من رواية ولدي حبيبي ( ليته لم يعد )
رائد شاب أربعيني يعمل في إحدى محطات البترول بالعاصمة يعول أسرة مكونه من زوجه وابن وابنه الزوجة عمرها 38عاماوتدعى سحر والابن عمره 20سنه أكمل الثانوية ويدعى حسين والابنة عمرها 25سنه أكملت الجامعة وتدعى هدى كان رائد يعود لقريته نهاية كل شهر محملا بالفواكه والخضروات والحلوى والنقود وكله شوق لرؤية زوجت وولديه فبعد خروجه من المحطة اخذ سيارة أجرة لتوصله إلى منزله في أعلى الجبل وصل رائد إلى قريته التي تكاد تكون خاليه من السكان بسبب عدم وجود فرص عمل طرق باب المنزل قالت سحر من الطارق قال أنا رائد ياسحر افتحي الباب فتحت سحر الباب وكلها سعادة دخل رائد المنزل والإنهاك يبدو واضحا على وجهه الدائري الصغير أخذت سحر الأشياء من يد زوجها وأدخلتها للمطبخ دخل رائد للبيت وبعد أن استراح من مشقه السفر سأل عن هدى وحسين لأنه اشتاق لرؤيتهما فقالت سحر هدى في غرفتها سأناديها الآن أما حسين ..فصمتت ثم تنهدت فقال رائد هل ابني بخير يا سحر قالت نعم ولكن !ولكن ماذا ياسحر قالت ابنك حسين له شهر يخرج من أصحابه من التاسعة صباحا ولايعود إلا بعد منتصف الليل وبعض الأحيان لا يعود للمنزل أبدا وعندما اسأله أنا أو أخته عن سبب تأخره يسبنا ويشتمنا رائد :خير خير سحر:
سحر :هيا يارائد لتذهب للنوم فأنت متعب جدا سحر :تصبحين على خير ياهدى هدى:وانتم من أهل الخير استلقى رائد على السرير وفي رأسه ألف سؤال وسؤال حاول أن ينام ولكنه لم يستطع اخذ يتقلب على الفراش كجمره ملتهبة مرت ثلاث ساعات قام رائد ليشرب فما إن وضع الكوز على شفتيه سمع الباب الخارجي يصر في حذر فخرج مسرعا فإذا به حسين تفاجأ الابن برؤية أبيه لأنه جاء على غير موعده فقال حسين :أبي قال رائد نعم أبوك يامحترم أين أنت لهذه الساعة المتأخرة من الليل هل تعرف كم الساعة رد حسين بصوت عال لقد صرت شابا يا أبي ولا دخل لك بي رائد ماذا يا……رفع كفه ليعطي ابنه صفعه لكن حسين بعنفوانه وشبابه صد الصفعة قائلا لأبيه متى تموت ونرتاح منك أيها العجوز وخرج حسين من المنزل سمعت سحر صراخ زوجها وابنها فخرجت مسرعه نحوهما ووصلت ورائد ملقى على الأرض سحر : زوجي أبو عيالي ما الذي أصابك هيا لنذهب للمستشفى رائد :سحر اشعر بان ساعتي حانت لا داعي للذهاب للمستشفى وقال بصوت متقطع حسين وهدى أمانة بعنقك وسامح الله حسين في الدنيا والآخرة وصعدت روحه الطاهرة للسماء سحر لالا رائد لا تتركني لمن ستتركني وأجهشت بالبكاء استيقظت هدى مفزوعة على عويل أمها تنادي أمي أمي ما الذي أصابك مسرعه نحوها لترى أبيها جثه هامدة ملقاة على الأرض فصاحت أبي أبي ماذا جرى هدى تهز جثه أبيها وتقول أبي أبي انهض لأني اعرف انك مازلت بخير سحر كفى بابنتي أبوك توفى وتركنا للأبد هدى لالا ودخلت في نوبة بكاء طويلة توفى رائد وترك في قلب زوجته وابنته حزنا كبيرا مضت الأشهر والسنون ،تزوجت هدى بابن عمها طلال وأنجبت طفلا أسمته رائد وبعد مرور أربع سنوات من الحادثة عاد حسين للمنزل ومعه زوجته دخل من باب المنزل وهو يقول هذا منزلك لك فقط يا زوجتي سمعت سحر صوت ابنها الذي غاب أربع سنوات عن البيت فطارت من الفرحة خرجت من غرفتها وهي تقول حسين ولدي حبيبي لقد اشتقت لك فرد بكل وقاحة أنا لا اشتاق للعجائز الشمطاء وعليك أن تحزمي أمتعتك لتخرجي من بيتي وإلا …سحر وإلا ماذا يا ولدي يا فلذة كبدي يا أغلى من روحي حسين وإلا ستخرجين بالقوة سحر لكن إلى أين سأذهب حسين لا دخل لي سحر تتمتم وتقول لا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم إلى أين سأذهب ابنتي لم تسال عني منذ أن تزوجت لان زوجها منعها عني بسبب سمعه أخيها سحر ذهبت لدار المسنين وكلها أمل برؤية حسين وهدى