اخبار محليةالكل

(تقرير) حراك لإيقاف العدوان على اليمن.. والأهم غياب استقلال القرار اليمني بعيداً عن الإملاءات!

“حل القضية اليمنية”.. يبدو أن هذا هو العنوان الأبرز في التناولات الإعلامية لهذا اليوم.. فمن إعلان خارطة طريقة صينية، وثلاثة أسس وضعتها واشنطن.

إلى ما تظهره الزيارات التي يجريها المسؤولون البريطانيون والأميركيون بالإضافة إلى انطلاق جولة المبعوث الأممي الجديدة من الرياض، أن ملف التسوية تحرك بعد جمود وفتور.

وإلى ترقب أن تفضي اجتماعات الرياض إلى عقد اجتماع وزاري حول اليمن للمجموعة الخماسية التي تضم: السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وسلطنة عمان، خلال نهاية الأسبوع الحالي أو بداية المقبل.

إضافة إلى حديث عن معطيات ايجابية من شأنها التخفيف من معاناة موظفي الدولة في اليمن صدر عن مسؤول روسي.

يضاف إلى ذلك ما نشر من تسريبات عن ما قيل إنها بنود مبادرة جدية قدمها المبعوث الأممي إلى اليمني إسماعيل ولد الشيخ لحل الأزمة اليمنية ووقف الحرب وصرف مرتبات عام كامل لموظفي الدولة.

ووصولاً إلى الحديث عن تقديم هادي وحكومته تنازلات ومنها التوافق على شخصيات جامعة على رأس الدولة.. والحديث عن إعلان الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعتزاله العمل السياسي والحزبي واستعداده للخروج من اليمن لفترة محددة إذا طلب منه.. إضافة للحديث عن سعي المجتمع الدولي لبلورة مسودة اتفاق سياسي تتعامل مع مخاوف ومطالب كافة الأطراف اليمنية.

حيث قال السفير الصيني لدی اليمن تيان تشي، “إن الصين أعدت خارطة طريق لحل القضايا الساخنة بالمنطقة وفي مقدمتها القضية اليمنية”.

وأكد تيان تشي في مقالة له بمناسبة إنعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي في دورته الـ19 المنعقد حالياً في العاصمة بكين، أن الصين ستواصل موقفها الموضوعي والعادل نحو إيجاد حل سلمي للقضية اليمنية عبر الحوار، والحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه.

ولفت إلى استعداد حكومة بلاده توسيع التعاون المشترك والمنفعة المتبادلة مع اليمن والعمل من أجل تعزيز بناء “الحزام والطريق” بعد الحرب، خاصة في مجالات التواصل الإنساني والبناء الاقتصادي وقدرة الإنتاج والتبادل الثقافي.

من جهته شدد السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر على أن الحل في اليمن يجب أن يكون مبنياً على 3 أسس، تتمثل في «وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين».

وقال تولر إن بلاده «تعمل مع شركائها في المنطقة، ودول أخرى مهتمة بهذا البلد بالغ الأهمية، على تحقيق سلام يوفر لليمنيين العاديين حياة مستقرة ومزدهرة».. لافتاً أن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن هناك حلاً عسكرياً للصراع في اليمن الذي تسبب بمعاناة غير عادية للشعب اليمني على مدى ثلاثة أعوام.

وحث السفير الأمريكي جميع أطراف النزاع باستمرار على وقف إطلاق النار والمجيء إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على حل شامل وثابت.

السفير الأميركي أكد دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تحقيق السلام كما تدعمها الدول الأخرى التي تعمل على إنهاء الصراع، مضيفاً: اليمنيون أنفسهم فقط هم من يمكنهم أن يتفقوا على حل عادل ومُستدام.

ويظهر من حديث السفير أن التواصل تم الإبقاء عليه مع طرفي الصراع، في إشارة إلى أن هناك اتصالات بين الحوثيين وصالح والسفارة الأميركية، من دون أن يكشف عن أي معلومات حول مستوى الاتصالات وفحواها.

وقال تولر: نواصل التزامنا في تحقيق حل سياسي إلا أن هناك مستوى عالٍ من انعدام الثقة وبعض الأطراف التي تستغل الصراع لتحقيق مصالحها وبالتالي بات التقدم نحو السلام صعباً.

وعن وجود أي إشارات إيجابية من الحوثيين أو صالح تعبر عن رغبتهم في العودة إلى طاولة المفاوضات، يؤكد اعتقاده بأن كلا الطرفين جاهز للمفاوضات الجادة لإنهاء المعانات الفظيعة التي يعانيها شعبهم حيث تريد الغالبية العظمى من الشعب اليمني تحقيق السلام، كما يعتقد بأن هذا مع حسن النوايا، يجب أن يتحقق بأسرع فرصة ممكنة إذ أن الدمار استمر بما يكفي.

وكان المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد بدأ زيارة جديدة للمنطقة استهلها بالعاصمة السعودية الرياض، وأجرى خلالها لقاءات مع هادي ووزير خارجيته.

وسبق ولد الشيخ إلى الرياض زيارة أجراها أليستر بيرت وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، كما زار الرياض وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيم لندر كنغ.

ونقلاُ عن مصدرين دبلوماسيين على اطلاع بملف التسوية اليمني، أن اجتماعات الرياض من المرتقب أن يتمخض عنها لقاء وزاري للمجموعة الخماسية حول اليمن، ومن المرتقب أن يتم الاجتماع خلال نهاية الأسبوع الحالي أو بداية المقبل، لكن مصدراً دبلوماسياً عربياً قال إن الاجتماع لم يجر تأكيده بعد.

يذكر أن المجموعة الخماسية تضم السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وسلطنة عمان.

ويظهر من خلال الزيارات التي يجريها المسؤولون البريطانيون والأميركيون بالإضافة إلى انطلاق جولة المبعوث الأممي الجديدة من الرياض، أن ملف التسوية تحرك بعد جمود وفتور.

إلى ذلك كشف مسؤول روسي، ان هناك معطيات ايجابية من شأنها التخفيف من معاناة موظفي الدولة في اليمن، غير انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل حول هذه المعطيات.

ونقل عن القائم بأعمال سفارة روسيا الإتحادية لدى اليمن أندرية تشرنوفول، خلال لقائه اليوم في صنعاء رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور، تأكيده أن هناك معطيات إيجابية من شأنها التخفيف من معاناة موظفي الدولة.. معرباً عن تمنياته بحلول السلام الشامل والعادل لكافة أبناء الشعب اليمني في القريب العاجل.

وأكد الدبلوماسي الروسي حرص بلاده على إحلال السلام في اليمن ودعم أي خطوة من شأنها إنهاء مأساة الشعب اليمني.

من جانبه نوه الدكتور بن حبتور بالدور المشهود لروسيا تجاه السلام العالمي.. مؤكداً أن قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ غير واقعي وجاء لخدمة مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وأصبح جزء من المشكلة ويعيق أي حوار جاد وهو ما أكدته الكثير من مؤسسات ومراكز الأبحاث الدولية.

ونقل موقع “المستقبل” أن صحيفة لندنية نشرت، أمس  الأحد، ما قالت إنها بنود مبادرة جديدة قدمها المبعوث الأممي إلى اليمني إسماعيل ولد الشيخ، لحل الأزمة اليمنية.

وأفادت صحيفة “العرب” نقلاً عن مصادر يمنية، وصفتها بالمطلعة، إن المقترحات الجديدة تم عرضها على هامش زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة السعودية، وأنه تمّ عرض الوثيقة على الأطراف المعنية بالأزمة لمناقشتها تمهيداً لتبنّيها كأرضية للحوار.

وأشارت إلى أن المبادرة الجديدة تحظى بدعم ومباركة من دول كبرى.

وبحسب الصحيفة، تقوم المبادرة على عدة عناصر من بينها إعلان وقف إطلاق النار لعشرة أيام لإثبات حسن النية، ووقف القصف الجوي والعمل على إيقاف الحرب الداخلية بإرسال اللجان العسكرية التي سيتم تشكيلها مباشرة إلى المحاور المحددة.

ووفق المبادرة المسرّبة فإن الوفود الممثلة لطرفي النزاع تغادر إلى الرياض خلال اليومين الأولين من إعلان وقف إطلاق النار، وبعد ذلك تعلن السعودية بمبادرة خليجية عربية عن إيقاف عملياتها العسكرية في اليمن، والترحيب بعقد مؤتمر سلام تشارك فيه كل الأطراف اليمنية بالداخل والخارج، وعلى أن تستضيفه العاصمة السعودية الرياض، بحسب مزاعم الصحيفة الممولة من الامارات التي تعد احدى الدول المشاركة في العدوان على اليمن.

واوضحت، ان التحالف (العدوان السعودي)، سيعمل مع الأطراف اليمنية على تشكيل فريق واحد يتكون من لجان أربع (مدنية وعسكرية ودبلوماسية وإنسانية) ويشارك فيها كذلك ممثلون عن الأمم المتحدة وسلطنة عمان والكويت ودول أخرى ممثلة عن الجامعة العربية توافق عليها الأطراف اليمنية.

وتقوم اللجنة الإنسانية، وبشكل عاجل، بتسليم مرتّبات لعام كامل لموظفي الدولة القدامى المعتمدين حتى نهاية 2014. كما تنجز مسحاً وفحصاً للمناطق المتضرّرة من الحرب وتقديم الدعم الإنساني العاجل لها، وتتولّى تحديد مكتب لإعادة إعمار اليمن، والدعوة لمؤتمر دولي لدعم السلام في اليمن وإعادة الإعمار.

وتتولى اللجنة، كذلك، تسجيل حالات الدمار في المؤسسات الحكومية والخاصة وفتح باب التعويضات للمتضررين والمفقودين جراء الحرب، وتبحث أوضاع السجناء من الأطراف كافة، فضلاً عن تخصيص موازنة عاجله تحدّدها الأطراف اليمنية في الرياض للوزارات الحكومية الهامة في صنعاء وعدن لإعادة عملها، ومن أهمها الصحة والتعليم.

وتتركز مهام اللجنة العسكرية على تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحاب المجموعات العسكرية من خطوط التماس في مختلف المحاور، كما تتولّى فتح كافه المعابر ومنافذ الحدود مع السعودية وسلطنة عمان بالكامل وعلى رأسها منفذ حرض والبقع.

وتقوم اللّجنة العسكرية بدمج الجيش اليمني وفق خطة أمنية جديدة تراعي وضع ما بعد الحرب وتعمل على استقرار المدن ومناطق الاشتباك وضبط أمن الطرقات في عموم البلاد.

وتهتم اللجنة المدنية، من جهتها، بفتح مطارات اليمن أمام الطيران وفتح الموانئ البحرية والتأكد من إلغاء الحظر الجوي والبحري أمام السفن وضرورة إعادة فتح مكاتب الطيران في المدن الرئيسية في اليمن وشركات النقل البرية والبحرية.

وتهتم اللجنة الدبلوماسية بفحص مقرات البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في صنعاء وعدن لإعادة عملها وتحديد موعد زمني لعودة السفارات والإعلان بذلك.

وتلزم المبادرة الأطراف اليمنية بعدم مغادرة الرياض إلا بعد توقيع اتفاق سلام وتشكيل حكومة وحدة وطنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني خلال عشرة أيام من توقيع اتفاق السلام في الرياض.

ويتم إعلان جمهورية اليمن الاتحادي، وكذلك إعلان تنحّي عبدربه منصور هادي ونائبه، ويعلن الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعتزاله العمل السياسي والحزبي واستعداده للخروج من اليمن لفترة محددة إذا طلب منه كون قرار بقائه وممارسته للعمل الحزبي قضية تتعدّى حزب المؤتمر.

وبالتوازي مع ذلك، تعلن دول الخليج قبول اليمن كعضو رسمي في الاتحاد الخليجي النقدي المنتظر إعلانه في السنوات القادمة.

وتقترح المبادرة تشكل لجنة دولية لتقديم الدعم المالي العاجل للحكومة اليمنية الجديدة في الاستفتاء على مسودّة الدستور الجديد ومشروع الأقاليم، وإعداد قوائم انتخابات رئاسية برلمانية وفق مخرجات الحوار الوطني خلال فترة ستين أو تسعين يوماً من تشكيل الحكومة.

وتحث المبادرة المجتمع الدولي على متابعة أعمال الحكومة الجديدة في كلّ من مدينه صنعاء وعدن وتقديم الدعم اللازم والعاجل لها في تأهيل الوزارات ومقرات الحكومة بما يسمح لها بترتيب الوضع الإداري والمالي للمراكز السيادية للدولة، وعلى رأسها البنك المركزي وتسريع عودة النشاط الدبلوماسي بفتح السفارات والقنصليات وإتاحة المجال للمنظمات الدولية لممارسة عملها ودعوة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي لتعيين مندوبيهم وفتح مقراتهم بصورة عاجله في أيّ مدينة تناسب مهامها سواء في صنعاء أو عدن.

إلى ذلك نشر موقع “يمنات” نقلاً عن صحيفة “العرب” اللندنية ما مفاده أن عبد الملك المخلافي، وزير خارجية حكومة هادي، دعا سفراء الدول الـ18 الراعية لمفاوضات السلام في اليمن، بالإضافة إلى السفير الإيطالي، لحضور اجتماع مهم من المفترض أن يعقد صباح الاثنين، في العاصمة السعودية، الرياض.

وسيعرض المخلافي على السفراء موقف حكومته تجاه الرؤى التي تسعى بعض الدول لبلورتها من أجل استئناف الحوار السياسي بين الفرقاء اليمنيين.

وذكرت المصادر أن المخلافي سيطرح على سفراء الدول المعنية بالملف اليمني موافقة حكومته على استئناف الحوار بشرط استكماله من حيث انتهى في مفاوضات الكويت، وتوقيع طرفي صنعاء على وثيقة الكويت التي حددت الإطار العام للحوار.

وقالت الصحيفة إن طبيعة الزيارة التي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساتر فيلد بالتزامن مع وجود المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ في الرياض، تهدف إلى طرح رؤية امريكية على قيادة (الشرعية) اليمنية.

وبحسب المصادر تتضمن هذه الرؤية بدء هادي وحكومته بتقديم تنازلات وصفت بالكبيرة في سبيل المضي قدماً باتجاه حل سياسي للملف اليمني.

ومن تلك التنازلات التوافق على شخصيات جامعة على رأس الدولة تفضي إلى تطبيع الأوضاع في مختلف مؤسساتها. منوهة إلى أن هذا الأمر وافق عليه “هادي” شريطة التزام أنصار الله بالمقابل بالحد الأدنى من القرارات الدولية المتمثلة في الشروع بتسليم الأسلحة الثقيلة.

وطبقاً للمصادر يسعى المجتمع الدولي لبلورة مسودة اتفاق سياسي تتعامل مع مخاوف ومطالب كافة الأطراف اليمنية.

وكشفت المصادر أن الدبلوماسية الأميركية والروسية والبريطانية تقوم بتحركات غير مسبوقة في هذا الجانب من خلال الدفع نحو استئناف المفاوضات السياسية بين طرفي الصراع اليمني.

كل هذه التناولات التي نشرت في المواقع الإعلامية تشير إلى وجود حراك دبلوماسي دولي وأممي لإيقاف العدوان على اليمن.. والمؤمل أن يكون حراكاً مسؤولاً وجاداً وأخذاً في الاعتبار استقلال القرار اليمني بعيداً عن الإملاءات أولاً وأخيراً.

م.م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى