كتابات فكرية

في دولة (اثينا) القديمة

تنويه :

الحديث باعتبار ما سيكون مستقبلا، وليس ما هو كائن الان، ولا ما كان كائن من زمان، وأن كان فيه شبه من بعض ما كان في قريب الأوان، لنقل عليه ( اسبرطة القادمة)

الموضوع :

  في دولة (أثينا) القديمة كان:

 الراتب والخدمات التعليمية والصحية والكهرباء والماء والمشتقات النفطية الرخيصة حقوق مقدسة لا تمس

امن الوطن ومقدراته والمواطن وممتلكاته مسائل جوهرية وأولويات مصيرية ولها قدسية.

كان لديها مشروعان وطنيان إنسانيان الأول يقوم على القواسم المشتركة لكل أطياف الشعب، والآخر للاندماج في العالم والتنسيق والتعاون مع المحيط الإقليمي والدولي في إطار المصلحة المشتركة

كانت دولة قادرة على حماية وطنها ومواطنيها ومقدرات بلدها سواء بالمواجهة أو بالسلام مع العالم، والمحيط القريب والأولوية للسلام وليس العكس، ومن الحكمة أن لا تقاتل حيث تقتل وتدمر والنتيجة معروفه مسبقا 

 خلقت تعاون مع الآخرين، بما فيه خير الجميع، وعرفت كيف تستفيد وتفيد، فطورت وبنت وتقدمت وعلمت وخططت ودرست وعقلت وتعقلت وحفظت الوطن وأهل الوطن من شر الفتن

كان لها جانبان جانب التطوير وصنع الرخاء للإنسان وزيادة دخل الفرد وتشجيع الاستثمار، وإيجاد فرص العمل وتعدد مصادر الأرزاق وهذا الجانب له أولوية، وجانب آخر هو تحصيل الضرائب والجمارك والزكاة ونحو ذلك وليس كما هو حادث في اسبرطة الحديثة وهو جانب الجبايات ومصادرة الممتلكات وهات يا بي هات.

ولا تبالي ولانبالي جاع المواطن أو مرض أو مات، إن عاش بدون معاش، أو جاع أو خطف أو راح في ستين داهية فالموت أولوية والحياة ثانوية لأنها فتنة ونقمة وليست نعمة وهي فانية والخير في الثانية، فلنسارع بدفع المجتمع نحو الثانية.

كانت دولة واعية، وأدواتها هم أصحاب العلم والخبرة والتجربة، وتسير على مناهج الدراسة والتخطيط وكانت أهدافها عالية، واستخدمت للوصول إليها وتحقيقها أدوات ومعدات وعقول معاصرة، وتقنيات حديثة وأدوات جديدة كبيرة وحليمة وعلمية.

حافظت على شعبها، وحمت بلادها، وحفظت مقدراتها، ونمت مواردها، وصنعت الرخاء لمواطنيها، واحترمت شعبها، فاحترمها، وأحبها، ووالاها..

نشطت الشركات، وتعددت المجالات، وتجددت الطاقات، وتعددت الإنجازات، وتنوعت الإيرادات، وتوسعت وتطورت الصناعات، ونما القطاع الخاص وخلق فرص العمل وأتى بالجمل بما حمل، وكانت حركة الدولة هو رسم السياسات الواعية المدروسة في كل المجالات، وبناء القضاء النزيه، والأمن المريح، فانعدمت الجريمة، ونشط الاستثمار، وسعدت حليمة وكريمة وسعيدة. وسموها اسبرطة السعيدة.

 كانت قراراتها رشيدة، وسديدة، وروءاها واعية وفريدة، وعزائمها شديدة وهممها عالية، ولم تمنع تداول جزء من العملة فتتسبب في حرمان قطاع واسع من المجتمع من الانتفاع بالمعاش ومن يستفيد من ذلك المعاش بطريقة غير مباشرة من أصحاب الحرف والمهن والخدمات ناهيك أن ذلك القرار لا فائدة منه، وإنما فعل جهل وجهال أضر بالبلاد والعباد .

 ما كان فيها لا خمس ولا سدس ولا ربع ولا ثمن، بل الكل للكل، والخير من كل بحر يطل، وكله يصب في تطوير الخدمات والارتقاء بالقدرات  وبناء الإنسان والحيوان والنبات، فصارت البلاد جنان وجنات.

 سياحة وريادة، نفط وغاز، وتعدين ومعادن، وأسماك وجزر وشعب مرجانية بالزيادة، وشواطئ، ومليارات من الدولارات تهل، وحرف وصناعات صغيرة وكبيرة تهل، وخدمات سياحية ومهرجانات ومسابقات، ومباريات قدم وطائرة وسله، وسينما ومسارح وأكاديميات ومكتبات وحدائق ومنتزهات، ومعارض كتاب وتجارات، ورحلات لأنها بلد حضارات، وثقافات وتقنيات ومن كل شي ألف شي.

 الشباب لا يمنعون من دخول المطاعم والمسابح، والغناء والطرب والفن في الإعراس وحفلات المدارس حتى في المقاطرة والاصابح وفي بيت بوس وقرية المقالح.

 دولة لها صولة وجولة وتترفع عن التفاهات، ولم تمنع شاب من تناول الوجبات، في النوادي والاستراحات، ولم تنهج نهج طالبان والدخول  في متاهات والاهتمام بالسخافات

 كان فيها زوامل وبرع ونشيد وطرب ورقص وفنون ودبكات ورقصات كوكبانية وصنعانية وتهامية ولحجية وصعدية وشامية ومغربية وافرنجية وأفريقيه وريفية  وعدنية وتعزية وتركية ولاوندية وهندية ومدغشرية، وبالية وكونفسوار، وسيمفونيات، وأفراح وحفلات وليالي ملاح وصلاح وفلاح.

 كان هناك مكتبات ومراكز معلومات، ومعاهد تدريب على التقنيات، ومدن معلومات، ودورات تدريب خارجية وداخلية، ومشاركات في مؤتمرات الطاقة والاقتصاديات، والاطلاع على أحدث التجارب في مجالات البناء والاستثمارات، ودراسات عن أفضل الخيارات للطاقة الأرخص، وعن السياسات الواعية اقتصادية واجتماعية وسياسية وتنموية وتفاعل مع كل جديد وحديث في العالم وتحقيق اعلى المغانم والمنافع والمكاسب.

 العالم يحترمها، ودول العالم نعترف بها، والدنيا هي زينتها وجمالها.

 العقل نعمة، في فعله السلام والنعم والأنعام والجمال والجلال، والجهل اكبر نقمة، في فعله الدمار والهلاك والضياع.والخسران والقبح والشناعة .

كان فيها راتب، وحافز ومكافئات، وإضافي وبدل سفر وعلاوات، وبدل تمثيل وبدل جلسات، وطبيعة عمل ونثريات، ومساعدة عند حدوث مولود، ومساعدة زواج، وتكاليف الصالة عند وفاة أحد من الأقارب، وإكراميات في الأعياد الدينية والوطنية، ورمضان، ومساعدة للمدارس، وقيمة أضحية العيد، وجعالة الأعياد.

سيارة مونيكا وليلى علوي وبرادو، وهايلوكس للمصارف والطلبات، والبترول أسبوعي وبالزيادة، وبدله زيت شهريا لكل سيارة، ومساعدة زواج بالثانية والثالثة، وتأمين صحي شامل، لكامل الأسرة ولا تواجه أي عسره.

نسيت أذكر مكافأة الأرباح، ومكافأة إعداد الميزانية، ومكافأة الجرد، ولجان عديدة للمشتىروات والفحص، ولجنة شؤون العاملين، ومجلس المديرين، واللجنة الطبية، ولجنة التظلمات، ولجنة التقييم، واللجنة الفنية، واللجنة العلمية، ولجنة الدراسات، واللجنة الهندسية، ومجلس المستشارين، واللجان الطارئة، ولجان مواجهة الأزمات، ولجان التنسيق مع الشركات الأجنبية، و….وكل تلك اللجان لها مكافئات شهرية، واستثنائية ونثريات، ونسيت ذكر بدل المواصلات، وبدل مخاطر، وبدل حليب لمن في الحقول، وبدل مناوبة، ولجان تنسيق عديدة مع الشركات.

كان الخير كثير، والرزق وفير، والحال رغيد، والدخل كبير، والحال مستور والخاطر مجبور، 

مشاركات خارجية في مؤتمرات، ودورات تدريبة، وسفريات خارجية وداخلية، وعدة مرات في العام،   

آه والف آه على أثينا القديمة الجميلة السعيدة الفريدة الرغيدة.

اسبرطة الجديدة غير رشيدة وعدتها قديمة وأدواتها عتيقة، وعقول أكثر أصحابها بليدة، وليس لديها خبرة ولا تجربة أولوياتها غريبة وعجيبة وتعيسة،وترفض أصحاب الخبرة والمعرفة، وتكره أصحاب الرشد والحداثة والريادة، وتخشى النور والتنوير، وأعلامه ودعواته ودعاته.

اسبرطة الجديدة (الآلي) عندها حداثة، وسماعة الطبيب ومسطرة المهندس تخلف وغواية، فالحرب هو الغاية، والموت هو نجاح وفوز ليكن لك في الجنة سيادة.

تبحث عن البعيد الغريب، وتترك القريب الشقيق، والبعيد منك قريب، والقريب منك بعيد!!!، وإن بغى علينا القريب، لكن لابد من حل يرضي البعيد والقريب.

السياسة هي فن التسويات، وتجنب الصدامات، وإنتاج الحلول لا صنع المشكلات، وجارك القريب، وأن كان عجيب ومريب وبغيض، لكن لا مفر من التعاون والتنسيق،

هل نستطيع أن تزيح بلادك عنه إلى بعيد؟؟؟ .

 م. احمد علي محمد جحاف

——————————————–

المقالات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي اتحاد القوى الشعبية أو موقع صوت الشورى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى