الكلكتابات فكرية

سنواصل!

لم يتفاعل أحد مع ما جاء في مقابلة الرئيس مع السفير اللبنانية حول امكانية عدم الترشيح للرئاسة.. ويبدو أني كنت المتفاعل الوحيد الذي قدم نصيحة مخلصة لفخامته إلى درجة أشعرني فيها البعض باللوم المغلف بالاشادة بلغة المقال الهادئة.. وقال لى آخرون ان عدم التفاعل يعد استفتاء صامتآً يجب ان يأخذه المعني بعين الاعتبار.

المهم ليس هذا موضوعنا.. فاليوم يفترض أن المحكمة الغربية ستصدر حكماً ضد صحيفة الشورى وضدي بعد محاكمة ماراثونية سجل فيها القاضي حسان الأكوع ونيابة الصحافة رقماً قضائياً اولمبياً في سرعة التقاضي والاستعجال الذي لو توفر لبقية القضايا في محاكم الجمهورية لاعتبر إنجاز يضاف إلى رصيد الإنجازات العملاقة للسلطة اليمنية.. إنما الأكيد ان تلك القضايا لا يتوفر لها اهتمام ومتابعة عليا كما توفرت لقضيتنا.. الحكم قد يدخل في سجل الغرائب أيضاً ليس بسبب غياب الإجراءات القانونية وعدم الدخول في موضوع القضية أصلاً أو إختلاء النيابة بالقاضي داخل الجلسة بل بالرغبات المحمومة لإسكات الشورى كمنبر حر اتسعت مساحة الحرية في صفحاته ولم يُجد استنساخ الترويسة والشكل لمسخ حزبي وصحفي.. ولم ينجر إلى مستنقع المهاترات والردح الذي تعيشه سلطات الفساد ومولته الخزينة العامة.

إن تهمة الشورى هي التحريض على المواطنة المتساوية والحرية والعدل، ومواجهة الفساد وتسمية الفاسدين في واقع يسوده أفسد نظام في التاريخ كما كان يسميه (ترمومتر) الوطنية الأستاذ البردوني رحمه الله.. ليست مشكلة الشورى مع الأدوات والموظفين فهم يعلمون أننا ندافع عن مستقبل أبنائهم ولكن مشكلتنا أن مراكز قوى الفساد والنفوذ غير راضين عنا وأننا لا نعجب الرئيس إلى درجة لا يخفيها في لقاء مع الطائفة أو بصحفيين.. وهذا قد يكون سبباً كافياً للحكم خاصة وضمن التهم الموجهة لنا تأييد الحوثي والإهانة العلنية للرئيس.. بالرغم من أن طريقة إجراء المحاكمة واستمرار نزيف الدم في صعدة إهانة حقيقية لليمن واليمنيين.. بل للإنسانية.

جريمتنا.. نشر ملفات التوريث للحكم والوظيفة العامة وفضح نهب النفط.. وتوجيهات الفنادم… واستيلاء الأقارب على بيوت الفقراء ومدافن العلماء.. والكاتيوشا وكشف مآسي الحرب والعدوان على مواطنين أبرياء.. وانتهاكات الحقوق والحريات.. والمطالبة بالإصلاح الشامل في البلاد.. وتكذيب مزاعم المنجزات العملاقة.. ببساطة كان لنا دور ومساهمة في إزالة مساحيق التجميل والإشارة نحو أماكن الدمامة والقبح.. لسنا نادمين لأننا نعرف أنهم بكل قوتهم يخافون الكلمة التي هي سلاحنا الوحيد.

شركاء الحرف والكلمة في هذه الصفحات عشاق الحرية والحالمون بالمساواة والعدل، والديمقراطية، والتداول السلمي لسلطة تأتي بحاكم منتخب من تعز أو حضرموت أو لحج أو الحديدة.. أو صنعاء.. لا فرق، المهم كيف يحكم! ولا ينشغل بأكثر من العدل والمساواة بين مواطنيه – الحالمون – كغيرهم من العشاق والحالمين على مساحة هذا الوطن، لن يتوقفوا عن العشق لقيم ومثل عليا ولا عن الحلم بعدل ومساواة وقانون وأمان واحترام لحياة وعقل وحق الإنسان.. لن يتوقفوا بحكم محكمة أو (فرمان).. سيواصلون الحلم ويدونونه على صفحات صحيفة حرة.. أو جدران.. أو حتى عيون بعضهم.. المهم سيواصلون.

هناك حبكة وتربص سيكشف اليوم عن نفسه.. لست مشغولاً بكشفه.. فالوقت أداء.. وربما تقرأ هذه الأسطر وقد كشف عن نفسه وربما يؤجل المهم ان العهد بيننا ان نظل في نفس الطريق معاً، طريق توسيع مساحة الحرية والجمال وتقليص مساحة الفساد والبؤس والإحباط المقرر رسمياً علينا.. إلى درجة عبر عنه الاستفتاء الصامت.

 

الأربعاء 1/9/2004

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى