“نيويورك تايمز″: حرب الشوارع المستنزفة في الحديدة جعلت الإمارات تجر أذيال الخيبة وتعلن وقف العمليات القتالية
قالت صحيفة “نيويورك تايمز″ الأمريكية، في تقرير لها ، إن خشية الإمارات من خوض حرب شوارع مستنزفة في مدينة الحديدة اليمنية هو ما أجبرها على وقف عملياتها العسكرية لتحرير الحديدة من الحوثيين والزعم بأنها تريد منح المبعوث الأممي مارتن غريفيث فرصة للتوصل إلى حل سياسي مع الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إماراتيين قولهم إنهم فضّلوا عدم الدخول إلى المدينة؛ لأنهم لا يريدون التورط في حرب شوارع، ولأن القوات اليمنية الموالية لأبو ظبي غير مجهّزة لحرب من هذا النوع.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه عندما بدأت الإمارات حربها لاستعادة الحديدة، الشهر الماضي، كان المسؤولون الإماراتيون واثقين من تحقيق انتصار سريع، غير آبهين بالتحذيرات الدولية من كارثة إنسانية محتملة، فخورين بقواتهم العسكرية والمليشيات المحلية التابعة لهم وقدرتها على الإطاحة سريعاً بالحوثيين. لكن تحديات حرب الشوارع أوقفت الهجوم، وسط موجة من النشاط الدبلوماسي الذي يهدف إلى وقف الحرب الأهلية.
وتابعت الصحيفة أن معركة السيطرة على الحُديدة أدّت إلى غضب دبلوماسي دوليّ كبير؛ بسبب القلق على سلامة المدنيين البالغ عددهم 600 ألف نسمة، والخشية من تهديد الحرب لخطوط الإمدادات والإغاثة الإنسانية التي تصل عبر ميناء الحديدة إلى نحو 8 ملايين يمني.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين تمكّنت القوات المدعومة من الإمارات من السيطرة على المطار، فإنها فشلت في شنّ هجوم آخر للسيطرة على الميناء، حيث رفضت الولايات المتحدة تقديم مساعدة لوجستية لتلك القوات.
وفيما يتعلق بالميدان، اعتبرت الصحيفة أن القوى المتصارعة وصلت إلى طريق مسدود؛ فحتى وقت قريب كان التحالف العربي والحوثيون يرفضون مبدأ مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أكثر من عامين.
غير أن دبلوماسيين على دراية بالأوضاع في اليمن قالوا إن الضغوط الدبلوماسية، ومن ضمنها الأمريكية، بثّت الحياة من جديد في جسد المفاوضات الميت، إذ تجري حالياً مفاوضات وُصفت بالحسّاسة؛ بين مسؤولين من الأمم المتحدة والحوثيين والإمارات والسعودية وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وخلال الأسبوع الماضي، التقى مارتن غريفيث، الممثّل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، زعماء من جماعة الحوثي، والتقى الرئيس هادي. وأطلع مسؤولون كبار بالمنظّمة الأممية السعوديين والإماراتيين على تفاصيل تلك المفاوضات.
ويسعى المبعوث الأممي من أجل التوصّل لاتفاقيّة تتولّى بموجبها الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة.
في بداية معركة الحديدة قال المسؤولون الإماراتيون إن لديهم هدفين رئيسيين في الحديدة؛ الأول هو السيطرة على الميناء والمطار، والثاني هو أن يكون هذا الانتصار مقدّمة لدفع الحوثيين وإجبارهم على الدخول في مفاوضات السلام، ومنح القوى اليمنية المدعومة من قبل الإمارات والسعودية دفعة أقوى خلال مفاوضات السلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخسائر بين الجانبين كانت أقلّ مما كان متوقّعاً، ومع ذلك حذّر بعض الدبلوماسيين العاملين في الشرق الأوسط من مخاوف اندلاع القتال في أية لحظة، خاصة أن مسؤولين إماراتيين قالوا إنهم لا يملكون سيطرة تامّة على المليشيات التي يدعمونها في اليمن.