أخبار عربي ودوليالكل

“السيل الشمالي2” بين العقوبات الأمريكية والقرارات السيادية الأوروبية

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء إن خط أنابيب غاز نورد ستريم2 الواصل إلى ألمانيا سيكتمل في المستقبل القريب.

وحسب “رويترز” جرى تعليق العمل في خط الأنابيب بعدما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات عليه في ديسمبر كانون الأول.

ونقل موقع “المسيرة نت” أن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، انتقد اليوم الثلاثاء، التهديدات الأمريكية بشأن فرض عقوبات على مشروع “السيل الشمالي-2” والشركات المشاركة في هذا المشروع الروسي.

وقال وزير الخارجية الألماني، خلال مؤتمر صحفي عقد في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات بين الجانبين، إن “القرار بشأن ممن نشتري موارد الطاقة هو قرار سيادي، ولا يمكن لأي شخص من الخارج أن يملي سياسة الطاقة على الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف هايكو ماس أن “العلاقات عبر الأطلسي كانت تمثل أهمية كبيرة لسنوات عديدة بالنسبة للحكومة الألمانية وأوروبا، لكن رغم ذلك يجب أن نعلن أن العقوبات بين الشركاء هي طريق خاطئ، وأن قرار ممن نشتري الطاقة قرار سيادي، ولا يمكن لأي دولة أن تملي سياسة الطاقة على الاتحاد الأوروبي من خلال التهديدات”.

وأشار وزير الخارجية الألماني إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث إلى أي مدى تنتهك العقوبات (الأمريكية) العابرة للحدود القانون الدولي.

وتجري حالياً المرحلة الأخيرة من مد الأنابيب للمشروع، الذي يتضمن بناء خطين لنقل الغاز الطبيعي الروسي بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا.

وكان مجلس النواب الأمريكي أيد تعديلات على مشروع ميزانية الدفاع للسنة المالية المقبلة والتي تضمنت تشديد العقوبات على مشروع “السيل الشمالي-2″، الهادف لمد أنبوب غاز من روسيا إلى ألمانيا.

وقدم ممثلون عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في وقت سابق إلى الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لتشديد العقوبات على مشروع “السيل الشمالي-2″، وتستهدف القيود أيضاً الشركات التي تشارك في المشروع، بما في ذلك الأوروبية.

وتلقى مسألة فرض الولايات المتحدة عقوبات على المشروع معارضة من أوروبا، وخاصة من ألمانيا.

وحسب “وكالة نوفستي” أعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضية، معارضته لفرض الولايات المتحدة عقوبات ضد مشروع “السيل الشمالي-2″، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.

من جهتها ترى روسيا أن العقوبات الأمريكية ليست إلا أداة غير عادلة للمنافسة، إذ أن واشنطن تسعى لبيع غازها المسال لأوروبا، لكنها تلقى منافسة قوية من الغاز الروسي، الذي يتمتع بمزايا تنافسية عالية.

ونقلت “وكالة قنا” أن الاتحاد الأوروبي، أنتقد بشدة، الولايات المتحدة الأمريكية لتهديداتها المتزايدة بفرض عقوبات على الشركات المشاركة في مشروع “السيل الشمالي 2” الذي يهدف لمد خطوط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا.

وقال السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، في بيان: “أنا قلق للغاية بشأن الاستخدام المتنامي للعقوبات، أو التهديد بالعقوبات من جانب الولايات المتحدة ضد الشركات والمصالح الأوروبية”.. مضيفاً: “لقد شهدنا هذا الاتجاه المتزايد في حالات إيران وكوبا والمحكمة الجنائية الدولية ومؤخراً مشروعي /السيل الشمالي 2/ والسيل التركي”.

وقال بوريل إن تصرفات الولايات المتحدة “تتناقض مع القانون الدولي”، مشدداً على أن “السياسات الأوروبية ينبغي أن تٌحدد هنا في أوروبا وليس من جانب دول أخرى”.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت يوم /الأربعاء/ الماضي عن التحرك لتشديد العقوبات على الشركات المشاركة في مشروع /السيل الشمالي 2/ المكتمل تقريباً، والذي سيوسع القدرة على نقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.

وفرضت الولايات المتحدة العام الماضي عقوبات على شركات أوروبية تعمل في مشروع /السيل الشمالي 2/، قائلة إن خط الأنابيب – الذي تموله جزئياً شركة غازبروم المملوكة للدولة الروسية – يعزز نفوذ موسكو في ألمانيا ودول أوروبية أخرى.

وتتهم روسيا الولايات المتحدة بالسعي لإفساد المشروع حتى يتمكن موردو الغاز الطبيعي الأمريكيون من بيع الصادرات إلى سوق الاتحاد الأوروبي بسعر أعلى من سعر روسيا.

م.م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى