الكلكتابات فكرية

في درب فوز المؤمنين بقضيتهم، الصادقين في مقاومتهم للمستكبرين وأدواتهم

(الشهيد/ الحسن بن علي بن علي السراجي)              (الشهيد/ محمد بن عصام بن محمد الجرموزي)

 

في غضون بضع ساعات تلقيت اليوم خبران صادمان لم أكن اتوقعهما.. كان الخبر الأول عن استشهاد الولد المجاهد محمد بن عصام بن محمد بن يحيى الجرموزي، وما كدت أن استوعب هذا الخبر حتى اتلقى مكالمة تلفونية لتخبرني باستشهاد الولد المجاهد الحسن بن علي بن علي بن قاسم السراجي.

ومع أن الحرب العدوانية الظالمة التي فرضت علينا فرضاً وحشد لها المستكبرون وطغاة الأرض الأمكانيات والتأييد والتواطؤ الدولي بما في ذلك تواطؤ المنظمات والهيئات الأممية وهو ما يجعلها حرباً كونية على بلد من أفقر بلدان العالم.. ومع إيماني الراسخ واليقيني بوجوب مواجهة هذا العدوان الظالم والتصدي له ومقاومته.. ومع أنني اتلقى بين وقت وآخر خبر استشهاد شاب مجاهد هنا وآخر هناك ممن أعرفهم، إلا أن استشهاد هذان المجاهدان الشابان قد أثر عليّ بصورة لم اعتدها من قبل، حتى عندما وصلني خبر استشهاد ولدي “الحمزة (زين العابدين)”.

بدأت أبحث في داخلي ما الذي يميز الشهيدان الحسن بن علي السراجي ومحمد بن عصام الجرموزي عن غيرهما من الشهداء حتى كان لخبر استشهادهما هذا الوقع في نفسي.

وخلال البحث لم أجد إلا أن الولد المجاهد الصادق الشهيد (العزي) محمد بن عصام الجرموزي سبق أن أصيب في إحدى معارك التصدي للمعتدين ومرتزقتهم في قدمه وأثناء فترة إصابته والعلاج كان يحسس كل من هم حوله بأن إصابته وجرحه لا يجب أن تمنعه من معاودة الالتحاق بالجبهة، وهو ما كان، فقد عاد إلى الجبهة للتصدي والمقارعة للمعتدين ومرتزقتهم قبل أن يبرأ جرحه وقبل أن يتم نزع الصفائح من قدمه التي أصيبت..

ووجدت أيضاً أن الولد المجاهد الصادق الشهيد (الشرفي) الحسن بن علي السراجي وهو أحد المرابطين منذ بداية العدوان ولم يغادر الجبهة إلا في إجازات قصيرة لزيارة الأهل وبحكم ما تفرضه عليه مهامه الجهادية الموكلة إليه، قد سبق أن تعرض أيضاً للاصابة عدة مرات إلى الحد الذي ما زال جسده يحتوي على عدة شظايا لم يتم انتزاعها لخطورة الأماكن التي اصيب بها فيها والتي لم تمنعه من مواصلة جهاده متصدياً للمعتدين ومرتزقتهم.

ربما كنت في قرارة نفسي اعتقد أن ما تعرض له الشهيدان العظيمان من اصابات لن تجعلهما يعاودا الذهاب إلى الجبهة، أو بالأصح كنت أريد لهما ذلك، وإن كان لابد من مواصلتهما لمسيرتهما الجهادية ففي مهام داخلية بعيداً عن جبهات المواجهة المباشرة نظراً لحالتيهما الصحية.

وبعد استعراض شريط ثلة من المجاهدين الصادقين الذين نالوا شرف الشهادة والاصطفاء الإلهي لهم، وجدت أن الشهيدان (الشرفي السراجي) و(العزي الجرموزي) لم يكونا الوحيدان، بل إن أغلب الذين اعرفهم من الشباب ونالوا شرف الشهادة قد سبق لهم أن أصيبوا وجرحوا في معارك سابقة ولكنهم لم يستسلموا لما أصابهم، بل أصروا محتسبين باذلين وبائعين من ربهم لا هدف لهم إلا إحدى الحسنيين: (إما نصر) و(إما شهادة) لا ثالث لهما، واضعين نصب أعينهم مبدأ الإمام الحسين عليه السلام (هيهات منا الذلة) ومتمثلين لمبدأ الإمام زيد عليه السلام (من أحب الحياة عاش ذليلا).

نعم، نحن نقدم فلذات اكبادنا وندفعها للجهاد في سبيل الله وإعلاءً لكلمته ودفاعاً عن دينه ونصرة للمظلومين، سائلين الله ان يتقبل قرابيننا هذه، وسندفع بالمزيد من القرابين حتى يرضى سبحانه وتعالى..

وليعلم المثبطون والمتخاذلون أننا وأبناءنا لن نتردد في رفد الجبهات بأنفسنا وبما نملك، ولن نسمح لأنفسنا أن ننتظر حتى يأتي الطغاة والبغاة لقتلنا بالذبح في منازلنا أمام أبنائنا أو قتل ابنائنا ذبحاً أمام أعيننا باسم الدين، وهو بريء منهم ومن سلوكياتهم وأفعالهم، خدمة لدول الاستكبار الأمريكي والبريطاني والفرنسي وخدمة للصهيونية العالمية متمثلة في اسرائيل.. لأننا قد تشربنا أهداف ومبادئ أئمتنا العظماء واضعين نصب أعيننا أن “ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا”.

فهنيئاً لشهدائنا شرف ما نالوه من فضل عظيم.. وإنا لسائرين على دربهم شغوفين ومشتاقين لنيل ما نالوه من فضل عظيم.

المجد والسلام وحياة الخلود للشهداء..

الشفاء للجرحى..

الفرج والعودة للأسرى والمفقودين..

النصر للمجاهدين الشرفاء العظماء..

بفضلٍ وتمكينٍ من الله العزيز القوي..

اللهم تقبل قرابيننا.. اللهم خذ حتى ترضى.

وحسبنا الله ونعم الوكيل..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى