تقرير: واشنطن.. استثمار الملف الإنساني في اليمن بحجة تحقيق السلام المزعوم
تواصل الإدارة الأمريكية سياسة الكيل بمكيالين تجاه اليمن وتصر على استثمار الملف الإنساني واستخدامه كأداة ضغط على السعودية والامارات والمساومة بانتهاكاتهما في اليمن لتحقيق الكسب الاقتصادي..
مجددا .. عادت الإدارة الأمريكية للحديث عن جهود حثيثة في سبيل التوصل لحلول مستدامة للحرب على اليمن لكنها وكالعادة تأتي هذه الأحاديث في إطار سياسة واشنطن لاستثمار الملف الإنساني واستخدامه كأداة للضغط على السعودية والامارات والمساومة بانتهاكاتهما في اليمن لتحقيق الكسب الاقتصادي..
إدارة البيت الأبيض التي استدعت المبعوث الاممي إلى واشنطن بعثت وفدا رفيع المستوى إلى الرياض وفي جعبته خياران لوضعهما أمام المسؤولين السعوديين هما ملف إمداد السوق العالمية بالنفط مقابل الضغط على من وصفهم بالحوثيين والدفع نحو جهود تقودها الأمم المتحدة للسلام في اليمن..
سياسة الولايات المتحدة بشأن اليمن تمضي على مسارين متوازيين يركز الأول على تعزيز القدرات الدفاعية لحلفائها في الخليج وتحقيق مبالغ طائلة لقاء ذلك، وفي المقابل الإبقاء على فتيل الحرب مشتعلا في اليمن وإطالة أمده لضمان استخدامه كورقة مساومة للضغط على الرياض في قضايا شديدة الحساسية
تقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن منسق مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك ومبعوث وزارة الخارجية للطاقة عاموس هوكستين قد زارا الرياض على وقع تقارير حول ضغوط من واشنطن على السعودية لزيادة ضخ النفط تحسبا لأزمة في حال وقوع غزو روسي مزعوم لأوكرانيا.
وبغض النظر عن اهداف زيارة ماكغورك فقد سبقتها مناورة بملف تصنيف انصار الله على لائحة العقوبات بدأها وزير الخارجية انتوني بلينكن بدعوته لخفض التصعيد والحديث عن ضرورة المسألة وتحقيق العدالة إلى جانب التعبير عن قلقه من استهداف المدنيين في اليمن
التحركات الامريكية في الملف اليمني تأتي أيضا بموازاة جولة مكوكية لمشرعين من الحزب الديمقراطي تقودهم نانسي بليوسي رئيس مجلس النواب قد تشمل تل أبيب وبريطانيا ودول أخرى واعتبرها النائب في الكونجرس رو خانا بأنها تهدف لتحجيم بيع الأسلحة للسعودية، وصعد خانا ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي طالب بإخضاعه للمحاكمة بسبب جرائمه في حرب اليمن
ومع اقتراب الحرب على اليمن من دخول عامها الثامن إلا أن المناورة الامريكية في وجه السعودية تأتي متجردة من الدوافع الإنسانية فهي نابعة اساسا من رغبة واشنطن في ابتزاز الأولى التي لطالما عرفها الساسة الأمريكيين بالبقرة الحلوب ..