الأستاذ عبد العزيز البغداي يكتب إلى المختلفين حول زعيم الوحدة!

الأستاذ عبد العزيز البغداي يكتب إلى المختلفين حول زعيم الوحدة!
يوميات البحث عن الحرية –
إلى المختلفين حول زعيم الوحدة!
- عبد العزيز البغدادي
الاثنين26مايو2025_
الوحدة ليست مناسبة احتفالية يرقص على أشلائها زعماء الانفصال!
ويتسلى بذكراها ممثلوا الزعامة وورثتهم الأبرار.
آه ما أقسى بجاحة ورثة السلطة عتاة الظلم والفساد!.
الوحدة ليست شعار للمزايدة ولا للمتاجرة أو التباهي بحدث تم وانتهى لا أقصد الوحدة كمعنى وحُلم وإنما كفعل سياسي حركته أياد غايتها الانفصال الحزين المؤلم !.
كل مناسبة عامة إنما هي عنوان لحياة دائمة تعبر عن معنى المناسبة، فالوحدة المحتفى بها ينبغي أن تكون فعلاً خلاقاً يلملم الجراح ويجمع القوى ويزرع الحب والوئام !.
الوحدة ليست صنع زعيم ولا ملك مدع زعامة لكنها عنوان حياة دائمة تعبر عن معنى المناسبة.
أنها ملك كل من يمتلك الوعي بأهميتها.
لا علاقة للوحدة بثقافة القطيع المزومل أو بالقائد الفذ أو الزعيم الملهم الذي يدعي امتلاك الحقيقة أو يروج له أتباعه .
الأحرار وحدهم مؤهلون للاحتفاء بالوحدة الخلاقة حينما يشيدونها على أسس تترجم معنى الوحدة الحقيقية على أرض الواقع !.
البعض يحتفلون بالوحدة ولا يرون حال اليمن ويتحدثون عن الأمل وأفعالهم تعكس أبشع معاني اليأس، يظهرون عبارات التفاؤل وتصرفاتهم تثير التشاؤم بكل تفاصيله وأقسى صوره.
يا أخوتي في الوطن أنا لا ادعوكم للتشاؤم ولا للتفاؤل إنما ادعوكم إلى الإحساس بالمسؤولية تجاه ما يعانيه اليمن نتيجة ممارسات المشاركين في تمزيقه باسم الوحدة وهم بالدرجة الأولى المبتهجين اليوم بكل هذا التسلط والتسابق على تقاسم أشلاء وطنهم العزيز سواء من مدوا أيديهم إلى الأعداء بذريعة جواز الاستعانة بالشيطان ضد خصومهم أو من يدعون أنهم يقفون ضد العدوان مستثمرين هذا الموقف بفضاضة جميعهم ليس لهم صفة في هذا الفعل أو ذاك!.
وأنا هنا لا أخون ولا اتهم أحداً بأي من التهم الجاهزة التي يتبادلها لصوص الوطن ولكنني أحاول تشخيص بعض التصرفات التي تعود على الجميع بالويلات والبكاء مم نحن فيه.
ما يؤكد الانتماء الوطني أو ينفيه إنما هو حرص هذا المدعي أو ذاك على إعادة الحرية والكرامة للشعب ، وإعلان فشلهم في أن يكونوا من أبنائه البررة بعد أن أهدروا الهوية الوطنية ومرغوا سمعة وكرامة ومكانة اليمن في التراب لأكثر من 11 سنة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، بالتأكيد هذا لا يعني أن ما قبل ذلك من الفساد والإفساد صفحة بيضاء فكل صفحات التاريخ يجب أن تدرس بصدق وعناية وان يتحمل كل من أساء المسؤولية عن إساءته بعد كشف الحقائق للاستفادة من الأخطاء وليس للانتقام ليبنى التسامح على مبادئ واضحة كي لا تتكرر الأخطاء والجرائم التي أدت باليمن إلى ماء وصل إليه.
إن معرفه الحقيقة مسألة مهمة جدا وإلا فسنظل نراوح حيثما نحن.
والهُوية فعل إنساني وليس ادعاء والانتماء إلى أي نوع من الهويات الجامعة أو المتعددة لا يكون بالكلمات ولا بالشعارات الدينية أو المدنية وإنما بترجمة هذه الهُويات والانتماءات على ارض الواقع.
ويا أيها المختلفين حول من يحتل مقعد رمز الوحدة من بين الزعماء الأموات والأحياء أو مدعي الزعامة أقول لكم:
اعتقد ان الاختلاف حول أحقية هذا اللقب في ظل الظروف التي تعيشها اليمن نوع من الهوس والهراء وهي ظروف تجعلنا نتساءل بمرارة : هل هذا البلد العزيز الذي احتفلنا واحتفل معنا الوطن العربي وكل محبي السلام في العالم بمناسبة وحدته السياسيه عام 1990 لتكون فاتحة خير وباب للعمل الدؤوب من اجل تحويل الشعار الى فعل والحلم الى حقيقةمعاشة، هل هذه الظروف لها اليوم مكان من الاعراب؟.
ألا يبعث هذا الاختلاف لديكم ما يبعثه من الاسى عند من يرى حقيقة المشهد ومرارة الواقع؟.
أدرك أنكم تعتقدون أنكم بالتناسي تقاوموا الواقع المأساوي وبدس الرؤوس في الرمال عن رؤية حقيقة ما يجري ، ولكن هذا المنهج في اعتقادي لا أراه المنهج المناسب لحل المشكلة أو يغير وجه الحقيقة..
قد يجعل بعض الهاربين من رؤية هذا الوجه الذي يحملق في وجوهنا وفي تفاصيل أفعالنا ويشعرنا بنوع من خدر الأحلام التي سلمنا زمامها للطواويس والطواهش وتجار السياسة والدين والتحالف المقدس بينهما..
الحُلم وفق هذا المنهج حل محل كينونة الإنسان العامل الذي يرى الحُلم جزء من الحياة وليس كل الحياة !..
الإنسان الذي يحترم العمل ويقدسه يعتبر الحُلم ذلك الجزء من حياته الذي يدفعه نحو التجديد والتجدد واستيعاب الآخرين بعد معرفة النفس والقدرات الذاتية ، ليبقى لكل من الحلم والواقع مقامهما وقيمتهما وكيانهما الذي يستحيل أن ينفصل عن الآخر!.
قولوا لي إذاً ما قيمة اختلافكما حول زعامة فلان أو علان للوحدة إذا كنا قد وصلنا الى مرحلة من الاختطاف والاستلاب الوجودي من قبل دول ودويلات على مستوى الإقليم والعالم أغلبها وبالذات الإقليمية أصغر من اليمن مقاما وكياناً جعلتنا نحلم بيمن ما قبل 1990 أي نحلم بالدولة الشطرية مع شديد الأسف!.
هذا ليس من باب التشاؤم ولا هو دعوة للإحباط كما أشرت سابقا لكنه بالفعل دعوه جادة وحزينة لان نستعيد وجودنا أو كعبة الوحدة!.
فشأننا وشان الوحدة بات شان كعبة وصنم أو اله عبد المطلب ، لان ربُّ الإنسانية قادر بالتأكيد على حماية الإنسان في كل مكان إذا برهن هذا الإنسان على إرادته وقدرته انه يريد الحياة لا الموت والدفاع عن وجوده لا العدوان على وجود الآخرين وذلك بالفعل لا بالشعارات والمهرجانات !.
لا ترموا بأخطائكم فوق الآخرين فنحن من نصنع حاضرنا، ومستقبلنا مهما تآمر علينا المتآمرون أو خططوا!.
صحيح أن الوعي بالمؤامرات مطلوب ولكن نحن صناع الفراغ الذي يسارع الطامعون بوطننا إلى ملئه.
إننا نضع الصديق مكان العدو والعكس ونغالط أنفسنا بالاستسلام لوهم امتلاكنا للحكمة!.
الحكمة ليست ملك من يدعيها، إنها ملك الحكماء حقيقة!.
ما أحوجنا الى التعايش والسلام والمحبة بيننا وبين بعضنا أولا وبيننا وبين الجوار والعالم فهذا طريق الوحدة الحقيقية وطريق الحرية والديمقراطية والخير للجميع!.
في سماء الأماني
تمر الغيوم
إلى جنة الحالمين
لتمطر حباً وأسئلة لا تموت
تخلد ذكرى وطن
وجهها يسع الكون
نبضها نبض كل القلوب
اقرأ أيضا للكاتب:الأستاذ عبد العزيز البغدادي .. متى يعلم الورثة أن أمن المملكة من أمن اليمن؟!
