بعد فتح ذراعيه وترحيبه بدخول الإمارات إلى اليمن ، حزب الإصلاح يمتعض
أوضح تقرير نشره “الموقع بوست” أن إحكام دولة الإمارات قبضتها على مدينة عدن ، عبر تشكيلات عسكرية محلية أنشأتها وتمولها، دفع ثمنها غاليا حزب الإصلاح اليمني، أكبر الأحزاب اليمنية المنضوية ضمن لواء ما يسمى بالشرعية.
وبحسب التقرير فإنه ومع سيطرة الإمارات على عدن، غابت مظاهر الحياة السياسية، وأصبحت المدينة تضيق رويداً رويدا بكوادر حزب الإصلاح، التي لم يشفع لها كونها كانت أكثر من دفع ثمن مواجهة المشروع الانقلابي.
وفي ظل حملة التحريض التي يتعرض لها حزب الإصلاح، من قبل وسائل الإعلام المدعومة إماراتياً وكذا من نشطاء ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو إحدى الأدوات الإماراتية بالمحافظات الجنوبية؛ فإن حملة الاغتيالات التي تستهدف كوادر الحزب لا تزال مستمرة، حيث كان الاستهداف الأخير من نصيب الدكتور عارف أحمد علي عضو مجلس شورى الحزب وأمين عام نقابة الأطباء بعدن الذي تعرض لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة زُرعت بسيارته، لتنفجر صباح الثلاثاء الماضي، أصيب خلالها بجروح بسيطة، في حين بُترت ساق نجله الوحيد أحمد ذي الـ 20 عاما والذي كان بجواره لحظة الانفجار.
وسبق للدكتور عارف أن تم اختطافه بعد مداهمة منزله فجر 11 اكتوبر من العام المنصرم، ضمن حملة اعتقالات نفذها فريق مكافحة الإرهاب والذي تُشرف عليه دولة الإمارات بحق 11 من كوادر وأعضاء الإصلاح بعدن.
وسبق تلك الحملة، هجومٌ مسلح على مقر الحزب الرئيسي بكريتر وإضرام النيران فيه فجر السادس من مايو 2017، وأظهرت تسجيلات مصورة التقطتها كاميرات المراقبة مقتحمي المقر ومن قاموا بإحراقه فقد كانوا أفراداً يرتدون زياً عسكرياً ومسنودين بأطقم عسكرية، مرت الحادثةُ مرور الكرام فلا بيان رسمي من إدارة الأمن ولا حتى تعقيب على ما أظهرته تسجيلات الفيديو.
وفي 13 أكتوبر من عام 2017، اقتحم جنود تبين لاحقاً أنهم يتبعون قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، مقر التجمع اليمني للإصلاح الذي سبق إحراقه، وتم إحراقه مجدداً، ولقي ثلاثة من الجنود المقتحمين مصرعهم حرقاً بعد أن عجزوا عن الهروب من وسط النيران التي أشعلوها، وبعد أن حضرت طواقم الإطفاء وتم سحب الجثث المحترقة، تم إغلاق باب المقر عبر تلحيم قطعة من الحديد، ومن يومها ومقر التجمع اليمني للإصلاح مغلقٌ .
وقال قياديون ينتمون إلى حزب الإصلاح الذي يحدث أن هناك من لا يريد لعدن الاستقرار كعاصمة نموذجية مستقرة، وهذا الطرف لا يريد أن تكون هناك دولة قوية، فمنذ عام وعدن تعيش فراغا على هرم السلطة المحلية فلا وجود لمن يدير المحافظة ويشغل منصب المحافظ، أما المؤسسة الأمنية فهي منقسمة، وهناك محاولات لوأد العمل السياسي والتضييق على النشاط الحزبي والمدني…
أما قادة الرأي من الأئمة والخطباء فهم يتعرضون للاغتيال والاعتقال والرحيل القسري من المدينة، فيما الشخصيات الوطنية المساندة للشرعية- حسب زعمهم – وذات المشروع الوطني الداعم لمشروع الدولة الاتحادية والتي وقفت مع انتخاب هادي يتعرضون للاستئصال والإبعاد. وذكر أن هناك من يريد لعدن أن تكون عاصمة طاردة غير قابلة للعيش الآمن، لا يريدون لعدن أن تكون مدينة نموذجية، يريدون أن تبقى الأمور كما هي في فوضى، ولا يريدون لسلطات الدولة الحضور، فهم يريدون أن يحرجوا رئيس الدولة وإضعاف مكانته من خلال تكثيف الاغتيالات والتفجيرات بعد عودته للعاصمة، وهم أنفسهم من يحرص على بقاء المؤسسة الأمنية في إطار الانقسام. وأوضح أنه ليتوقف مسلسل الاغتيالات والتفجيرات، لابد من جهود مجتمعة من قبل الجميع ولابد من توحيد المؤسسة الأمنية ويكون للدولة توجه حقيقي لبسط نفوذها ووجودها وأن يشارك التحالف العربي توجه الحكومة في هذا الإطار، مستدركاً أنه وفي حال ما لم يتم بسط نفوذ الدولة في هذه المدينة وتوحيد المؤسسة الأمنية المنقسمة فإن مسلسل الاغتيالات سيبقى مستمراً، وستتوافر بيئة مهيأة لمليشيات الفوضى والقتل.
صمت إدارة الأمن
ومع كل حادثة يسقط فيها أحد كوادر التجمع اليمني للإصلاح بعدن، تلتزم إدارة أمن عدن الصمت فلا بيانات للحديث عن التحقيق في القضية ولو حتى على سبيل الاستهلاك الإعلامي، بل وتعدى ذلك إلى استهداف إدارة الأمن لكوادر الإصلاح بالاعتقال كما حدث مؤخراً مع القيادي البارز نضال باحويرث وقبله الشخصية المدنية المعروفة والمحسوبة على الإصلاح زكريا أحمد قاسم، والذي ما يزال مخفياً قسراً منذ أن اختطفته قوة تتبع فريق مكافحة الإرهاب فجر 27 يناير من العام الجاري؛ علماً أن فريق مكافحة الإرهاب يعمل بالتنسيق مع إدارة الأمن وتشرف عليهم دولة الإمارات دون تُدخل من وزارة الداخلية.