اخبار محليةالكل

هل سبب العدوان على بلادنا الإخباريات العقائدية والفكرية؟!

محمد علي المطاع

 

“سألت صديقي أين يعمل؟ فأجاب أنه يعمل في مركز بحث ودراسة يتبع الاستخبارات الأمريكية ومقره في عمّان.. ومنذ سنوات يقومون بالدراسة والبحث حول ظهور المهدي المنتظر”!!.. “لذلك أفهم معنى الحرب على اليمن”!!        (إعلامي ومفكر إسلامي)

*   *   *

جاء في القرآن الكريم الكثير من القصص عن الغيبيات وعن أحداث ستكون في المستقبل ومن ذلك قصة مُلك اليهود الأولى والآخرة.. وكذا قصة انهزام الروم وغَلبِهم من بعد ذلك.. وأيضاً القول للمخلفين بأنهم سيدعون ليقاتلوا فإن اطاعوا فلهم الأجر وان تولوا ينالهم عذاب أليم.

الإخبار القرآني عن اليهود في مُلكهم الأول الذي أقاموه وأخبروا عقائدياً بأن هذا المُلك سيزول على يد أحد الملوك، كما أخبروا عن صفات وعلامات الملك والزمان والمكان الذي سيحدث فيه ذلك الزوال لمُلكهم الأول.

أحبار اليهود تناقلوا هذه الإخباريات الغيبية حتى ظهرت العلامات التي أُخبروا أنها ستكون علامات زوال ملكهم الأول.. وعند ظهور هذه العلامات اجتمعوا وتدارسوا كيفية مواجهة المَلك الذي على يديه سيزول ملكهم الأول كما أُخبروا به منذ زمن طويل وخرجوا من اجتماعهم بتكليف من يقوم بقتل هذا الملك.. وعند توجه هذا المكلف لتنفيذ المهمة وأثناء ما هو في طريقه وجده غلام فسأله عن وجهته، فأخبره بأنه ذاهب لقتل الملك الذي تقول التنبؤات بأن على يديه سيزول ملك اليهود.. فإذا بالغلام يقول له ما معناه: إنك لن تذهب إلا لقتل نفسك، وأنه إذا كانت التنبؤات صحيحة فهي مشيئة ستقع وليس للبشر اعتراضها أو منعها.. رجل اليهود المكلف بالقتل وجد في كلام الغلام ما يقنع فعاد إلى أحبار اليهود وكبرائهم وأخبرهم بما دار بينه وبين الغلام.. فإذا بأحبار اليهود يصرخون ويقولون أن هذا هو جبريل وليس بغلام.

نحن المسلمين تزخر مكتباتنا بالعديد من الكتب المطبوعة والمخطوطة التي تُعنى بالغيبيات وتتحدث عمّا سيحدث وما سيكون في المستقبل.. فهل نحن كمسلمين نهتم بهذا التراث الفكري عن الغيبيات ونقوم بدراسته والبحث فيه ليكون لدينا فهم أكثر لنميز بذلك بين ما يمكن الأخذ به من المرويات الواردة وما يجب ألاّ نعتد به من هذا التراث الفكري العقائدي الموروث؟! بينما في المقابل نجد أن غير المسلمين مهتمين بهذا التراث الفكري العقائدي الإسلامي عن الغيبيات ويمولون لدراسة ذلك المراكز البحثية والدارسين فيها..

وللتدليل على ذلك – وكمثال فقط – ورد عن مفكر إسلامي وإعلامي في صفحته على “فيس بوك” بعد أيام قلائل من شن العدوان على اليمن الآتي:

“ذكر أنه قبل عشرين عاماً التقى بزميل دراسة بعد انقطاع بينهم امتد لفترة وأنه عندما سأل زميله ذلك عن ماذا يعمل وأين يعمل، أجابه أنه يعمل في مركز بحث ودراسة يتبع الاستخبارات الأمريكية ومقره في عمّان.. فسأله وما طبيعة الدراسات والبحوث التي يقومون بها.. فأجابه أنهم منذ سنوات يقومون بالدراسة والبحث حول ظهور المهدي المنتظر”..

المفكر الإسلامي والإعلامي علق على ذلك بنفس صفحته في “الفيس بوك” بالقول: “لذلك أفهم معنى الحرب على اليمن”!!.

ما أورده المفكر الإسلامي والإعلامي من حكاية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن غير المسلمين – وبالذات اليهود والنصارى – مهتمون بدراسة الغيبيات التي وردت في الفكر الإسلامي.. وهذا الاهتمام يولد عدة أسئلة، منها:

لماذا يهتمون بفكر تراثي عقائدي لدين ليسوا من أتباعه؟!

ألا يدل هذا الاهتمام أنهم يؤمنون بما جاء في هذا التراث الفكري العقائدي الإسلامي وبإمكانية حدوث ووقوع ما جاء فيه من تنبؤات؟!

ألا يدل – أيضاً – إنفاقهم على مراكز الدراسات والبحوث على شيء يجب أن يعنينا كمسلمين؟! علماً أنه معروف عنهم أنهم لا ينفقون ويمولون إلاَّ ما يعود عليهم بالفائدة!!.

وهنا تولد تساؤلات أخرى، هي: ما هي الفائدة التي سيجنيها هؤلاء من دراسة فكر تراثي عقائدي لدين لا يؤمنون به؟!

وما هو الغرض من إجراء مثل هذه الدراسات والبحوث؟!

والأهم من ذلك ما هي نتائج هذه الدراسات والبحوث وبماذا توصي؟!.

معروف عنا نحن العرب والمسلمين أننا لا نتعمق في ما ورثناه ووصل إلينا من فكر تراثي عقائدي أو غيره.. وأننا ننظر إليه نظرة سطحية دون التعمق في دلالاته ومعانيه وتنبؤاته التي إن وقعت ستمس حياتنا بكاملها مساً مباشراً.

ومعروف – أيضاً – أن هناك من العرب والمسلمين من لا يؤمنون بهذا التراث الفكري العقائدي الإسلامي، بل ويعتبرونه خرافة ويهاجمون كل من يؤمنون ويعتقدون به ويصمونهم بالمتخلفين الذين يعودون بأنفسهم إلى القرون الوسطى وغير ذلك من الأوصاف التي لا تليق بمطلقيها كمثقفين يؤمنون بحرية الفكر والاعتقاد حسب ما يزعمون.

بالطبع نحن كمسلمين نجد في كتاب الله (القرآن الكريم) نصوصاً قرآنية تنبؤية، ولنا في الحديث والسيرة الكثير مما يُعد كتنبؤات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

“َإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)” (صدق الله العظيم).

الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ  يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)” (صدق الله العظيم).

قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا” (صدق الله العظيم)

كما أن هناك العديد من الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أن في القرآن ما معناه خبركم وخبر ما قبلكم وخبر ما سيأتي بعدكم.. وحديث آخر بما معناه: أن الدين الإسلامي بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ.. وحديث ثالث بما معناه: ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها…… وغيرها الكثير والكثير..

وليس بخافٍ أن هناك الكثير من الإخباريات التي وردت عن أسلافنا تحكي عما سيقع لنا وعلينا في المستقبل، وعلى وجه الخصوص ما سيحدث من أحداث وحروب إلى حد أن هناك العديد من القصائد والمدونات التي تخبر بأنه ستندلع في بلادنا حرب كبيرة تدمر كل شيء وان هذه الحرب سيكون فيها عدة معارك..

فهل الحرب العدوانية التي تألب فيها علينا العالم كله تأتي نتيجة ما خرجت به مراكز دراسات وبحوث دول الاستكبار العالمي كمحاولة منهم للحؤل دون تحقيق ما جاءت به النبواءات والإخباريات الغيبية؟؟!!.. وهل يمكن للتكالب العالمي الاستكباري هذا أن يمنع وقوع ما أرادته المشيئة الربانية؟؟!!

مما لا شك فيه أن ما يقدمه العالم بأسره من الدعم والاسناد والمشاركة في الحرب ضد بلادنا تحركه وتدفعه إخباريات عقائدية وفكرية وصل إليها المستكبرون في الأرض بناء على نتائج بحث ودراسة وتمحيص.. خصوصاً أن المعتقدات الفكرية تذكر اليمن واليمانيين في كثير من إخبارياتها الغيبية..

ويبقى القول إن اليمانيون يؤمنون بما توارثوه من إخباريات ومعتقدات، وان في موروثاتهم العقائدية والفكرية الكثير والكثير عن هذه الحرب ومآلاتها، ويعلمون من هذه الإخباريات الغيبية أن آخر المعارك ستقع (على باب الساحل)!!!! والتي على إثرها سيحرز اليمانيون النصر الكبير والشامل والحاسم.. وهذه مشيئة إلاهية، ولا راد لمشيئة الرب سبحانه وتعالى!!!!.

م.م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى