اخبار محليةالكل

أمريكا والغرب ودول الخليج والازدواجية في محاربة الإرهاب!!

يرى غالبية المحللين السياسيين والمتابعين لشئون الإرهاب بأن الإرهاب الدولي والمتمثل بالمنظمات الإرهابية الإسلامية وبمختلف تسمياتها هي نتاج للسياسات الغربية والخليجية، حيث تم استخدام هذه المنظمات لأغراض سياسية غربية وخليجية ابتداء من أفغانستان ضد التواجد السوفيتي حينها مرورا بالعراق وليبيا وسوريا وأخيرا اليمن ومصر لأغراض سياسية تخدم المصالح الغربية وحلفائها بالعالم وخاصة إسرائيل ودول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

 

اتشار ظاهرة الإرهاب وتحوله إلى إرهاب دولي!!

هنا يتفق المراقبون والمحللون السياسيون بأن استخدام مثل هذه الورقة الخطيرة أدت إلى اتساع رقعة الإرهاب الدولي وانتشاره إلى خارج حدود الدول التي تم استخدامه فيها، وقد وصلت نتائجه السيئة إلى الدول الراعية له كأمريكا وأوروبا والدول الخليجية، وآثاره السلبية عمت المجالات الأمنية والاقتصادية وأدت على عدم الاستقرار والأمن الدولي والعالمي.

 

ازدواجية الحرب ومكافحة الإرهاب!!

يؤكد المهتمون بشئون الإرهاب أن هناك تهرب أمريكي غربي خليجي من عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة على السلم والأمن الدولي والعمل على تحديد مفهوم الإرهاب وتحديد المنظمات الإرهابية وفقا للمعايير الدولية المتفق عليها وذلك خشية من أن يمس هذا المؤتمر بالأمريكان والدول المتحالفة معها ويفضح الدول المؤسسة والراعية والداعمة لهذا الإرهاب.

ولذلك نجد الامريكان وحلفائهم يقومون بتشكيل تحالفات لما يدعونه من مكافحة ومحاربة الإرهاب واحلاف خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الامن بغرض محاربة القاعدة وداعش، ومن هنا يجد المراقبون بأن هذه الطريقة نتائجها تكون عكسية ويصبح هناك ازدواجية في تحديد المنظمات الإرهابية ومحاربتها.

 وقد وجدوا ذلك واضحا خلال مكافحة داعش في العراق وسوريا بعد أن استخدموه لأغراض سياسية وفشلوا بتحقيق النتائج التي كانوا يسعوا إليها، إلا بصورة جزئية حيث حققوا الغرض الوحيد وهو تفكيك الجيوش العربية والمجتمعات وزرع الكراهية بين الفئات المختلفة واستمرار الامتثال الداخلي خدمة لإسرائيل. ومع كل ذلك فقد ادت نتائج ذلك الإرهاب إلى ضرب تلك الدول الراعية للإرهاب. كما وجد المراقبون والمهتمون بشئون الإرهاب ولاحظوا بأن هناك ازدواجية بالحرب على الإرهاب حيث يتم محاربته الآن في العراق وسوريا ويتم استخدامه ودعمه باليمن ومصر وليبيا!

 

دعم المنظمات الإرهابية باليمن من قبل أمريكا والسعودية وحلفائهم!!

يرى أغلبية المحللين السياسيين والمراقبين والمهتمين بالشأن اليمني ومنطقة الشرق الأوسط بأن تشكيل ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية من أجل شن حربها على اليمن جاء بتنسيق أمريكي غربي خليجي إسرائيلي، وذلك بعد أن تواصلت الأزمات السياسية باليمن ابتداء من العام 2011م، حيث شجع الغرب وحلفائهم ما سميت بالثورات العربية ودعموا الاخوان المسلمين بالسيطرة على الحكم بالدول العربية وعندما فشل الاخوان باشراك بقية المكونات السياسية استمرت تلك الثورات باليمن وتم اقصاء الاخوان المسلمين من السلطة عندما وجدوا بأن الإصلاح يقوم بإقصاء العديد من المكونات السياسية التي شاركت معه بالثورة كما يزعمون ومنهم الحوثيين الذين سيطروا على السلطة في صنعاء بدعم من المؤتمر الشعبي ومن الرئيس هادي سابقا. وهذا كان بمباركة سعودية أمريكية بطريقة غير مباشرة وعندما قام الحوثيين بإقصاء هادي بعد أن قدم استقالته وقفت السعودية وأمريكا إلى جانبه وارغامه على التراجع عن الاستقالة، وسهلوا له الهروب إلى عدن، وقاموا بتشكيل تحالف عربي لإعادة شرعيته بالقوة العسكرية.

وتم شن حرب عملت على تدمير كل البنية التحتية وقتلت المدنيين والنساء والشيوخ والأطفال وعملت حصار جوي وبري وبحري على اليمن لأكثر من عامين ودعمت بعض الميليشيات والمنظمات الإرهابية باليمن من أجل القتال معها ضد الحوثي وصالح. وقد فشل هذا التحالف بإعادة هادي إلى السلطة وتسبب بتمزيق اليمن إلى عدة مناطق وكان المستفيد الأول من هذه الحرب والعدوان على اليمن المنظمات الإرهابية والمتطرفة حيث اتسع نفوذها وامتدت سيطرتها على مساحات كبيرة من اليمن وخاصة في المناطق الجنوبية والتي يعتبر التحالف بأنه حررها من التواجد الحوثي الصالحي. والآن أصبحت بيد ما تسمى بالدولة الإسلامية داعش والقاعدة حتى أصبح من المستحيل إعادة هادي إلى تلك المناطق المحررة سعوديا وأمريكيا.

 

من ساعد على تواجد داعش باليمن بهذه القوة!!

يرى المحللون في الشأن اليمني ومنطقة الشرق الأوسط وغالبية المهتمين بالشئون الإرهابية أن السعودية وبتحالفها وشنها الحرب على اليمن أوجدت البيئة المناسبة لتوسيع رقعة الإرهاب وتمكينه من عدة مناطق باليمن. وذلك لأن السعودية وعبر حلفائها في حزب الإصلاح عقدوا صلح وهدنة مع القاعدة باليمن لكي يعملوا جميعا على الحرب ضد الحوثي وصالح. وهذا جاء على لسان قائد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب في مقابلته الأخيرة مع صدى الملاحم حيث قال ان السعودية وسّطت رجل الدين عبدالمجيد الزنداني ومجموعة من قيادات الإصلاح لعقد هذا الصلح والتحالف للحرب ضد الحوثي وصالح. وعملت السعودية والأمريكان على تزويدهم بالأسلحة والمعدات كما أكد سابقا القيادي جلال بلعيد بأنهم يقاتلون في أكثر من 11 جبهة بمختلف الأراضي اليمنية ضد الحوثي وصالح!

 

ظهور داعش بقوة في اليمن!!

في الفترة الأخيرة وبعد أن تمت هزيمة داعش في سوريا والعراق تشير المعلومات الاستخباراتية والتقارير الإعلامية الدولية والإقليمية إلى أن السعودية وتركيا وقطر وبإشراف أمريكي يعملوا على نقل داعش إلى اليمن من سوريا والعراق بعد أن خسروا أغلب المناطق التي كانوا يسيطروا عليها. ويتم نقلهم من سوريا عبر الأردن ولبنان وعبر دول افريقية أخرى وذلك عبر مكاتب تنسيق أقيمت لهذا الغرض ويتم منحهم جوازات يمنية مزورة. وقد أكدت المصادر الاستخباراتية الدولية والتقارير الإعلامية أنه قد وصلت عدة دفع إلى اليمن منها دفعة وصلت إلى مطار عدن بطائرة تركية على متنها 200 مقاتل من داعش بينهم قيادات وأمراء جماعات مقاتلة في شهر ديسمبر 2016م. كما وصلت عدة دفع عبر ميناء عدن منها دفعة تقدر بأربعمائة مقاتل وصلوا عبر البحر، مع العلم بأن التحالف العربي يقيم حصار بحري خانق على اليمن بقيادة السعودية من حوالي سنتين، ودخلوا اليمن عبر ميناء عدن في إبريل 2017. وتفيد التقارير بأن عدد الأجانب من الدول الإسلامية الذين وصلوا إلى اليمن حتى الآن يقدر عددهم بأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من عدة دول من السعودية ودول الخليج والجزائر والمغرب والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان.

 وقد عملت السعودية على نقلهم إلى اليمن من أجل محاربة الحوثيين وصالح وأصبحوا اليوم قوة ضاربة تنتشر على الأرض اليمنية وخاصة بالمناطق الجنوبية الخاضعة لهادي والسعودية والامارات. وهم اليوم يسيطرون على ميناء عدن البحري وذلك بغرض تهريب المقاتلين والأسلحة والمخدرات إلى اليمن، ويقومون بتعزيز قوتهم وتواجدهم بالإضافة إلى معظم المناطق الجنوبية في تعز، وأصبحوا قريبين من باب المندب الممر التجاري الدولي. وكذلك عززوا تواجدهم في مأرب والجوف والبيضاء من خلال مشاركتهم بالحرب مع التحالف السعودي على اليمن ضد صالح والحوثي.

 

زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي يؤكد تعاونهم مع التحالف!!

ومن خلال المقابلة التي أجراها قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مع مؤسسة صدى الملاحم أواخر الشهر الماضي كشف عن حقائق وتفاصيل منها أنهم تحالفوا مع هادي للقتال ضد الحوثي وصالح. وأكد أنه تم إعلان هدنة بوساطة إصلاحية قادها الشيخ الإصلاحي عبدالمجيد الزنداني ومجموعة أخرى من علماء الدين أفضت إلى تعاونهم مع هادي وتخالفهم مع السلفيين والاخوان المسلمين والقبائل وما سميت بالمقاومة للقتال ضد الحوثي وصالح. وتم عقد تحالف بين القاعدة والدولة الإسلامية بوساطة سعودية إماراتية لدعم التحالف في حربه على اليمن.

 ومن هنا فإن المراقبين السياسيين والمهتمين بشئون الإرهاب يعتقدون بأن مثل هذه التحالفات لن تفيد دول التحالف بحربهم على اليمن بقدر ما عززت قوة الدول الإسلامية والقاعدة باليمن وأصبحوا يسيطروا على معظم أراضي الجنوب وتولوا مناصب قيادية أمنية وعسكرية بقرارات من حكومة هادي، وخطرهم سيكون على اليمن ودول الخليج والمنطقة وعلى باب المندب وعلى السلم والأمن الدولي.

 

 يرى المحللون السياسيون بأن الحرب على اليمن والحصار لا يمكن أن يحقق اهداف التحالف بقدر ما عزز الإرهاب وأصبح خطرا حقيقيا على المنطقة والعالم لذلك يجب العمل على إيقاف العدوان على اليمن والعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على الحل السلمي للأزمة اليمنية والبدء بمحاربة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التي انتشرت نتيجة لهذه الحرب الدائرة من حوالي السنتين والتي دخلت عامها الثالث وأن أي تأخير سيؤدي إلى انتشار الإرهاب بالمناطق المجاورة وخاصة الخليجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى