السفير عبدالله صبري: استهداف رجال الإعلام انتقاماً صهيونياً بحق من يكشف إجرامه وبشاعته أمام العالم

السفير عبدالله صبري: استهداف رجال الإعلام انتقاماً صهيونياً بحق من يكشف إجرامه وبشاعته أمام العالم
الثلاثاء12أغسطس2025
اعتبر السفير اليمني، عبدالله علي صبري، استهداف الصحفيين في غزة مؤشراً على جولة إجرامية يتجه العدو الصهيوني للدخول فيها.
وقال السفير صبري في مداخلة على قناة المسيرة، مساء أمس الإثنين، إن استهداف الصحفيين والإعلاميين في غزة مؤشر على تصعيد كبير قادم بعد 22 شهراً من الإجرام، معتبراً استهداف رجال الإعلام انتقاماً صهيونياً بحق من يكشف إجرام العدو وبشاعته أمام العالم.
وأضاف أنه بالنسبة للصحفيين، فهم أكثر من يعري الكيان الصهيوني ويكشف جرائمه للعالم بالصوت والصورة، واصفاً قتلهم بأنه محاولات صهيونية لكتم الصوت وحجب الصورة وإخفاء الحقيقة.
وتطرق صبري إلى الدور الكبير الذي لعبه الصحفيون والإعلاميون الأحرار داخل غزة، موضحاً أنهم عروا الكيان الصهيوني أمام العالم، ما أحدث نقلة نوعية في لفت انتباه العالم لجرائم التجويع والقتل الممنهج.
ولفت إلى أن العالم تحرك بشكل أكبر مؤخراً نتيجة الزخم الإعلامي الذي بات أكثر من المراحل الماضية.
وتابع في حديثه أن “صورة الكيان تعرت بشكل كبير، وهذا لم يكن يتوقعه العدو، ما جعل العدو يفكر في الانتقام من الصحفيين وممن ينقل هذه الصور والمشاهد ومن يضع العالم أمام مسؤولياته تجاه ما يجري في غزة”.
واستطرد “انتقل التأثير من مستوى البث التلفزيوني إلى تحريك الشارع، وتحريك الشارع يشكل رأياً عاماً، ونتيجة تحرك الشارع والرأي العام ارتفعت نبرة أصوات من المسؤولين في الدول الغربية تندد بوصول المجازر إلى هذا المستوى”، مؤكداً أن “بشاعة الجرائم المتوالية بحق المدنيين في غزة تكشف أن العدو لم يترك خطوطاً حمراء”.
ورأى أن “استهداف الأطفال يحرك ضمائر من لم تحركهم الجرائم، وكذلك استهداف الأطباء والصحفيين، والعدو طالهم جميعاً مع سبق الإصرار والترصد بهدف الإيغال في القتل وسفك الدم”.
وأكد أنه “لم يعد هناك ما يمكن تفسيره سوى أننا أمام قاتل متوحش لا يجيد إلا القتل لمجرد القتل”.
واعتبر السفير صبري أن “العدو يرى كل من في غزة بأنهم حماس وأنهم مقاومة، ويصفهم بالإرهابيين، لذا يعتبر نفسه في حِلٍ من أي التزامات دولية تجاه المدنيين حتى وإن كانوا صحفيين أو أطفال أو أطباء”.
ونوّه إلى أن “الحرب على غزة كشفت القناع عن المجتمع الدولي بكل هيئاته ومنظماته التي دائماً ما تتحرك بشأن حقوق الإنسان والحريات، لكنها سقطت سقوطاً مدوياً”.
وقال: إن “هذا السقوط كشف حقيقة الغرب الذي يزعم التحضر وأنه منحاز للإنسان وقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما هو في غزة منحاز للقتلة والمجرمين وأكبر منظمة إرهابية في العالم المتمثلة في الكيان الصهيوني”.
وأكد صبري أن “النقابات الصحفية العربية لا تتحرك بالمستوى المطلوب، وبعضها لم يدن أي جريمة من جرائم العدو وكأنها منسجمة مع السرديات اليهودية الصهيونية التي تعتبر كل من في غزة إرهابيين”.
وتطرّق إلى الجريمة المروعة بحق ستة من الصحفيين والإعلاميين في غزة، مؤكداً أنها “تتيح الفرصة أمام المنظمات والنقابات العربية لأن تتحرك وتتداعى لمواقف معبرة بمختلف أشكال التضامن مع الصحفيين والشعب الفلسطيني بشكل عام”.
ولفت إلى أن “هناك العديد من أشكال التضامن التي يستطيع الصحفيون أن يبدعوا فيها إذا توفرت النوايا والعزائم وتحركت الضمائر”.
وأعرب عن أسفه تجاه المواقف العربية قائلا: مع الأسف حالة الاستجابة للتحديات التي تمر بها الأمة هي في الحدود الدنيا والمتواضعة جداً.
وأشار إلى أن “العدو لا يتوقف عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين؛ لأنه يرى نفسه بعيداً عن المساءلة والعقاب بل يرى نفسه بعيداً عن العتاب”.
ولفت السفير صبري إلى أن “الصحفي الفلسطيني واجه ويواجه تحديات كبيرة في هذه الحرب، ولهذا يتحرك من منطلق أنه “مشروع شهيد”، متبعاً حديثه: “أي صحفي أو إعلامي مستمر في عمله في غزة هو تحت القصف والتجويع والتهديد لأن العدو لن يكف عن استهداف الصحفيين بشكل مباشر وغير مباشر”.
وتابع: “هذا القتل المستمر كان كافياً لأن تتوقف التغطية، لكن التغطية من داخل غزة لم تتوقف وهذا يحسب بشكل كبير للصحفيين ولإرادتهم وثباتهم وإيمانهم بقضية شعبهم وعدالتها”.
وفي ختام حديثه للمسيرة، أكد السفير عبدالله علي صبري أن “الإعلاميين في فلسطين يدفعون الثمن كما يدفع كل فلسطيني حر، وهم بصمودهم وضعوا حداً للماكينة الإعلامية الصهيونية بكل ما يتوفر لها من لوبيات على مستوى العالم”.
اقرأ أيضا:استشهاد الصحفي أنس الشريف وصوت الشورى ينشر وصيته الأخيرة