(دردشة دستورية -الحلقة 17)
الأستاذ أحمد: بسم الله نبدأ ردسنا لليوم.
إننا نوضح لشباب الأمة والأجيال الناشئة والأجيال القادمة ما يجب ان يقوموا به تجاه أمتهم وعن ما وقع فيه قادة الأمة اليوم من التفرقة ودخولهم في المقت الأكبر وهذا هو حال الامة اليوم، إنهم يَنهون عن الشر 0وهل نزهتم أنفسكم عنه) وهم متلوثون به ومتصفون به و مِن أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل قال تعالى: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ) إن الله سبحانه خلق للإنسان عقل وحواس بدنية من أجل التفريق بين الحق والباطل حتى لا تكون هنالك حجة للإنسان في ذلك اليوم العظيم والذي فيه كل إنسان ينتظر حسابه وما قدمه والعقل حجة عظيمة على الإنسان قال تعالى ( وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير، ويعقل به عما يضره، وذلك أن العقل يَحُث صاحبه أن يكون أول فاعلٍ لما يأمر به, وأول تاركٍ لما ينهى عنه فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله أو نهى عن الشر فلم يتركه دل على عدم عقله وجهله خصوصاً إذا كان عالمًا بذلك وقد قامت عليه الحجة. قال تعالى ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ (25) ﴾ وهذه الكلمة صادقة ولأنها صادقة انتشرت في الآفاق ونشرت احسن التعاملات في الأمم المتقدمة في عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين وعصر عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهم ولهذا ينبغي أن ندعوا بالخير وأن نكون أول الناس إلى المبادرة والنهي عن الشر وأن نكون أبعد الناس منه، لأن الآية دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين هما أمر غيره ونهيه، وأمر نفسه ونهيها، فترك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين وأما قيامه بأحدهما دون الآخر فليس في رتبة الأول وهو دون الأخير وأيضا فإن الناس لا تنقاد لمن يخالف قوله فعله، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة. إن النبوءة نعمة للبشرية لتوضيح ما بين الحاكم والمحكوم بالحق، والنهي عن الباطل، وعبرة للبشرية، ويدل سياق الكلام ان نكون على بينه من الله وأن لا نأخذ شيء وقد نهى الله عنه او نمنع عن شيء وقد امرنا به ففي هذا اظهار أن ما نهى الأخرين عنه ينهى ايضا نفسه عنه، وفي هذا تنبيه لهم على ما في النهي من المصلحة وأن شأنه ليس شأن الجبابرة الذين ينهون عن أعمال وهم يأتونها لأن مثل ذلك ينبئ بعدم النصح فيما يأمرون وينهون اذ لو كانوا يُـريدون النصح والخير في ذلك لاختاروه لا نفسهم والى هذا المعنى يرمي التوبيخ في قوله تعالى (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(44)) وأنتم تتلون كتاب الله أفلا تعقلون؟ فتعلموا أنكم أولى بجلب الخير لأنفسكم ولأمتكم ولكن البعض يسعى الى التملك والتسلط على أبناء الأمة الإسلامية والتجبر ونفوسهم تواقة إلى الشر وفي بداية نشأتهم يتظاهرون بطلب الحق والإصلاح وهم عكس ذلك. وقد يقول القائل أن هذه الآية الكريمة نزلت على اليهود ولكن علينا أن ننبه إلي أنه إذا كانت هذه الآيات قد نزلت في اليهود فليس معناها أنها تنطبق عليهم وحدهم فقط بل هي تنطبق على أهل الكتاب جميعا وغيرهم. فالعبرة ليست بخصوص الموضوع ولكن العبرة بعموم السبب، فالكلام منطبق هنا حتى على المسلمين الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلا وهؤلاء هم خطباء الفتنة الذين راءاهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تقرض شفاهم بمقارض من نار فسأل من هؤلاء يا جبريل، فقال خطباء الفتنة، ويجعلون دين الله في خدمة أهواء البشر وكأن الأصل أن تخضع أهواء البشر لدين الله وهؤلاء هم الذين يحاولون تحت شعار التجديد أن يجعلوا للناس حجة في أن يتحللوا من منهج الله فهم يبررون ما يقع ولا يتدبرون حساب الآخرة.
الأستاذ أحمد: بحمد الله اتممنا درس يوم لنبدأ النقاش.
سلطان: هذا الدرس فيه تحذير واضح عن حقيقة التعامل بين العالم والمسلمين ومن واجب الأمة أن تكون صادقة في أعمالها وأقوالها حتى لا تقع في المكة الاكبر (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) وهو المقت الأكبر.
shababunity@gmail.com
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد