الكلكتابات فكرية

قراءة أولية في الأزمة الخليجية

-التنافس المحموم بين قطر والامارات ليس وليد اللحظة  ، او جديد على المشهد الخليجي  ، والجديد فيه الان هو محاولة تقديمه بصبغة مختلفه هي اقرب الي وصفه بالصراع ، واستمالة الامارات للسعودية ومصر  الى صفها

– والمتابع للاحداث الاخيرة والتناول الاعلامي لقناة الجزيرة سلاح قطر الاقوي يدرك ان قطر حريصة على الا تغضب السعودية ، وتركز نقدها على الامارات ومصر ، وذلك ما توكده الخارجية القطرية في سياستها الدولية وموقفها من الملف اليمني والسوري المتفق مع الموقف السعودي.

– وبالنظر الى الموقف الدولي الذي تصدرت قضية الارهاب اجندته وبدا التنافس الدولي المحموم بين القوي الاقليمية ممثلة في ايران والسعودية حيث تمكنت ايران وحلفائها من اجتثاث داعش من العراق وتقليص نفودها في سوريا .

– نشط التحالف الذي تقوده السعودية في المقابل في تجفيف الدعم المالي الذي تتلقاه الجماعات الارهابية ويسهم في تقوية عضدها ، الامر الذي وجد فيها محمد بن زايد فرصة لاتعوض لاخراج منافسه القطري من الحلبة وتقليم اظافره ، ووجد السيسي فرصته للتخلص من الاخوان ورعاية ودعم قطر لهم.

– الامر الذي اتفق مع مشروع محمد بن سلمان الذي وجد فيه الغرب رجل المرحلة  في المنطقة.

– ولهذا تم تصعيد الموقف الخليجي والعربي ضد قطر لتجد نفسها محصورة في مساحة ضيقة ، وعاجزة عن ايجاد اي دولة عربية تقف معها ،الامر الذي وجد فيه الاتراك فرصة مواتيه للعودة للمنطقة العربية التي اجبرت على مغادرتها بعد سقوط الاخوان في مصر ومشروعهم في المنطقة العربية ، بعد ان  تمكنت السعودية والامارات من ازاحتهم ،وترحيلهم الى تركيا.

– وفي ظل العزلة والحصار الذي تفرضه السعودية والامارات ومصر على قطر يترقب الجميع الخطوة التي ستتخذها ، وهل ستشهد المنطقة تغير في مواقفها من الملفات الساخنة خاصة ملف الصراع اليمني والسوري ، – ولان الدول الكبرى حاضرة بقوة في الملف  السوري فهناك امكانية لتدخلها في الملف اليمني ، وذلك للتواجد والحضور للاخوان في اليمن مما يمكنها من لعب دور ما في الملف اليمني .

– واعتقد ان خوف السعودية من التدخل القطري في الملف اليمني هو الذي  جعلها تدفع  بملف الجنوب لايدي الامارات ، وهذا يفسر دعم الامارات للحراك وعدم اعتراض المملكة  ، والتخلص من الاخوان منذ وقت مبكر الامر الذي ضيق مساحة التحرك القطري وحصره في الشمال.

– وتقوية الامارات للحراك وتقليص دور هادي الحليف الدائم للاخوان في الجنوب وما الفعاليات المليونية المدعومة من الامارات الا احد الشواهد الدالة على ما اشرنا اليه سابقا.

–  ومليونية اليوم الذي اكد فيها رئيس الحراك الجنوبي  على اعتبار الاخوان جماعة ارهابية ويحضر ممارستها لاي نشاط في الجنوب ، رسالة اماراتيه واضحة الدلالات ، وصفعة جديدة تضاف الى الصفعات التي وجهتها الامارات لقطر.

 – مما يضيق مساحة تحرك قطر في الملف اليمني ، ويحدد طبيعة ومناطق تحركها سلفا.

ويحصر تحركاتها في الاطار السياسي والسعي لاحداث انفراجه في الملف اليمني في المحافظات الشمالية ولكن  خشيتها من التصادم مع السعودية – في الوقت الذي تحرص اشد الحرص على ان يضل خلافها مع الامارات وليس مع السعودية – سيعيق حركتها ويكبل امكانياتها

– الامر الذي ستبادر الى استغلاله الامارات لتوسع من سيطرتها ومساحة حركتها في اليمن ، وذلك من خلال العزف على المخاوف السعودية من تحرك قطر في الشمال ،مما يمنح  الامارات الفرصة للامساك بالمف اليمني بدون منازع.

وستسعى لتكوين تحالف يمني ضد الاخوان وهادي .

– وسيحظى تحركها للتخلص من الاخوان ، بدعم السعودية ومصر وموافقة القوى الاقليمية والدولية.

– الامر الذي سيجرد قطر من اهم ورقة بيدها ويجعل منها لقمة سائعة لابن زايد والسيسي.

– ويجعل مصيرها مرتبطا بحكمة وفطنة محمد بن سلمان الذي سيخيرها بين التضحية بالاخوان مقابل بقائها.

 

*انتهى* **

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى