الكلكتابات فكرية

هناك فرق

نعم هناك فرق بين من يقرأ التاريخ وبين من يجهله..
وهذا الفرق تجلى بوضوح في ذلك ألإعرابي الذي عاش حياته في الصحاري لا يرى بين ظهرانيه غير السراب وغبار الصحراء القادم مع الرياح بحسب اتجاهاتها لكن فراسة المستعمر وجد فيه المأمور المنفذ لكلما يملى عليه وبدون إدراك بأن الوقت قد حان لرحيله ولابد من إيجاد البديل لإكمال المشروع وتنفيذ المهمة بلباس عربي…
 
 فكانت المأساة ان أطلق العنان لهذا العرابي المتستر بعباءة الدين والإسلام ليشعل المنطقة بحروب الإبادة مجسدا جاهلية جديدة تكفر وتستبيح وتحرق وتدمر كل من يقف ويقاوم هذا الجهل الذي سعى لتغيير مفاهيم الإسلام السمح وسموه وأخلاقه..
هكذا انتقم المستعمر لنفسه من العرب والمسلمين من خلال مشروعه الجديد المتمثل في زرع كياناته الجديدة في الأراضي المقدسة للإسلام (إسرائيل ، ومكة والمدينة )
وأمده بكل الوسائل البشعة ليعزز بقاءه …وغض الطرف عن جرائمه البشعة ….ومكنه من انتزاع الأرض وتهجير سكانها ، وتغيير الهوية والدين بداً بنهب الأرض واستباحة دم الإنسان والعبث بأرواح البشر من أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء نجد والحجاز احدهما بشعار الإسلام والدين والعقيدة ومحاربة الشرك والبدع.. والآخر بالعودة إلى ارض الميعاد لطمس معالم الثقافة والتاريخ .
كل ذلك تم بمباركة ورعاية وحماية المستعمر القديم الدعم والرعي الرسمي والمعارض لتلك الإدانات والشجب الصوري التي يرددوها في الخطابات الاستعراضية..
مطمئنين بالقول والعمل اعملوا ماتريدون فنحن نتحكم بالقرار الدولي وكل حكومات العالم تحت رحمتنا..
 حتى وصل بهم الحال إلى أن يجردوهم حتى من الهوية الوطنية وحقوقهم التاريخية ليحولوهم من ملاك إلى ملكية خاصة ليعودوا بهذه الأرض وإنسانها الى عهد الإقطاع الذي لم يعد له وجود الا في مملكة ال سعود ودولة اسرائيل.
اللتين لم يشهد لطغيانهما مثيلاُ في التاريخ .
وذات الأمر يتكرر اليوم في الحرب الظالمة التي تشنها المملكة على اليمن والتي عمد من خلالها آل سعود لاستخدام كل الوسائل لإذلال الشعب اليمني الأعزل.
 لكنهم لم يدركوا انه يمتلك الحكمة والصبر والشجاعة والإقدام وحبه لأرضة الذي يفوق كل حب .
لذلك لا غرابة ان سجل اليمانيون في هذه الحرب الظالمة الغير متكافئة في عتادها وعدتها انصع صفحات العزة والاباء والانتصار ليحولوا الجراح الى اكاليل للعز والفخار، ورغم تكالب العالم بأسره عليهم الا انهم بصمودهم سيجبرونهم على الايمان بالحقيقة القائلة .. بان الشعوب لا تقهر … وان الإرادة لا تسلب …طالما وهناك إيمان بان الأوطان لأبنائها.
لقد أعاد التاريخ نفسه وكشفت الحرب الوجوه القبيحة ووقف الحق كله أمام الباطل كله ووقف صهاينة إسرائيل إلى جانب صهاينة العرب في خندق واحد وظهرت أوراق التآمر على الطاولة …ووقف غراس هذا المشروع وحماته فوق تلك الطاولة ليخرس كل من أنبه ضميره في قول الحق ..ووقف العالم بأسرة منحازا للظلم والطغيان ..وسمح لعبث القادمين على صهوة خيول الاستعمار القديم وهجينه ليحولوا العالم العربي الى ساحة تجارب لتلك الأسلحة الفتاكة وبأيدي عملائهم القادمون من كل انحاء المعمورة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى