الكلكتابات فكرية

يتساءلون….من أدخل الحوثي صنعاء؟

صالح والمؤتمر يلقون باللائمة على الإصلاح  على اعتبار أن الحوثيين كانوا شركاء الإصلاح في ساحات 2011.

وأما محسن وآل الأحمر والإصلاح فيتهمون المؤتمر عموما، وصالح على وجه الخصوص، بأنه من سهل للحوثيين دخول صنعاء نكاية بخصومه…

وكلا الطرفين من المؤتمر والإصلاح يتهمان هادي بأنه قدم للحوثيين في فترة ما أمورا كثيرة مكنتهم من دخول صنعاء.

والحقيقة  أن  فسادهم جميعا، وانفرادهم بالسلطة،  وأنانيتهم في إقصاء شريك الوحدة، وتفريطهم بالسيادة، وحرصهم على أن يكون الجيش عائلي لحماية أنفسهم وقمع خصومهم، واحتكارهم الثروة لصالح قلة من المنتفعين والسعي لتوريث الحكم ، وتصفير العداد، وسوى ذلك من مفاسدهم هي التي حرمت الشعب من بناء دولته المدنية العادلة التي كانت ولا تزال حلم مناضلي الحركة الوطنية من ثلاثينيات القرن الماضي، كما حرمت اليمن من بناء جيشه الوطني القوي القادر على حماية البلاد والحفاظ على المكتسبات، فلم تنتج سنوات حكمهم إلا دولة هشة ضعيفة غارقة في الديوان، متصدرة قائمة الدول الفاشلة، فكانت – والحال كذلك –  سهلة السقوط بيد الحوثيين أو غيرهم.

ولكن من سيخرج الحوثي من صنعاء؟

هؤلاء الذين يظنون أن تحالف السعودية هو من سيخرج الحوثي من صنعاء واهمون وأغبياء، فالعدوان بجرائمه البشعة التي يقترفها يوميا بحق المدنيين، قدمهم للشعب على أنهم مرتزقة وخونة

  ومنح الحوثيين شرف الدفاع عن الوطن، فالتف حولهم كثير من أبناء الشعب، وازدادوا بذلك قوة وشعبية.

الشعب – وحده – هو القوة الوحيدة التي كانت  تستطيع أن تقف في وجه الحوثيين، وتجبرهم على شروطها،  ولكنهم فرطوا بهذه القوة، ولم يطمئنوا لها، وركنوا للعدو السعودي،  ومدوا ظهورهم جسورا تعبر عليها آلاته العسكرية لتقصف قبور أمهاتهم، وتقتل الأبرياء من أهاليهم وأبناء وطنهم، فخدموا الحوثيين من حيث لا يشعرون.

 

إن ما يمكن أن يسارع في إسقاط الحوثيين هو أنهم  يسيرون على نفس خطى من قبلهم، ويكررون نفس الأخطاء، ويقترفون نفس السلبيات، حذو القذة بالقذة وتلك لعمري  سنة الله في زوال السلطة وسقوط الحكام، ولن تجد لسنة الله تبديلا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى