الامارات تحيل مناطق الصيد في المخا إلى مناطق عسكرية وتفتح خمسة سجون سرية وتعذب السجناء وتخفي معتقلين قسراً
إنتقلت عدوى السجون السرية التابعة للقوات الإماراتية من مدينتي عدن والمكلا إلى مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز، والواقعة في الساحل الغربي لليمن. أبو ظبي التي وعدت سكان المخا بالأمن والاستقرار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وتحسين الخدمات العامة، حولت المدينة إلى سجن مفتوح، وقامت بحملة اعتقالات تحت مبرر الإشتباه بالتعاون وتأييد حركة «أنصار الله».
ولم تؤمن القوات الإماراتية أبناء مدينة المخا من خوف ولم تشبعهم من جوع، بل شددت قبضتها الأمنية على المخا والمناطق التابعة لها، وحرمت أبناءها الصيادين من ممارسة الصيد البحري في عدد من المناطق الساحلية التابعة للمديرية تحت مبرر أن مناطق الصيد تحولت إلى مناطق عسكرية. واستخدمت القمع وسيلة لإخراس الأصوات المناهضة لممارساتها التي تتعارض مع مصالح المواطنين.
مصادر محلية في المخا أكدت، لـ«العربي»، أن الإمارات أنشأت خمسة سجون سرية في الأشهر الأخيرة أحدهم في ميناء المخا.
وأضافت المصادر أن القوات الإماراتية زجت بالمئات من أبناء المخا ومن معارضيها من أبناء الجنوب المشكوك بولائهم لها في تلك السجون، لافتة إلى أن العشرات من أبناء موزع، الهاملي، وذوباب، يُزجّ بهم لأشهر في تلك السجون، كما يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب بتهم متعددة، أبرزها انتقاد قوات «الحزام الأمني» التابعة للإمارات، ومناهضة الممارسات الإماراتية.
فيما لا يزال مصير أحمد قايد الزين ورفاقه من أبناء قرية الهاملي مجهولاً، وهم المخفيون قسرياً في السجون السرية في المخا منذ مطلع الشهر الماضي، أقدمت قوات «الحزام الأمني»، التي تفرض سيطرتها على المخا، على إلقاء القبض على المواطن عب الجبار محمد أحمد القوبعي، من منزله الواقع في قرية الشباع بعزلة المشالحة في مديرية المخا، بتهمة معارضة التواجد الإماراتي في المخا والساحل الغربي.
وقامت قوات «الحزام»، إثر ذلك، بتسليم القوبعي (37 عاماً)، الذي يعمل في مجال الزراعة، للجانب الإماراتي في المخا، والذي قام بنقله إلى سجن سري في ميناء المخا. وكشف مصدر حقوقي عن تعرض القوبعي لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بإشراف من قيادات إماراتية. وأشار المصدر إلى أن أصناف التعذيب التي تعرض لها القوبعي تنوعت ما بين إحراق معتَقِليه لأكياس بلاستيكية وتقطيرها على جسده بعد تجريده من الملابس، بالإضافة إلى نزع أظافره وإطفاء السجائر في مناطق متفرقة من جسده. وبيّنت الصورة التي سُرّبت للمعتقل القوبعي علامات التعذيب التي تعرض لها في وجهه وصدره وبطنه، كما لوحظت ندبات سوداء وبيضاء في ظهره.
وفي السياق، تحدثت مصادر مقربة من أسرته عن فشل كافة المحاولات التي قامت بها الأسرة، التي لا تعلم عنه شيئاً منذ أسابيع، لمعرفة مصير ابنها. ووفقاً للمصادر، فإن كل محاولات الأسرة التي استغاثت بمشائخ المنطقة الموالين لأبوظبي في المخا للإفراج عن ابنها فشلت، لاعتذار المشائخ عن الإستجابة لمطالب الأسرة. وأشارت المصادر إلى أن «الأمر أصبح خارج نطاق سيطرتهم»، كما أكدت تعرض عدد من أقرباء القوبعي للتهديد بالسجن في حال تكرار عملية البحث عنه.
وعلى الرغم من أن القوبعي واحد من العشرات الذين زُجّ بهم في سجون الإمارات بتهمة مناهضة الوجود الإماراتي، إلا أن هناك العشرات من المعتقلين في السجون السرية الإماراتية في المخا ممن لا يزال مصيرهم غامضاً منذ أشهر، وقد اعتُقل الكثيرون منهم بتهمة تأييد «أنصار الله»، فيما تم سُجن بعضهم الآخر للشك في ولائهم للإمارات، ولم يسمح لأسرهم بزيارتهم.
(عن “يمنات”)