحوثي والرئيس مهدي المشاط ايقاف العمليات العسكرية في الحديدة، والعودة لطاولة الحوار والتفاوض والاتفاق على احترام خصوصيتها السلمية والمدنية ووظيفتها الاقتصادية والانسانية واعتبارها مدينة امنة وتجنيبها ويلات الصراع والحرب.

– والحديدة وملايين اليمنيين يناشدون الاعلاميين والحقوقيين والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والناشطين في مواقع التواصل للضغط علي اطراف الصراع لإيقاف الحرب، ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للضغط على حكوماتها للتدخل لإيقاف الحرب في الحديدة والاتفاق على اعتبارها مدينة امنة خالية من كل اشكال الصراع ، واحترام خصوصيتها السلمية ووظيفتها الاقتصادية و الانسانية.

– الحديدة السهم الاخير في كنانة السلام واذا لم يتم التفاعل معها والعمل لإيقاف الكارثة المحدقة بها، والاستفادة من خصوصيتها السلمية ووظيفتها الاقتصادية والسلمية لكبح جماح الحرب وعقلنة وترشيد وتصويب مسارها وضبط بوصلتها  ، فلن يتوقف قطارها الجامح حتى يدمر كل المدن اليمنية ، ولن يستثني اي مدينة .

– فأوقفوا جموح الحرب واعقلوها، واتخذوا من خصوصية الحديدة وحاجة اليمنيين اليها سبيلا لإيقاف الحرب وعقلنة ذهنيتها واعادة مسارها الى جادة الصواب.

                  **

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى