نظرة ليست عابرة
بينما كان الأمر الإجباري ينفذ على حافة الطرقات , والجرافات تجرف ما زاد عن حافة الطريق الخارجة عن النظام , وأصوات الناس تتشابك وتتعالى , وأياديهم تحتضن صناديق بيعهم من الموز والتفاح والشامبو والسمك والطماطم والأحذية وبطاطا الشبس , وكل مسببات الحياة . كان في الأعلى دور عالية تطل علينا , تزينها قمرياتها بشكل أسطوري , جمال معلق بين السحب يفرض نفسه , وتاريخ لليمن مغروس في أعماق تاريخ الأمم , ذلك هو الفن المعماري اليمني الأصيل , بدا من الأعلى مستهجناً كل مخالفة محسوسة , وكل عشوائية معنوية تنفي أن تكون تلك الأصوات والضوضاء في الأسفل هي من باني ذاك الفن الأسطوري اليمني . شيئاً فشيئاً ربما أنكرت تلك الدور أن فنها من بنات أفكار ذاك اليمني .
صورة على ناصية الطريق يتجلى فيها الأسود على مستوى أنظارنا المنخفضة , والأبيض الموجود في الأعلى بنموذج الدور المبهجة بجمالها . هي دعوة أن نرتقي بأفكارنا , وألا تظل أفكارنا محصورة في أمور قد تجاوزها العالم وقام بحلها بإخلاص منذ زمن بعيد كمخالفة البسطات وتجاوزات الطرقات .
لا بأس أن نجلس من أنفسنا أين نحن وفوضويتنامن العالم , وتقوقعنا في نتائج عدم الصدق في اتخاذ القرارات وتنفيذها سواء أكان بشأن الأمور البسيطة التي علقنا بنسيجها الضعيف كخيوط العنكبوت لكن أثرها عظيم أو بمواضيع أكبر فأكبر .
ليست دعوة للفوضى , بل لغة عتاب أن تجاوز من هم دوننا في التاريخ المحطات السفلى , ومستوى أنظارنا مازال كما هو .
ليست لغة يأس وتثبيط , بل وخزة لليقظة تجبرنا على تخطي المستوى إلى مستوى أعلى منه , ولنكن جادين في اتخاذ قراراتنا بدءاً من قانون البسطات والباعة , إلى قرارات الهياكل الإدارية العليا التي بيدها استقرار وتميز الفرد والمجتمع واليمن ككل .
أما حان الوقت أن ننظر إلى الأعلى …