المبعوث الأممي يساوم الطرف السياسي في صنعاء على الحديدة،وأنصار الله يعتبرون استمرار اللقاءات معه جزءاً من العبث
وصل الى العاصمة صنعاء يوم أمس الاثنين المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ وذلك في زيارة جديدة لليمن.
الا انها غير مرغوبة لدى اغلب اليمنيين بسبب المواقف المخزية لامم المتحدة وللمبعوث الاممي تجاه جرائم العدوان والازمة الاقتصادية و الحصار واستمرار العدوان .. وفور وصوله للعاصمة تجاوب المبعوث الدولي مع شروط الوفد الوطني في محاولة لتغيير موقفهم برفض اللقاء به لكنه في ذات الوقت عزز مخاوفهم من أنه جاء لمساومتهم على الحديدة.
وتاتي زيارة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة صنعاء في إطار جولة إقليمية لإحياء المشاورات المتعثرة منذ أواخر العام الماضي وإبرام «هدنة إنسانية» جديدة قبل شهر رمضان وفي مطار صنعاء حيث تجمّع عدد من المتظاهرين احتجاجاً على زيارته قال ولد الشيخ في تصريح صحافي إنه ينوي «مناقشة توفير ممر إنساني لميناء الحديدة ومنع مهاجمته».
وقال ولد الشيخ إنه يريد منع أي هجوم على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الجيش واللجان الشعبية ودعا كذلك إلى الحفاظ على استقلال البنك كي يتسنى له دفع رواتب الموظفين من طرفي الازمة وقال ولد الشيخ للصحفيين لدى وصوله إلى مطار صنعاء أنه جاء إلى صنعاء يحمل ثلاث قضايا رئيسية الأولى هي تجنّب حدوث عملية عسكرية على الحديدة وتعليقاً على ذلك قال مصدر سياسي بصنعاء أن ولد الشيخ يعرف أن الهجوم على الحديدة هو قرار بيد التحالف وليس بيد صنعاء ومجيئه بهذه المهمة تعني أنه يريد أن يساوم الطرف السياسي في صنعاء على الحديدة.
ولد الشيخ جدد موقف الأمم المتحدة رفضها لأي عمل عسكري ضد الحديدة التي تضم ميناءً يزوّد اليمن بأكثر من 70% من احتياجاتها وقال ولد الشيخ: “أنتم تعلمون موقف الأمم المتحدة واضح تجاه القضية وأشرنا إليه أننا لا نريد أن تكون هناك عملية عسكرية في الحديدة لأن لها تداعيات إنسانية ويمكن أن تكون هناك ضحايا مدنية كثيرة ونريد أن نتجنبها. ويجب أن نجد حل بين الأطراف يجنب هذه العملية”.
المهمة الثانية والثالثة التي حملها ولد الشيخ إلى صنعاء تستجيب بشكل مباشر لشرط وفد صنعاء حيث قال ولد الشيخ: “القضية الثانية التي نركز عليها في هذه الزيارة هي القضية الإنسانية. أنتم تعلمون أن حالات الكوليرا اليوم زادت على 25 ألف حالة وهناك في أقل من أسبوعين عدد كثير من القتلى”.
وأضاف ولد الشيخ “النقطة الثالثة والأساسية هي القضية الاقتصادية التي تتعلق بالرواتب والتي تتعلق بحل قضية البنك المركزي” وأكد المبعوث الأممي على “وجوب أن يبقى البنك المركزي اليمني مستقل وأن يبقى ملك جميع اليمنيين وأن الرواتب تصل إلى جميع اليمنيين” مضيفاً أن “هذا هو الهدف من هذه الزيارة”.
كما قال ولد الشيخ للصحفيين “من خلالكم أنتم الصحافة ومن خلال هذه الزيارة أريد أن أوجه رسالة للشعب اليمني أننا نحن في الأمم المتحدة سنبقى حياديين. موقفنا هو أن نوصل السلام إلى الشعب اليمني”.
وفد صنعاء أعلن رفض اللقاء بالمبعوث الأممي بناء على توجيه السيد عبدالملك الحوثي الذي وجه بعدم مقابلة ولد الشيخ قبل حل مشكلة مرتبات موظفي الدولة ورفع الحظر عن مطار صنعاء.
وتعليقاً على الزيارة قال المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام إن «تعامل الأمم المتحدة مع القضية اليمنية بات يمثّل دعماً للعدوان وتستراً عليه» معتبراً أن «استمرار اللقاءات مع الأمم المتحدة بات جزءاً من العبث».الناطق باسم انصار الله ورئيس وفدها المفاوض قال في منشور في صفحته بموقع الفيسبوك متهما الأمم المتحدة بالتغطية على ما وصفه “جرائم العدوان العسكرية والاقتصادية والإنسانية وعدم الإيفاء بوعودها القاطعة فيما يخص بدفع الرواتب للموظفين والتي قطعت وعودا متكررة بذلك”.
كما اتهم الأمم المتحدة بالعجز عن فتح “مطار صنعاء الدولي وإعادة آلاف الجرحى والعالقين لأكثر من عام خارج الوطن” معتبراً “أن استمرار اللقاءات مع الامم المتحدة باتت جزء من العبث طالما وهي عاجزة عن فعل اَي شيء حتى تفيء بتعهداتها الانسانية والأخلاقية او تعلن موقفا صريحا تحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة تجاه ما فعله وما زال بحق أبناء الشعب اليمني” بحسب قوله .وعبر الناطق الرسمي لأنصار الله عن حرصهم “على السلام وإيجاد حلول كاملة وشاملة هو خيارنا الثابت والدائم ولكن تجربتنا الطويلة مع الامم المتحدة أثبتت أنها غير قادرة على فعل شيء وإنما تتحرك اذا رغبت قوى العدوان منها التحرك كلما زاد الضغط الشعبي الدولي والاقليمي عليهم لإيهام العالم ان ثمة عملية تفاوض سياسية قائمة” بحسب قوله.
وأضاف “كلما تجاوبنا مع خارطة او مشروع تقدمه الامم المتحدة تتراجع قوى العدوان عن الوفاء بأي التزام وإزاء ذلك تصمت الامم المتحدة ولا تحرك ساكنا وإنما تنتظر جولة جديدة او مسار عسكري لعله يفرض على الشعب اليمني ان يرفع راية الاستسلام خاصة وقد تواطأت بشكل كبير في تسهيل الحصار الاقتصادي ونقل البنك المركزي وغيرها من الممارسات المعروفة للجميع” بحسب تعبيره .
وتوقفت مرتبات موظفي الدولة منذ سبتمبر الماضي عندما قام هادي بإصدار قرار بنقل مقر البنك المركزي بصنعاء إلى عدن وخلال الأشهر الماضية تمكنت حكومة صنعاء من توفير نسب مختلفة من المرتبات لكن المسؤولية عن صرفها ما تزال على عاتق حكومة هادي وفقا لتعهداتها وتقارير الأمم المتحدة.
وتجاهل الإعلام الرسمي لحكومة صنعاء وطرفي المفاوضات (الحوثيون والمؤتمر) خبر وصول المبعوث الدولي الخاص إسماعيل ولد الشيخ إلى العاصمة صنعاء وسط مطالبات للأخير كممثل للأمم المتحدة بحل مشكلة مرتبات موظفي الدولة ورفع الحظر عن مطار صنعاء.
ولم تنشر أي من المواقع والقنوات الرسمية لحكومة صنعاء وحزب المؤتمر وجماعة الحوثي أي خبر عن وصول ولد الشيخ وسط غموض يحيط بموقف حزب المؤتمر برئاسة علي عبدالله صالح، حيث نقلت مصادر مقربة من الأخير ترحيبه بالمبعوث الأممي لكن شيئاً رسمياً لم ينسب إليه.
ومع وصول ولد الشيخ لمطار صنعاء تجمهر عدد من المتظاهرين الغاضبين من أدائه وقام عناصر الأمن بتفريقهم عبر إطلاق النار في الهواء بحسب مصدر أمني صرح للفضائية اليمنية.
هذه الواقعة فتحت شهية الطرف الآخر وإعلامه حيث تطور الأمر بالنسبة لحكومة هادي لتصف الأمر بمحاولة اغتيال للمبعوث الأممي وإدانة ذلك لكن مصدر في مكتب المبعوث الاممي أكد أن ليس لديه علم بالحادثة التي وقعت وأنها لم تكن موجهة له أو تستهدفه.